العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 25-10-2002, 08:25 AM   رقم المشاركة : 1
العمدة الإجباري
ود مميز
 
الصورة الرمزية العمدة الإجباري
 






العمدة الإجباري غير متصل

صفحات من تاريخ المخابرات ( الحاقدان)

المصدر- أرشيف الأهرام


في صباح يوم من أيام ربيع عام 1939م وفي إحدى غرف فندق بمدينة نيويورك حدث لقاء أثبتت الأيام أنه أخطر اجتماع في الجاسوسية الحديثة بين رجلين صمما على إصابة المخابرات السوفيتية بخسارة قاسية .

كان الرجلان متناقضين إلى أبعد الحدود : أحدهما بدين قصير أشعث أسنانه سيئة اسمه" ويتاكر شامبرز " يعمل محررا في مجلة "تايم" والآخر مواطن سابق للاتحاد السوفيتي , أجنبي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية اسمه" شيكما جينزبيرج" واسمه المستعار الذي يستخدمه منذ عدة سنوات "والتر كريفيتسكي" كان ضئيل الجسم أنيقا رشيقا.

على الرغم من تناقضهما الا أنهما يشتركان في ماضيهما العام إذ كانا جاسوسين سابقين .

كان شامبرز آنذاك 38 سنة شيوعيا أمريكا انضم الى الحزب عام 1924م وبعد ثمان سنوات أختير للجهاز السري التابع للحزب وكان الجهاز يجند الشيوعيين البارزين ويجردهم رسميا من عضوية الحزب وكان الجهاز يقوم بعمليات تجسس مختلفة لحساب المخابرات السوفيتية .

وفي عام 1933م سافر شامبرز الى موسكو سرا للتدريب على الجاسوسية ولما عاد الى أمريكا كلف بالعمل رسولا لعدة خلايا شيوعية تعمل في مواقع بحكومة الولايات المتحدة الأمريكية تزود الحزب بالمعلومات . لكنه سئم الشيوعية فانقطع عن كل من الحزب والعمل السري عام 1937م .

أما "والتر" فكان عمره 41 سنة عندما انضم الى المخابرات السوفيتية عام 1923م ولما تغيرت إدارة المخابرات السوفيتية عام 1936م نقل للعمل في لاهاي مسئولا عن التنسيق بين عمليات المخابرات السوفيتية في غرب أوروبا ..

في عام 1938م حينما قتل رفيقه في العمل وصديق العمر "اجناس يوريتسكي" في مذبحة ستالين لتصفية الوكلاء اليهود لجأ والتر كريفيتسكي الى فرنسا ثم واصل رحيله الى كندا واتصل بمكتب التحقيقات الفيدرالية ,فأعطوه ملاذا في الولايات المتحدة الأمريكية وهكذا تحرر كريفيتسكي نهائيا من أوهام الشيوعية وعزم على الانتقام لأصدقائه ضحايا المخابرات السوفيتية
.
انظم شامبرز إلى كريفيتيسكي وشاركه في هذا العزم واتفقا في ذلك اليوم من أيام الربيع على فضح عمق اختراق المخابرات السوفيتية لديمقراطيات الغرب .لكن سرعان ما اكتشف الرجلان أن المهمة ليست سهلة لأن الاتحاد السوفيتي احتاط لاحتمال حدوث تلك المحاولات .

في أواخر عام 1939م اتصل شامبرز بمساعد وزير الخارجية (أدولف بيرل ) وأخبره عن اختراق المخابرات السوفيتية لوزارته لكنه –على ما يبدو – أراد أن يحتفظ بأسماء الأشخاص الذين يعرف أنهم كانوا أعضاء في خلايا شيوعية ويعملون لحساب المخابرات السوفيتية وبالطبع لا قيمة لتأكيدات شامبرز بدون أسماء وبالتالي قرر البيت الأبيض في عهد روزفيلت تجاهل الموضوع برمته.

وفي عام 1942م كرر شامبرز ذكر أسماء العملاء حينما اتصل بمكتب المخابرات الفيدرالية . لكن مكتب المخابرات الفيدرالية كان على الدرب .

كان كريفيتيسكي قد حذرهم وقال لهم انه سمع أن للمخابرات السوفيتية 61 عميلا في بريطانيا أرسله مكتب المخابرات الفيدرالية إلى لندن ليتحدث مع المخابرات البريطانية نتيجة لذلك استطاع كريفيتيسكي أن يحدد عميلين هامين للمخابرات السوفيتية : جون هيرت كينج كاتب الشفرة في وزارة الخارجية وتايلر كينت كاتب شفرة في الشعبة الأمريكية كان يزود المخابرات الأمريكية –أيضا- بالمعلومات .

كان كريفيتيسكي معنيا أكثر بفضح الخونة البريطانيين الكبار العاملين لحساب روسيا كان ليه أدلة تدين "هـ.ر.فيلبي" و"دونالد ماكلين" وغيرهما لكن السلطات البريطانية لم تهتم ببلاغاته وفشل أيضا في إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بالتحقيق في بلاغاته فدفعه اليأس والاحباط في الانتحار عام 1941م .

احتار مكتب المخابرات الأمريكية الفيدرالية في أمر امتناع شامبرز عن ذكر أسماء العملاء .كان قد اعنرف بأنه خدم كرسول للخلايا السوفيتية العاملة داخل الولايات المتحدة ومن ثم فهو يعرف أسماء كل أسماء العملاء لذا شك مكتب المخابرات الأمريكية في أن شامبرز كان يتستر على صديق عزيز
.
لم تتأكد هذه الشكوك إلا في أغسطس 1948مثل شامبرز أمام لجنة مختصة بنظر الأنشطة المضادة لأمريكا وألقى قنبلة كان لها أثر مدو إذ صرح بأن صديقه القديم ألجر هيس واحد من عملاء المخابرات السوفيتية الذين تسلم منهم معلومات .

كان التصريح مذهلا لأن هيس كان كبير موظفي شعبة الشرق الأقصى في وزارة الخارجية حتى عام 1944م وأصبح بعدها أحد أعمدة السياسة الأمريكية الخارجية
.
لما علم هيس بالدعوى طلب من لجنة التحقيق عقد جلسة علنية وأنكر الاتهام وأصر على انه لا يعرف شامبرز ولم يقابله أبدا حينئذ واجهت اللجنة مأزقا بدا من الصعب تصديق أن شامبرز يغامر بتعريض نفسه لتهمة الحلف كذبا بتلفيق الاتهام ضد هيس لكن من ناحية أخرى كان إنكار هيس بادي الصدق والصراحة فمن الصعب تصديق أن من كان في مركز مرموق مثله أن يكذب وعلى الرغم من أن هيس استطاع إقناع الجميع بتصديقه إلا أن عضوا واحدا دون أعضاء اللجنة جميعا كان واثقا من كذب هيس ذلك العضو هو ريتشارد نيكسون عضو الكونجرس عن كاليفورنيا آنذاك .

ولكي يثبت صحة رأيه طلب من شامبرز الحضور إلى اللجنة وسرد كل التفاصيل التي يستطيع تذكرها خلال الثلاثينات عن علاقته بهيس وطلب من هيس أن يحر جلسة مماثلة ويروي حياته في نفس الفترة تناغمت تفاصيل الروايتين وأتضح أن شامبرز عرف هيس تماما وبدأ هيس يرتبك عليه القول وأخيرا قال انه تذكر رحلا اسمه جورج كروسلي يشبه شامبرز .

ظل الإثبات مشكلة فقد ذكر شامبرز أن هيس أعطاه وثائق رسمية لينقلها إلى المخابرات السوفيتية وأن شامبرز صورها وأعاد الأصل إلى هيس لكن كلامه هذا لم يكن مدعوما بما يثبته وبعد عدة أشهر قدم شامبرز الدليل وهو عبارة عن مخبأ لوثائق مسجلة على ميكرفيلم والأغرب من ذلك أن بعض تلك الأفلام كانت مخبأة في يقطينة في مخزن بمزرعته وتحتوي بعض الأفلام على صور ملاحظات مكتوبة بخط هيس ومواد ثبت فيما بعد أنه طبعت بآلة كاتبة كانت تمتلكها زوجة هيس
.
أخيرا أدين هيس بحلف اليمين كاذبا لكن القضية امتدت إلى أبعد من ذلك . فقد صنعت هذه الواقعة بداية العمل السياسي لــ ريتشارد نيكسون وأثارت حنق الشعب على الشيوعية لم تكن النتائج تتفق مع رغبة شامبرز لكن ما من أحد استطاع التنبؤ بالانفجار الذي دبره يوم اجتمع بـ والتر كريفيتيسكي وضل حتى وفاته عام 1961م راضيا عن النجاح الذي حققه في كشف عدد كبير من خلايا الشيوعيين الأمريكيين الذين يعملون في الدوائر الحكومية

فضح أكثر من 40 عميلا من عملاء المخابرات السوفيتية وحتى ذلك اليوم لم يتأكد أحد من إبعاد خدماتهم للاتحاد السوفيتي لكن المعروف أن ثلاثة منهم على الأقل اشتغلوا في مكتب الخدمات الاستراتيجية خلال سنى الحرب عدا لاشلين كوري الذي شغل منصب مستشار الرئيس الأمريكي روزفيلت .

الأكثر أهمية من ذلك أن شامبرز يمكن اعتباره الأب الأمريكي لحركة المحافظين لأن حملته كانت تهدف الى صبغ بأكمله بالصبغة المحافظة ومن بينهم الرئيس الأمريكي رونالد ريجن الذي كان آنذاك رئيسا لنقابة ممثلي السينما والذي بدأ في عام 1950م تطهير تلك المنظمة من الشيوعيين وبعد 36 سنة من هذا التاريخ قرر الرئيس الأمريكي رونالد ريجن منح روح ويتاكر شامبرز ميدالية الحرية وهي أسمى وسام مدني


إنتهت







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


Some men, see things as they are, and say
"WHY"???

I dream things, that never were,, and say
"WHY NOT"!!!!







 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:42 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية