عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-2013, 09:25 AM   رقم المشاركة : 9
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

ماذا تعنيه العطلة الصيفية بالنسبة لك .. هل هي الراحة والاستجمام كما هو متوقع ام هي الهم والنكد لاقدر الله؟

وبرغم ذلك كله دعونا نقول .. انه اذا كان الكثير منا ينتظر العطلة الصيفية الكبيرة بفارغ الصبر ويعول عليها الكثير

الا انهم في الجانب الاخر سوف لن يترحموا

على ايامها حين تنتهي والسبب في ذلك انها تكلفهم الكثير والكثير جدا ليس من جانب المال فحسب

وان كان هذا مهما بل جوانب اخرى لا تقل اهمية اولها الضغط النفسي الذي تشعري به حينما تكتشفي ان ايام العطلة تمضي يوما

بعد يوم وانتِ لم تستمتعي بها كما تتمني رغم قدرتك المالية احيانا والسبب يكمن في اولئك الذين

يفترض ان يكونوا اولياء امرك ممن يتجاهلون حقك في رحلة استجمامية ولو داخلية تغسل همومك ..

وتشعرك انك لستِ اقل قدرا من غيرك؟!

فأنتِ تتضايقي جدا وتصابِ بالنرفزة لان من يفترض ان يدخل السعادة لقلبك هو من يحرمك منها

هو من يتجاهل حقك فيها .. هو من يمتع نفسه بالطول والعرض ويتجاهل ان هناك من لهم حق عليه في أن يشاركهم

تلك المتعة من تحسسهم انهم بشر

نحن لا نقول ذلك من فراغ ولكن من واقع فالانسان يتضايق حينما لا يستطيع السفر لان حالته المادية لا تسمح بذلك

او ان ليس لديه من يأخذه للسفر

ولكن ما بالك اذا كنت تملك المال وتشقى من اجل الحصول عليه شهريا بحكم كونك موظفا ومع ذلك لا تستطيع ان تستمتع به؟

كيف يكون رد فعلك حينئذ؟

هناك كثير من الاخوات الموظفات القادرات على السفر داخليا او خارجيا ولديهن اولياء امور قادرون على السفر معهن ولكن المشكلة

تكمن في اولياء الامور هؤلاء

ممن يرفضون ان يرافقوهن ويتحايلوا عليهن سنة بعد اخرى لالشيء سوى انها أنانية والا ماذا يعني ان تسافر انت

السنة تلو الاخرى وتمتع نفسك بينما اخوتك واخوانك في حاجة لمثل تلك الرحلة .. في حاجة لأن يشعروا

بأنهم ليسوا اقل مقدرة ولا شأنا من غيرهم ممن يسافرون سنويا بينما هم قابعون في المنزل واذا ما تكلمت

الواحدة من هؤلاء الاخوات وتوسلت نالها ما نالها من سخط وتوبيخ؟!

ما يؤلمك فعلا انه حتى في زمن المال لا ينفع المال تتمنى لو لم يكن لديك مال .. لانك لا تشعر بقيمته في وقته

تفضل لو لم يكن لديك على الاقل لتعرف قدراتك المالية المتواضعة وظروفك الصعبة تلتمس لنفسك العذر

لكن ان يكون لديك المال ولا تستفيد منه ولا تمتع نفسك به ولا يعطيك ما تتمناه رغم انه بين يديك فهذا كثير وكثير جدا

تشعر بالذل فعلا وان تترجى من هو مسؤول عنك لكي يأخذك في رحلة وعلى حسابك الخاص كي لا يكون له عذر

تشعر بالذل فعلا لانه حتى لو اخذك معه فذلك بعد ان يسمعك كلاما جارحا او يضع عليك قيودا تقيد من حريتك

وتشل من تحركاتك وتحد من متعتك في تلك ( الاجازة ) ولكنك مع ذلك توافق رغم كل شيء على الاقل لتقنع نفسك بأنك

سافرت في العطلة ولترفع رأسك امام زملائك او زميلاتك بأنك لست اقل شأنا

وهكذا تتكرر المأساة كل عام مع بداية العطلة الرسمية مع العلم ان الكثير يتمنى ان يكون في نفس الظروف المالية الجيدة

التي انت فيها ولكن من يسمع ذلك؟
بعض اولياء الامور هداهم الله القادرون منهم يريدون من اسرهم وبالذات الزوجة والبنات ان يقمن بعمل كل شيء

على امتداد السنة ويحاسبوهن على كل شيء

بل انهم لا يسمحون لهن حتى بمجرد الشكوى والتذمر او ابداء الرأي والاكثر من ذلك انهم مستفيدون منهن باستمرار في كل شيء

ومع ذلك لا يردون جزءا بسيطا من جهدهن وصبرهن وكبتهن في المنازل خاصة ممن ظروفهن صعبة وقاهرة ونتمنى الا تكون احدهم

هذا طبعا من جانب ..

اما الجانب الآخر فهناك ضغوط نفسية اخرى تقع عليك كأب أو أم او ولي امر بشكل عام وخاصة اذا كنت متواضع الامكانيات تحديدا

وتتمثل تلك الضغوط في ذلك الازعاج والقلق الذي تشعر به داخل المنزل من ابنائك سواء الاطفال او المراهقين

اسئلة كثيرة تراودك بسببهم لا تعرف لها سببا مقنعا ولا تعرف كيف تتعامل معها وهذا ما يحدث فعلا

فهناك اباء وامهات لا يعرفون كيف يتصرفون مع ابنائهم في العطلة الصيفية بالذات

فالفراغ كبير والانشطة المجتمعية المتوفرة والفعالة قليلة جدا ولا تلبي احتياجات الابناء وبالذات الفتيات

اللآتي يجدن انفسهن امام فراغ قاتل ونمط حياتي ممل ومتكرر؟!

ترى كيف يعبر الشاب والفتاة عن رفضهما عن الفراغ الذي يعيشانه؟

أمور كثيرة لعل اهمها انعزال الشاب والفتاة في غرفته واغلاق بابه عليه وعدم التحدث مع احد من اهله او اخوته

وعدم الخروج من غرفته للاكل احتجاجا لعدم سفره او تقضيته العطلة خارج المدينة او البلد وهناك من يختلق المشاكل

فقط ليلفت الانظار اليه؟

مثال آخر ذلك الطفل المتسلط على اخوته بالضرب في كل وقت في دخوله وخروجه بسبب ومن دون سبب وتلفظه بألفاظ نابية

تنم عن عدم الرضا عن الحال الذي هو فيه

وهناك التخريب المتعمد من قبل الابناء وتمزيق بعض الاوراق والجرائد والمجلات والعصيان المدني طبعا الرافض

لكل اوامر مهما كان مصدرها

فهل واجهت مثل هذه الامور البسيطة فقط وهل عرفت سببها الآن انه الفراغ ولاشيء غير الفراغ فماذا عملت من اجله؟

وان شئت ان تتأكد اكثر .. فخد الاطفال تحديدا .. تظل انت كأب أو أم طيلة العام الدراسي تدربهم على برنامج دراسي

وحياتي وصحي معين واذا بهذه العطلة الصيفية تهدم في ايام كل ما بنيته في شهور طويلة بداية من اختلال نظام النوم

والكسل واللامبالاة واختلال العادات الصحية الطيبة التي زرعتها فيهم؟!

تخيل كمثال فقط هذا الطفل المطيع الذي تعود على تنظيف اسنانه قبل وبعد النوم اثناء الدراسة

تراه وقد نسي شيئا اسمه فرش اسنان وحتى لو قام بفرش اسنانه

فان ذلك لا يتم الا بعد إلحاح وعتاب كبيرين، والسبب بسيط جدا وهو انه يأكل اي شيء في اي وقت دون فرش اسنانه

في الوقت المفترض او ان يسهر حتى ساعة مبكرة من الصباح وبالذات مع التلفزيون الذي لا يحلو له ان يبث برامجه

ومسلسلاته الجذابة الا بعد الساعة الثانية صباحا وليت هذا فقط اذن لهان الامر ..

ولكن ما يحدث لهذا الطفل او الشاب ان ينسى الصلاة ويتكاسل عن ادائها في وقتها او رغما عنه عندما يغلبه النعاس

هذه فقد صورة بسيطة جدا لما يحدث في العطلة الصيفية من شرائح عمرية مختلفة وفئات مجتمعية واقتصادية متباينة

ولكن السؤال الهام ترى كيف تتعامل الاسرة والوالدين بالذات مع حالات كهذه؟ كيف تتصرف في مواقف كتلك؟

هل هو دور الاسرة والوالدين فقط في ايجاد حل ناجع لهذه المشكلة التي تتكرر مع بداية كل عطلة صيفية؟

واذا كان الامر كذلك .. فما هي الوسائل الفعالة التي يمكن للاسرة استخدامها للمساعدة في حل مشكلات بعض ابنائها وبناتها؟

هذا ما قد نتطرق له في موضوع آخر باذن الله

ولكن ماذا نعمل أليس هذا هو الواقع؟!

الا يكفي هذه العطلة انها تعني ابتعاد من نحب عنا وفراقنا لهم ولو لبعض الوقت؟

الايكفيها هماً انها تلخبط حياتنا رأساً على عقب في وقت يفترض ان تكون عكس ذلك؟

من المؤكد ان هذا لا ينطبق على الجميع ولكن عزاءنا اننا نتحدث بلسان حال فئة ليست بالقليلة ..

فئة يهمها من ينقل مشاعرها تجاه هذه العطلة ..

مع امنياتنا بعطلة سعيدة وهانئة لكم أينما كنتم ودعواتنا بالتوفيق والرجوع بالسلامة؟!

/

/

/

إنتــَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر






قد تجبرنا العطلة على الرحيل

على ان نكون بعيدين عنكم بأجسامنا

لاهين مع من هم حولنا

/

/

ولكننا قريبون منكم بقلوبنا

لصيقون بكم بأرواحنا وعقولنا

ننتظر لحظة العودة

لحظة الرجوع

كي نكون معكم

بالقرب منكم

كي نحيا من جديد

ألا يكفي أنكم الوطن؟؟

فكيف نرضى بالغربة؟!






رد مع اقتباس