عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-2003, 04:09 PM   رقم المشاركة : 2
الكرار
( ود جديد )
 





الكرار غير متصل

زينب بنت جحش رضي الله عنها

نسبها: تكنى بأم الحكم. من أخوالها حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه – الملقب بأسد الله وسيد الشهداء في غزوة أحد ، والعباس بن عبد المطلب الذي اشتهر ببذل المال وإعطائه في النوائب ، وخالتها صفية بنت عبد المطلب الهاشمية ، أم حواري النبي صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام الأسدي , ومعتزة بشرف أسرتها ، وكثيرا ما كانت تفتخر بأصلها ، وقد قالت مرة :"أنا سيدة أبناء عبد شمس".
فضائلها:
1. تميزت أم المؤمنين زينب بمكانة عالية وعظيمة، وخاصة بعد أن غدت زوجة للرسول صلى الله عليه وسلم وأما للمؤمنين. كانت سيدة صالحة صوامة قوامة، تتصدق بكل ما تجود بها يدها على الفقراء والمحتاجين والمساكين، وكانت تصنع وتدبغ وتخرز وتبيع ما تصنعه وتتصدق به ، وهي امرأة مؤمنة تقية أمينة تصل الرحم .
2. أخرج الشيخان – واللفظ لمسلم - عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله: " أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا" قالت : فكن( أمهات المؤمنين ) يتطاولن أيتهن أطول يدا ، قالت : وكانت أطولنا يدا زينب ؛ لأنها تعمل بيدها وتتصدق . وفي طريق آخر : قالت عائشة: فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة الرسول e نمد أيدينا في الجدار نتطاول ، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش ،وكانت امرأة قصيرة ولم تكن بأطولنا ، فعرفنا حينئذ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد طول اليد بالصدقة ، وكانت زينب امرأة صناع اليدين ، فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق به في سبيل الله.
3. عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: "كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما رأيت امرأة خيرا في الدين من زينب ، أتقى ل له، وأصدق حديثا ، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة – رضي الله عنها.
4. زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووليمة العرس :فلما انقضت عدتها تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم المنافقون في ذلك وقالوا حَرم محمد نساء الولد وتزوج امرأة ابنه ! فأنزل عز وجل قوله : ( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) الأحزاب 40وقال جل شأنه : ( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ ) الأحزاب5(فدعي من ذلك اليوم ( زيد بن حارثة ) بدلاً من ( زيد بن محمد) .وقد تنزل القرآن الكريم مشيراً إلى هذه القصة التي تداولتها الألسنة وكثر فيها الكلام قال تعالى : ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ) الأحزاب (37


جويرية بنت الحارث رضي الله عنها

نسبها:هي برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك من خزاعة ، كان أبوها سيد وزعيم بني المصطلق .عاشت برة في بيت والدها معززة مكرمة في ترف وعز وفي بيت تسوده العراقة والأصالة ، وفي حداثة سنها تزوجت برة من مسافع بن صفوان أحد فتيان خزاعة وكانت لم تتجاوز العشرين من عمرها.
فضائلها:
أعد بني المصطلق العده لغزو الرسول صلى الله عليه وسلم فتجمعوا لقتاله و كان ذلك بقيادة سيدهم الحارث بن أبي ضرار، وقد كانت نتيجة القتال هي انتصار النبي صلى الله عليه وسلم وهزيمة بني المصطلق في عقر دارهم . فما كان من النبي إلا أن سبى كثيرا من الرجال والنساء،وكان مسافع بن صفوان زوج جويرية من الذين قتلتهم السيوف المسلمة وقد كانت السيدة جويرية بنت الحارث من النساء اللاتي وقعن في السبى فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري رضي الله عنه ، عندها اتفقت معه على مبلغ من المال تدفعه له مقابل عتقها.لأنها كانت تتوق للحرية .
وحينما تذهب السيدة جويرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأتها السيدة عائشة أم المؤمنين فقالت تصفها : كانت حلوة ملاحة. وقالت : فو الله ما رأيتها على باب حجرتي إلا كرهتها، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت. جاءت جويرية رسول الله و قالت : " أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه ، وقد أصابني من الأمر ما قد علمت ، فوقعت في السهم لثابت بن قيس فكاتبني على نفسه تسع أوراق فأعني على فكاكي". ولأن بني المصطلق كانوا من أعز العرب دارا وأكرمهم حسبا ، ولحكمة النبي صلى الله عليه وسلم قال لجويرية : " فهل لكِ في خير من ذلك؟". قالت : " وما هو يا رسول الله ؟" . قال: " أقضي عنك كتابتك و أتزوجك" قالت نعم. قال صلى الله عليه وسلم : قد فعلت .وكانت قبل قليل تتحرق طلبا لاستنشاق عبير الحرية و لكنها وجدت الأعظم من ذلك .ففرحت جويرية فرحا شديدا و تألق وجهها لما سمعته من رسول الله ولما سوف تلاقيه من أمان من بعد الضياع و الهوان.
وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج جويرية بنت الحارث فقالوا : أصهار رسول الله يسترقون !فعتق المسلمون ما كان في أيديهم من سبايا بني المصطلق فقالت عائشة رضي الله عنها : لا نعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها من جويرية.
ويقال ( السيرة النبوية لابن هشان ج3، 308) لما أنصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة بني المصطلق ومعه جويرية بنت الحارث دفع جويرية إلى رجل من الأنصار وديعة ، وأمره بالاحتفاظ بها وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة . فأقبل أبوها الحارث بن أبي ضرار بفداء أبنته فلما كان بالعقيق ( موضع قرب المدينة ) نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء فرغب في بعيرين منها فغيبهما في شعب ( الوادي ) من شعاب العقيق ، ثم أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال :يامحمد ، أصبتم ابنتي ، وهذا فداؤها .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأين البعيران اللذان غيبتهما بالعقيق ، في شعبِ كذا ؟ فقال الحارث : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك محمد رسول الله . فوالله ما اطلع على ذلك إلا الله .
فأسلم الحارث وأسلم ابنان له وناس من قومه . وأرسل إلى البعيرين فجاء بهما فدفع الإبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ودفعت إليه ابنته جويرية فأسلمت وحسن إسلامها .فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبيها فزوجه إياها ،وأصدقها 400 درهم، وقال أبو عمر القرطبي في الاستيعاب : كان اسمها برة فغير رسول صلى الله عليه وسلم اسمها و سماها جويرية. فأصبحت جويرية بعدها أما للمؤمنين وزوجة لسيد الأولين والآخرين .
كانت جويرية رضي الله عنها تروي من حديث رسول صلى الله عليه وسلم يرويه عنها علماء الصحابة الكرام رضوان الله عليهم .و من الذين رووا عن أم المؤمنين جويرية من الصحابة: جابر بن عبد الله الأنصاري، و عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم.
كما جاء لأم المؤمنين سبعة أحاديث، منها حديث عند الإمام البخاري و عند الإمام مسلم حديثان. و من الأحاديث التي أخرجها الإمام البخاريُ رحمه الله عن قتادة عن أيوب عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة، وهي صائمة فقال: " أصمت أمس" ؟ قالت : لا قال:"تريدين أن تصومي غدا"؟ قالت : لا ، قال: "فأفطري" و هذا يدل على كراهية تخصيص يوم الجمعة بالصوم.


أم حبيبة : رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها

نسبها:رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف . ( كنيتها : أم حبيبة ) صحابية جليلة، ابنة زعيم، وأخت خليفة، وزوجة خاتم النبيين محمد- عليه الصلاة والسلام- فأبوها أبو سفيان، زعيم ورئيس قريش، والذي كان في بداية الدعوة العدو اللدود للرسول- عليه الصلاة والسلام- وأخوها معاوية بن أبي سفيان، أحد الخلفاء الأمويين، ولمكانة وجلالة منزلة أم حبيبة في دولة أخيها (في الشام)، قيل لمعاوية: "خال المؤمنين" . وأخيراً، فهي من زوجات الرسول-عليه الصلاة والسلام-، فليس هناك من هي أكثر كرماً وصداقاً منها، ولا في نسائه من هي نائية الدار أبعد منها. وهذا دليل على زهدها وتفضيلها لنعم الآخرة على نعيم الدنيا الزائل.
أمها : صفية بنت أبي العاص بن أمية ، عمة عثمان بن عفان ، رضي الله عنه .
فضائلها:
كانت أم حبيبة من ذوات رأي وفصاحة، تزوجها أولاً عبيد الله بن جحش، وعندما دعا الرسول- عليه الصلاة والسلام- الناس في مكة إلى الإسلام، أسلمت رملة في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وحينما اشتد الأذى بالمسلمين في مكة؛ هاجرت رملة بصحبة زوجها فارة بدينها متمسكة بعقيدتها، متحملة الغربة والوحشة، تاركة الترف والنعيم التي كانت فيها، بعيدة عن مركز الدعوة والنبوة، متحملة مشاق السفر والهجرة، فأرض الحبشة بعيدة عن مكة، والطريق تتخلله العديد من الطرق الوعرة، والحرارة المرتفعة، وقلة المؤونة، كما أن رملة في ذلك الوقت كانت في شهور حملها الأولى، في حين نرى بأن سفر هذه الأيام سفر راحة ورفاهية، ووسائل النقل المتطورة ساعدت على قصر المسافة بين الدول. وبعد أشهر من بقاء رملة في الحبشة، أنجبت مولودتها "حبيبة"، فكنيت "بأم حبيبة".
توفي زوجها على دين النصرانية، فوجدت أم حبيبة نفسها غريبة في غير بلدها، وحيدة بلا زوج يحميها، أمًّا لطفلة يتيمة في سن الرضاع، وابنة لأب مشرك تخاف من بطشه ولا تستطيع الالتحاق به في مكة، فلم تجد هذه المرأة المؤمنة غير الصبر والاحتساب، فواجهت المحنة بإيمان وتوكلت على الله- سبحانه وتعالى-.
علم الرسول- صلى الله عليه وسلم- بما جرى لأم حبيبة، فأرسل إلى النجاشي طالباً الزواج منها، ففرحت أم حبيبة ، وصدقت رؤياها، فعهدها وأصدقها النجاشي أربعمائة دينار، ووكلت هي ابن عمها خالد بن سعيد ابن العاص، وفي هذا دلالة على أنه يجوز عقد الزواج بالوكالة في الإسلام. فلما كان العشي ، أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا فخطبهم فقال : الحمد لله الملك القدوس ، السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، وأنه الذي بشر به عيسى بن مريم ، صلى الله عليه وسلم .
أما بعد فإن رسول الله كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان ، فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله ، وقد أصدقتها أربع مئة دينار … ثم تكلم وكيلها خالد بن سعيد فقال : الحمد لله ، أحمده وأستعينه و أستغفره ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله ، ودفع النجاشي الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص ، فقبضها ، ثم أرادوا أن يقوموا فقال : اجلسوا ، فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج ، فدعا بطعام ، فأكلوا وتفرقوا ، وكان ذلك سنة سبع من الهجرة .
وجهزها النجاشي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة إلى المدينة وكان لها يؤمذاك بضع وثلاثون سنة . ولما بلغ أبا سفيان بن حرب نكاح النبي صلى الله عليه وسلم ابنته قال:
ذاك الفحل، لا يقرع أنفه! ويقصد أن الرسول رجل كريم، وبهذه الطريقة خفت البغضاء التي كانت في نفس أبي سفيان على الرسول- صلى الله عليه وسلم-، كما أن في هذا الموقف دعوة إلى مقابلة السيئة بالحسنة، لأنها تؤدي إلى دفع وزوال الحقد والضغينة و صفاء النفوس بين المتخاصمين.
روت أم حبيبة- رضي الله عنها- عدة أحاديث عن الرسول- صلى الله عليه وسلم-. بلغ مجموعها خمسة وستين حديثاً، وقد اتفق لها البخاري ومسلم على حديثين. فلأم حبيبة- رضي الله عنها- حديث مشهور في تحريم الربيبة وأخت المرأة،".


صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها

نسبها:هي صفية بنت حيي بن أخطب وينتهي نسبها إلى هارون أخي موسى عليهما السلام كان أبوها سيد بني النضير قتل مع بني قريظة . أما أمها برة بنت سموأل أخت رفاعة بن سَمَوْال من بني قريظة إخوة النضير .
فضائلها: تزوجت أولا من فارس قومها وشاعرهم سلام بن مشكم القرظي قبل إسلامها ثم خلف عليها كنانة بن الربيع أبي الحقيق ،وبعد أن قتل زوجها في غزوة خيبر في السنة السابعة للهجرة تزوجها الرسول صلى الله عليها وسلم ولم تكن بعد قد تجاوزت السابعة عشر من عمرها .
بعد وقعة الخندق التي كشفت عن حقد اليهود وتآمرهم على المسلمين عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على معاقبة أولئك المتآمرين . فخرج عليه الصلاة والسلام في النصف الثاني من المحرم من السنة السابعة للهجرة إلى ( خيبر ) وعندما صار على مقربة منها هتف :الله أكبر، خربت خيبر، وهتف معه المسلمون ..وفتح الله حصون خيبر على أيدي المسلمين وقتل رجالها وسيبت نساؤها وكان فيهن عقيلة بني النضير ( صفية ) التي لم تكن قد جاوزت السابعة عشرة من عمرها وكانت قد تزوجت مرتين :تزوجها أولاً :سلام بن مشكم ثم تزوجها كنانة بن الربيع بن أبي الحُقَيْق صاحب حصن القموص أقوى حصون خيبر .
فلما فتح المسلمون الحصن قُبض على ( كنانة ) وجيء به حياً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن كنز بني النضير فأنكر أنه يعرف موضعه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أرأيت أن وجدناه عندك ، أأقتلك؟قال : نعم .
فلما تبين أن مخبأ الكنز عنده ، دفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى محمد بن سلمة فضرب عنقه بأخيه ( محمود بن سلمة ) الذي قتله اليهود في المعركة .
وسيقت نساء حصن القموص سبايا وبينهن(صفية) وابنة عمها يقودهما بلال بن رباح فمر بهما على قتلى من اليهود فلما رأتهم ابنة عم صفية صاحت وصكّت وجهها وحثت التراب على رأسها فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:أغربوا( أبعدوا ) عني هذه الشيطانة ، وأمر بصفية فحيزت خلفه،وألقى عليها رداءه ، فعرف المسلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اصطفاها لنفسه .
وقد عاتب النبي صلى الله عليه وسلم بلالاً ، لأنه مرّ بصفية وابنة عمها على قتلى رجالهما فقال له : أنُزِعتْ منك الرحمةُ يا بلال ؟
وكانت صفية قد رأت في المنام بُعيد زواجها بكنانة بن الربيع ، أن قمراً وقع في حجرها . فعرضت رؤياها على زوجها فقال : ما هذا إلا أنك تَتَمنيّن ملك الحجاز محمداً ، فلطم وجهها لطمة خضَّر عينها منها ، فأتيَ بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبها أثر منه ، فسألها ما هو ؟ فأخبرته هذا الخبر .
ولما أعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفية ، بخيبر أو ببعض الطريق ، بعد أن جمّلتها ومشطتها وأصلحت من أمرها أم سُليم بنت مِلحان ، بات بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة له ، وبات أبو أيوب الأنصاري ( خالد بن زيد ، أخو بني النجار ) متوحشاً سيفه ، يحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما رأى مكانه قال : مالك يا أبا أيوب؟ قال : يا رسول الله ، خفت عليك من هذه المرأة ، التي قُتل أبوها وزوجها وقومها في المعركة وكانت حديثة عهد بالكفر فخِفتُها عليك .. فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً : اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني .
بلغ الركب المدينة فتسامعت نساء الأنصار بصفية ، فجئن ينظرن إلى جمالها . ولمح النبي صلى الله عليه وسلم زوجته عائشة تخرج متنقبة على حذر فتتبع خطواتها من بعيد فرآها تدخل بيت حارثة بن النعمان. وانتظر عليه الصلاة والسلام حتى خرجت فأدركها وأخذ بثوبها وسألها ضاحكاً : كيف رأيت يا شقيراء ؟ فأجفلت عائشة ، وقد هاجت غيرتها ، ثم هزت كتفها وهي تجيب: ( رأيت يهودية )! فرد عليها الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تقولي ذلك ، فأنها أسلمت ( وحسن إسلامها) ولما انتقلت صفية إلى دور النبي صلى الله عليه وسلم واجهتها مشكلة محيرة فقد كانت عائشة ومعها حفصة وسودة في جانب والزوجات الأخريات في جانب آخر تقف فيه فاطمة الزهراء رضي الله عنهن جميعاً فأظهرت استعدادها للانضمام إلى عائشة وحفصة وأهدت الزهراء حلية من ذهب لتكسب ودّها . كانت صفية دائما تذكر بالدم اليهودي الذي يجري في عروقها ، وخاصة من زوجات النبي رضي الله عنهن ، وقد آلم صفية أن عائشة وحفصة اللتين شاركن بقية نساء الرسول في النيل منها ، ومفاخرتها بأنهن قرشيات أو عربيات ، وهي أجنبية دخيلة ،فتضايقت صفية وحدثت النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وهي تبكي فقال عليه الصلاة والسلام : " ألا قلت : وكيف تكونان خيرا مني، وزوجي محمد، وأبي هارون وعمي موسى ؟ فسرت صفية بهذا الكلام.
وعندما ألم الوجع الذي توفى به رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمع إليه نساؤه فقالت صفية رضي الله عنها : أما يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي . فجعلت نساء النبي صلى الله عليه وسلم يتغامزون ساخرات ، فأبصرهن عليه الصلاة والسلام فقال : ( مَضْمِضْنَ ) ( أي لا تقلن مثل هذا القول ( أغسلن أفواهكن من هذا القول ) .


ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها

نسبها: هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بُجير ، العامرية الهلالية .. ينتهي نسبها إلى قيس عيلان بن مضر .
أما أمها فهي هند بنت عوف بن زهير بن الحارث الكنانية ، وأمها هي التي كان يقال فيها : ( أكرم عجوز في الأرض أصهاراً ) أصهاراً : رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه ، وحمزة والعباس ابنا عبد المطلب ، رضي الله عنهما ، وجعفر وعلي ابنا أبي طالب ، رضي الله عنهما . وكان لها أصهار آخرين ، لهم مكانة رفيعة في قومهم ، هم : الوليد بن المغيرة المخزومي ، وأبيّ بن خلف الجمحي ، وزياد بن عبد الله بن مالك الهلالي .
فضائلها:
كانت برة بنت الحارث ( ميمونة ) قد تزوجت من مسعود بن عمرو بن عُمير الثقفي ، في الجاهلية ، ثم فارقها ، فخلف عليها : أبو رهم بن عبد العزى العامري ، فتوفي عنها ، وهي في سن السادسة والعشرين من عمرها .
زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم : رغبت ( برّة ) في الزواج من الرسول صلى الله عليه وسلم وهمست بذلك لأختها أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب .ونقلت أم الفضل رغبة أختها ( برّة ) إلى العباس رضي الله عنه ، فما كان منه إلا أن نقل الرسالة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم .
فأنزل الله عز وجل على نبيه الكريم : ( وَامْرَأَة مُّؤْمِنَةً أن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ أن أَرَادَ النَّبِيُّ أن يَسْتَنكِحَهَاخَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَاعَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (الأحزاب 50)
وعاد العباس ، رضي الله عنه ، منشرح الصدر مسروراً ، يحمل البشرى إلى أخت زوجته ، التي غمرتها الفرحة عندما علمت بموافقته عليه السلام .
كان ذلك في أثناء عمرة القضاء، في السنة السابعة من الهجرة ، وأصدقها النبي صلى الله عليه وسلم أربع مئة درهم ، وبعث ابن عمه جعفراً ( زوج أختها أسماء ) يخطبها وأنكحه إياها عمه العباس ولياً عنها .
وكانت الأيام الثلاثة التي نص عليها عهد الحديبية قد قاربت نهايتها ، فودّ عليه السلام لو يمهله المكيون ريثما يتم الزواج ، فيكسب بهذا الإمهال مزيداً من الوقت ليمكّن لإسلام هناك ، لكنهم أبَوا ، فلما جاءه رسولا قريش يطلبان إليه أن يخرج قال : ما عليكم ( يوجه الخطاب إلى أهل مكة ) لو تركتموني فأعرست بين أظهركم ، وصنعنا لكم طعاماً فحضرتموه ؟ ! )
لكنهما أجابا في جفاء : ( لا حاجة لنا في طعامك فاخرج عنا). وخرج النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه من مكة ، وفاءً بالعهد الذي قطعه على نفسه وفي قلوب المسلمين لوعة وحزن ، وخلّف ملاه أبا رافع بمكة: ليلحق به في صحبة ( برّة ) . وفي ( شرف ) قرب التنعيم ، جاءت برة ، يصحبها مولى النبي صلى الله عليه وسلم وهناك بنى بها ( تزوّجها ) عليه الصلاة والسلام في شوال من سنة سبع ، وقيل في ذي القعدة ثم عاد بها إلى المدينة المنورة .وسماها ( ميمونة ) مستوحياً ذلك من المناسبة المباركة التي دخل فيها أم القرى بعد غيابه عنها سبع سنين .
4- دخلت السيدة ميمونة بنت الحارث – رضي الله عنها – بين النبي صلى الله عليه وسلم وأصبحت من أمهات المؤمنين ، الطاهرات المسالمات ، فلم تدخل الغيرة إلى قلبها فلا يذكر مؤرخوا الإسلام ، وكتّاب السيرة حادثة خصومة بينها وبين ضرائرها .
وإنما صح في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان في بيتها حين اشتد به الوجع في مرض الموت ، فرضيت أن ينتقل ليُمرّض حيث أحب في بيت عائشة .
5- حدثت السيدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم ستة وأربعين حديثاً . وقد حدث عنها ابن عباس وأبن أختها عبد الله بن شداد وأبن أختها الآخر ، يزيد بن الأصمّ .
وكانت ميمونة – رضي الله عنها – تقتدي بسنة زوجها النبي عليه السلام وكان سواكها منقعاً في ماءٍ ، وإن شغلها عمل أو صلاة ، وإلا أخذته فاستاكت به .
وكانت – رضي الله عنها – ورعة تقية ، فقد سمعها ابن عباس وهو يقود بعيرها في أثناء ذهابها إلى الحج – تكبر وتهلل حتى رمت جمرة العقبة .







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة