التقيتك
حين التقيتك أول مرة ، ركنت إلى الصمت طويلا
تكلمت فلم تقل إلا القليل
وأخيرا جلست هادئا تقلب أوراق جريدة قديمة
هائما في طقوس صمتك الغريبة
قبل تلك المرة كنت في دنياي اسما لا وجه له
يأسرني الآن الشوق إليك فيأكل صبري
ويزيد شغفي بك فيثير عطر أحلامي
قلت أكاتبك وأنا غريب عن رحيلك
في صمت مقمر حين الربيع
ثم عدت فسعيت في رسم أحلام غيرك
لكنك بقيت كزخ المطر ، كنور القمر , لا نستطيع
الا ان تراه
وجعلت تسري في نفسي كعطر انسكب من زجاجة قلبي , ليملأ كل فراغ حتى
خشيت أن ألقاك
فلما لقيتك طوفانَ صمت يجرف حيرتي إلى الهوى ، كأنها المرة الأولى
هادئا ، هائما في غير دنياي ، في غير أمنياتي
قد شاع منك في وجودي أنس غريب ، أنس لذكرك ، أنس لصمتك ، أنس حتى
لغيابك
وراح هدوؤك يعبث بأوراق وردي
وأمسيت في البال أحجية
أنا يا ؟ ألهو عن الأحاجي بحكايا الكلمات فلم أكن يوما بارعا في حلها
لكني ألفت طقوسك ورحلت فيها حالما
عيناي الفارتان إلى الأرض الغريبة يبلعها الماء كل حين
وعيناك النائمتان عن سر ، عن حلم ، و ربما عن كلام
جعلتك حلما عبقا أرجوه حتى والصبح يشدني إلى ساعات عمري الراحلة في
الأيام الا تيه ! !
غريب_الدار