العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 30-01-2006, 12:12 AM   رقم المشاركة : 1
ايقاع
( ود جديد )
 





ايقاع غير متصل

بحر الدموع

أهدى قصتى تلك لأختنا المؤمنة الصابرة وفاء قسطنطين ثبتها الله وحفظها



وهى قصة حقيقية يعلمها كثيرا من طلبة كلية التجارة بجامعة طنطا و كل ما قمت به هو وضع الموسيقى التصويرية لها



( بحر الدموع )


هو .. كانت بناظريه الدنيا وما عليها فاعتبرها أسطورة هذا الزمان الحزين

غزت قلبه وشيدت به القلاع والحصون واستسلم تماما لهذ الحب الآسر

أما هى .. فقد افتتنت به وهامت

وكان كلاهما من هذا النوع الذى يشعر المرء أمامه أنه من فصيلة الأذكياء

كان جذابا ووسيما أحبه كل من عرفه وقدره

وكانت هى عالم من السحر والروعة حباها ربنا بكل ما تتمناه أنثى

وبحكم قرابتهما حيث كان عادل لوقا ابن عمة سبينال ادوارد فقد وجدا المناخ الذى أجج هذا الحب الكبير

وكان الأهل يعلموا ما بينهما من مودة وتفاهم موقنين أن بين زواجهم هو أن ينتهى عادل من دراسته حيث كان بالسنة الأخيرة فى كلية التجارة وكانت هى الأخرى بالسنة الثانية بنفس الكلية

ذات يوم أقبلت عليه بعد انتهاء محاضرتها والغضب على محياها تبرز أنيابه ويضع على خطواتها بصماته

فقام إذ رآها مبتسما

أراك غير مهتم بما بى أما عاد يهمك أمرى وما أنا فيه بسببك ؟

فإزدادت ابتسامته وزاد حنقها فأردف قائلا : ابنة الخال إنى فى دنيايا هذه لا أحسبنى أحزن إلا لحزنك ولا يبكينى غير بكاؤك ، إلاأننى لا أعرف أى ذنب جنيت ؟

قالت وقد هدأت بعد كلماته : أما طلبت منك مرارا ألا تتحدث مع هذا الرجل الذى شاهدتك معه فى الصباح ؟

فقال بتلقائية : أى رجل ؟

قالت : أحمد صادق ، ذلك الذى حدثتنى أنه كثيرا ما حدثك عن دينه لدرجة أن ذل لسانك أمامى وقلت أنك تشعر بالهموم تفارقك كلما التقيته كما أنك لم تعد تذهب للكنيسة

هكذا أنت دوما يا حبيبتى تتجاهلى أهم ما بالموضوع ، حبى لك ثم أردف وعلامات الجدية بادية على قسمات وجهه .. سبينال : إن مصيرنا واحد

قالت بصوت هامس دافيء وعيناها تقذف بسهام السيطرة إلى قلبه : إننى أدرك هذا يقينا ، ثم ودعته وانصرفت لحضور إحدى محاضراتها بينما بقى هو ساهما شاردا يسترجع ما مضى من حديث ثم هجم على عقله هذا السؤال : أحقا لن يؤثر بحبها شيء ، لقد أصبح يشغله شاغل من عام كامل ويا له من شاغل عظيم

لقد امتنع عن الذهاب إلى الكنيسة وترك صلاته التى كانت تزيده حيرة وتملأ قلبه فراغا وعتمة أمام عينه ليس لها أول من آخر ، صار على يقين من افلاس النصرانية وخوائها فهى لا تجيب عن أبسط أسئلته بل تتركه تعاليمها فى وحشة جبارة تذكى نارها الحيرة والشك ولولا سبينال لهانت عليه حياته ، ولولا حبه لها لانزوى بعيدا عن الآخرين

تذكر ما دار بينه وبين أحمد صادق صباح هذا اليوم كان فى قرارة نفسه يشعر بقوة عجيبة تجذبه إليه وتدفعه لأن يصغى لما يقول ولعلها قوة المنطق والإخلاص الذى ينبض به بيان هذا الشاب

عادت به الذاكرة لأول لقاء لهما بالسنة الماضية حيث لاحظ حشد كبير من الطلبة متحلق حول شخص وهم يقدمون له التهانى فدفعه الفضول للإقتراب منهم فعلم أن من تحلقوا حوله خرج للتو من المعتقل وبذكاء اقترب منه أحمد عندما لاحظ نظراته المختلسة تجاهه ..
أقدم لك نفسى أحمد صادق وأنهى كلامه بابتسامة مشجعة استراحت لها نفس عادل
وأنا عادل لوقا
فقال أحمد أنت صاحب القصيدة الجميلة التى بنهايتها إهداء إلى فتاة
ابتسم عادل وقال : أجل هى ابنة خالى
وأردف أحمد هى من أجمل ما قرأت من شعر لا زلت أذكر بعض أبيات منها منذ وجدتها بإحدى مجلات الأسر وتمنيت أن ألتقى بصاحبها يوما ما وأحسب أن الله أجاب دعائى

إن ما بها بعض مما بى ، لكن لما اعتقلت أنت ؟

ربما أخبرك يوما ما فسيصعب عليك أن تفهم السبب من وجهة نظرى أنا بعبارة موجزة

وعندما هما بالانصراف طلب منه أحمد أن يتقابلا وكان هذا ما تمناه عادل

وتعددت القاءات وكانت كلمات أحمد أشبه بنور الشمس التى حملت فى أعطافها الأمل فبعد أن كان هائما فى الأرض تتجاذبه وساوس شتى شعر ببرد الإطمئنان وبنور الإيمان يتسلل إلى قلبه فيطرد ما به من ظلام ، أخذ يتأمل حياته والألم يغزو كيانه فلم يتمالك نفسه إلا وأخذته نوبة بكاء حار وانسابت عبراته على وجهه آخذة معها الغشاوة واحتملته قدماه إلى بيت أحمد وقبل أن يطرق الباب وقف مترددا ثم حسم الأمر وطرقه طرقة ضعيفة وكاد أن يهم بالانصراف غير أنه انتبه على صوت الباب المغلق يفتح وصديقه يرحب به فأطلق لعبراته العنان وترك همومه تنزاح عن كاهله وشعر بالنور يغمر قلبه فيفيض على كل كيانه وحيرته الآسنة يغيض بحورها فما لبث أن رفع وجهه وقال لصديقه : أريد أن أصلى الآن


تسمر أحمد فى مكانه لثوان وهو لا يكاد يشعر بنفسه وملأته الفرحة حتى بكى من فرط حبوره وتقدم نحو عادل محتضنا ومهنأ

وكانت تلك أول صلاة له وهو مسلم .. فلقد حاول مرارا من قبل لكنه هذه المرة ذاق حلاوتها

وانصرف من عند صديقه وهو يشعر أن روحه تحلق والملائكة تحفه والدنيا تبارك خطواته ولم ينس أحمد أن يوصيه بكتمان أمره مؤقتا حتى تسمح الظروف كى لا يحدث بينه وبين أهله وعشيرته شقاق واستراح عادل لهذه الفكرة

وبينما هو عائد إلى بيته ارتسم له طيف سبينال وهو يبتعد عنه ثم أمه وأبيه وهما يوبخانه وباقى عشيرته وهى تهدده وتتوعده بالثبور وقبل أن يفترسه الهم تذكر الجنة التى كان فيها من لحظات فقنعت نفسه بما اختار وقال : لقد اخترت الله

ومرت أيام عديدة وذات يوم وبينما كان يصلى بغرفته بعد أن تأكد من نوم من بالبيت نسى اغلاق غرفته من الداخل إذ فتحت أمه الباب بعد أن قامت لتشرب وكعادتها أرادت أن تطمئن عليه فصعقها ما رأت وأفزعها ما وجدت فلم تسيطر على صراخها ولم تدرك أن صوتها هز سكون الليل فاستيقظ الأب فزعا وهرول ناحية الصوت وكان الابن قد انتهى من صلاته فوقف بثبات يملؤه اطمئنان كبير

فقال الأب : أحسبك لا تعنى ما شاهدت أنا وأمك ؟
بل صدق حدسكما

فصرخت الأم مجددا وتقدم الأب نحوه وعباءة غضبه تحيط بكل ملامحه ثم صفعه على وجهه صفعات عديدة وبعد لحظات من الصمت حاول أن يستميله فقال مستعطفا : أنت يا عادل أملنا ولا أظن أنك ستؤثر علينا أحد

وصاحت الأم : يا بنى أطع أباك ولا تفجعنى فيك سيلفظك الجميع وستعانى الجحيم

فقال بقلب صاف : يا أمى ويا أبتى .. لقد رأيتمانى من قبل وأنا أعانى الكرب والضيق ورأيتمانى بعد أن أسلمت وكيف أصبحت انسانا آخر لا تفارقه البسمة وكأنى خلقت من جديد

لقد أصبحت كالنسمة لا يشغلها أنها ستمر بين الأزهار أم ستصطدم بالجبال فستمر حتما وأنا أدعوكما لتؤمنا بما آمنت به

فازداد هياج أبيه وانهال عليه صفعا وركلا وطرده من البيت فنظر إلى أمه باكيا فأعرضت عنه فخرج من بيته منكسرا حزينا

بعد طرده أجمع الأب والأم أمرهما وقررا أن يخبرا ابنة خاله على الفور موقنين أنها القادرة على إعادته إلى صوابه بكل يسر واتفقا على ألا يخبرا سواها خوفا من بطش العشيرة

أما عادل بعد أن قص على أحمد ما حدث وكلمه أحمد بكلمات من نور عما لاقى نبى الله من عنت قومه وعداوة عمه وما لاقاه الأنبياء والصالحين على مدار التاريخ فى سبيل دعوتهم وايمانهم حتى هدأت نفسه وشكر صديقه ثم قال : ما بى من تردد لكنه الحزن على أبوايا وغدا سأشهر اسلامى بإذن الله

وفى اليوم التالى تم له ما أراد ثم ذهب إلى كليته بعدها بيوم آخر وبينما هو يمشى إذ سمع صوت أحد زملائه ينادى عليه وأخبره أن سبينال بحثت عنه طويلا وقد بدى على وجهها أن الأمر خطير

فطمأنه عادل وانصرف وهو يفكر فيما سمع فلا شك أنها علمت وأنها الآن ثائرة ونارها متقدة فهو يعلم مقدار تدينها وتعصبها وبخاصة أن أباها قسيس

لكنه طمئن نفسه وقال : هى لن تتخلى عنى
وشاهدها قادمة من بعيد وكان لقاءا عاصفا ، حاول هو تهدأتها دون جدوى فانتظر حتى انهت حديثها وكانت فى السابق تخشى عينيه إن غضب فخاف هو من لهيبهما اللحظة

غير أنه لم يعبأ بما قالت وقال لها : لقد أشهرت اسلامى رسميا وأنت أول من يعلم

أصابها الذهول الذى سرعان ما انقلب إلى غضب هائل فأجابته بصوت كأنه دق النواقيس وترانيم الكهان : أنت خائن لك عارك وعليك أوزار شنارك فقد غبنت فيك دهرا وأطوعنى الحب لك قسرا فلا تنتظر بعد اليوم شيئا فلم أعد أحبك بل أمقتك وظلت تعنفه واثقة من بيان عواطفها وبلاغة تعبيرها إلا أنه هالها ما قاله : لقد رأيت الحق فاتبعته وإن تركته أغبنت عقلى وأنا لا أجهل بعد علم

ففكرت باستمالته إن هى هددته : إنى أخشى عليك بأس الأهل وانتقام العشيرة

فنظر إلى عينيها وقال : ابنة خالى دعى فطرتك تقودك وساحت آلام نفسه ولواعجها منصهرة فى بوتقة من اخلاص وبكى فرأت ما به وادركت لحظتها أنها خسرته تماما

إذن لنفترق

كيف

لا داع لأن تحبنى

لا أملك

بل تملك

وهل جربت أنت ..
هل تظنى بعقلى شيئا ؟
قالت : قدرت فأخطأت

قال : إذا أخطأ العقل أو الحواس أو القلب لربما وافقتك لكن قد أصاب الجميع

فى منزل صديقه أحمد الذى حاول جاهدا أن يهديء من روع صديقه ويخفف عنه آلام نفسه بعد أن وجده فى حال مريعة

كنت لا أخشى العالم وأخشى فقدها ولقد فقدتها يا صديقى

بينما وقفت سبينال باكية أمام والديه وشاركتها أمه بكاها فى حين قال الأب : إذن فشلت

أطرقت إلى الأرض صامتة متحسرة ثم قالت : لم أكن أعتقد أنه سيزهدنى ويؤثر شيئا آخر علىّ ولكنى اكتشفت اليوم أنه أحب الإسلام واعتقده دينا وما أظنه سيعود إلى النصرانية مرة أخرى

فازداد نحيب الأم فصاح بها الأب أن تصمت ثم وجه حديثه إلى سبينال بلهجة ظهر معها تردده وتوتره : فلتخبرى أباك

فصرخت الأم معترضة بتوسل

أجاب الأب لا مفر لا بد أن يرى عاقبة اجرامه

فتمتمت سبينال بصوت مرتعش حائر ربما كان ذلك هو الصواب

ثارت ثائرة القسيس وكان وقع الخبر عليه مدمرا وكان أشد ما أحزنه هو كيف سيكون موقفه كراعى كنيسة وقد أسلم ابن أخته

وفكر فى خطة خبيثة كى يتمكن بها من القبض على عادل

فى صباح اليوم التالى رأى عادل سبينال قادمة نحوه من بعيد فاتجه إليها وكاد فؤاده يطير حين رآها تبتسم له بود كالسابق مما أربكه وقال لها : أهو ابتسام الحب أم الإقتناع ؟

قالت بدلال : بل كلاهما ، أتعلم أننى ما نمت منذ البارحة وأنا أفكر فى حديثك

قال وقلبه يرقص فرحا : لم يساورنى شك فى نقاء روحك لكن أخبرينى هل اقتنعت حقا ؟

قالت بدلال أشد : تمهل قليلا فالأمر يحتاج إلى مزيد من التفكير لكنى أطمئنك فدع لى بعض الوقت حتى أعرف ما أجهله عن الإسلام ونبى الإسلام

قال بحماس : كل الذى تودين معرفته سأخبرك به

لدى بعض الكتب بالبيت تتحدث عن الإسلام سأحضرها غدا معى

ولما الانتظار للغد سآتى معك لنتدارسه سويا


لم يكن عادل يتصور أو يخطر بباله أن يكون ضحية وأن يكون الجانى أحب الناس إلى قلبه ..

ولا أحد مهما أوتى من بيان كان باستطاعته تصوير لحظات الفرح التى عاشها حين ظن أن ابنة خاله فى طريقها للإسلام ، لقد شعر أن الظلام يلفظ أنفاسه الأخيرة لكنه أفاق على الواقع المظلم وهو مصلوب ومعلق كالذبيحة فى قبو منزل خاله يقاسى ألوان العذاب ليصرف عن ايمانه ودينه الذى ارتضاه ورغب فيه بكل كيانه

وأعىّ جلاده الأعمى الذى ظل يعذبه ليلا ونهارا بقسوة وفجور فأفقده الوعى مرات وسال دمه الطاهر مرارا ، كل ذلك وابتسامة هادئة تملأ وجهه وسكينة غير عادية حطت على خلايا جسده الدامى ورنت فى أذنه كلمة صديقه أحمد : ( ستنال من صنوف العذاب الكثير فاصبر ولا تشترى الجنة بل اشترى منزلتك فيها )

وعلى قدر البذل يكون العطاء وربك لن يخذلك

وبينما جسده يكوى بالنار دخلت سبينال مع أبيها وعلى وجهها ابتسامة تكلفتها كى تبدو بمظهر من لا يرق لحاله وطعنته بنظرات الشماته فقد ملأ أبوها نفسها منذ كانت طفلة بسمومه فصارت كالآلة الجوفاء تفعل ما يأمرها به بلا تفكير أو تدبر ، كانت على يقين أنه سيرجع عن عناده

كان خاله القسيس انسان وصولى وفى سبيل أن يصبح من أهل النفوذ لجأ إلى إدعاء الورع ، صاح بعادل الآن سترى الجحيم الحقيقى أيها الصابيء واشتد العذاب وسبينال يكاد قلبها يتمزق لكنها تتجلد وكلما أغشى عليه هتف باسمها بأنين يقطع نياط القلوب فلم تتحمل وخرجت بينما اشتد تعذيب الأب ما بين جلد بالسياط أو كى بالنار أو صعق بالكهرباء وعادل صابر محتسب ومرت الساعات والعذاب يصب على رأسه صبا حتى خارت قواه وعجز جسده عن أن يتحمل كل هذا الألم وأحس بصوت قادم من أعماق التاريخ فيه روعة صوت بلال يردد أحد أحد

وتدلى الجسد الطاهر مؤذنا بانتهاء حياته القصيرة وما أكرمها من حياة ومن عينه سالت دمعة ربما كانت تبكى حال من أحب

أما ما كان من سبينال فإنها لم تتخيل للحظة أن تكون هذه هى النهاية ، فلما هبطت للقبو كانت تنوى أن تكلم أباها ليرحمه ويعفو عنه فقد أعجبها صموده بقدر ما أغضبها وشعرت أن ما يبذل من أجله نفسه لهو شيء جدير بالتضحية ورن فى أذنها كلماته بعد أن رأته فى هذا الجحيم ( ابنة الخال يا توأم الروح ودرة القمر تعلمين أننى أحبك وأحرص عليك كأنك القلب الذى يخفق بصدرى فما الذى يجعلنى أضحى بك أو أوثره عليك إلا أن كان بالتضحية أجدر وبالإيثار أوفر فنقبى عن الذهب واتركى لفطرتك زمام الأمور )

واقتربت منه ودموعها تسبقها معتقدة أنه مغمى عليه ، فما ظنت للحظة أن تكون تلك هى النهاية فأخذت تداوى جراحه وتضمه إلى صدرها ثم انتبهت أنه جسد بلا روح وتبدت تلك الحقيقة كومضة برق فصرخت صرخة عظيمة خرت على إثرها مغشيا عليها وأفاقت بعد ثلاث ليال وما على الأرض أبأس منها حالا وشعرت بفداحة جرمها وعظيم خيانتها

وتذكرت كلماته له وهو معلق بالقبو ( ربما أموت هنا يا حبيبتى أمام عينك فلا تقسين على نفسك فإنى أغفر لك ، لكن إن متى على نصرانيتك فقد فرقتى بيننا فى الآخرة فعدينى أن تموتى على دينى لتكونى معى بالجنة ) وكانت تسخر من أحلامه ومن أمانيه والآن أدركت كيف كان ما حدثها به عميقا عميقا

فكرت بالانتحار فأوقفتها كلماته ( ربما سيجعلك موتى تفكرين بالانتحار فإياك أن تفعلى هذا ) لم تكن تأخذ كلامه مأخذ الجد وكانت تحتاج لصدمة بهذا العنف لتتصل فطرتها بعقلها بنور ربها ويا له من ثمن هذا الذى دفع

ولم يمر اليوم إلا وهى مسلمة مجاهرة باسلامها فكانت لطمة شديدة على وجه الأب أشد من الأولى ، فها هو التمثال الذى صنعه وشكله كيفما أراد يتمرد على قوانين وجوده بعالمه الذى رسمه له ، فتسلم ابنته على غير ماشاء ، فلا يجد سبيل أن يتآلفها بقوله : لعلك تأثرت بمصرعه ومعك حق فقد كان شابا طيبا لكن لا تجعلى الحزن يأخذك لأبعد من هذا ولا تتركى الحب يجرفك بعيدا

دعك عنى فكم أتعبتنى جهالتك وحرمتنى من أعز الخلق وأقربهم لقلبى

وبرعب قال لها : أختى لن تتركنى أيتها الغبية فهى تنتظر بالخارج لترى بلائى معك مثلما كان مع ابنها والكنيسة لن ترحمنى

وبسخرية نظرت إليه وقالت بثبات : لقد آمنت مقتنعة وما مضى أعاد لعقلى منطقه فافعل ما تشاء ولكن يا أبتى أدعوك لتؤمن

وفى القبو البارد كانت تأوهاتها تشق سكون الليل والجلاد ماض فى تعذيبها وهى تردد الآية الكريمة التى سمعت عادل يرددها (( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ))

كان على وجهها نور الجنة وهى تمد يديها لعادل ليرددا سويا فى جنان الخلد (( الحمد لله رب العالمين ))



تمت






التوقيع :
أيمن ابراهيم

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:13 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية