بصمات لا تمحى
لمَّا تكون ريح الموت في الموت البعيد
وتلونت أوراق فصل الصيف
في فصل الخريف
وتثاقلت كل الأفاعي إلى الجحور
وتناثرت سحب الزمان
تلف كلّ أديم وجهكِ
بالمطر000 سقط المطر
تعالى سرخس جبار
وغفت مدرعة على قاع الطريق
نشأة حياة البر من عمق المياه
فتكونت كلّ السحالي
وطائر الرخ الكبير
ومشى يجوب الأرض عملاقٌ
له بيض له ذنب طويل
فتدحرجت تهوي عليه
صخرةٌ فيها أزيز النار
واللّهب الكثيف
فعاش الكون رعب الموت
وعاد إليه طائره الحزين
غفا يوماً غفا سنةً غفا دهراً مديد
لم يدري أن الكون بدله المصير
لم يدري أن اليوم عاش بكلِّ زاويةٍ
وعاد يجر أرضه للرحيل
فتناثرت من جوفها كتلٌ
معبأةٌ حريق
لتسد في وجه الحياة
كلَّ أنواع الظهور
دفنت عمالقة الوجود
ورمت بكل أنواع الحياة
إلى الذبول
وعاد الكون مبتسماً أنيق
يرمم جرحه الباقي
ويرسم صورة النسر الكبير
من بين أنواع الضحايا
عاد نوعنا للوجود
وعاد الوعي مبتدءاً
يجول
فرشنا الأرض أسماءً
واقرعن الطبول
نشرنا الزعر 000 نشرنا الموت
واشغلنا وجود الكون كي نبقى
نعيش على الأمل
والخوف ينهشنا ويقتلنا الزمن
ونعود أسرى الكون في كل المحن
ألم ورعب دائم بين النفوس
عبدنا الشمس والقمر الحزين
لنهرب من عيونهما
عبدنا البحر والأنهار والمطر الرخيم
عبدنا كل شيطانٍ رجيم
عبدنا الكون في الأعلى عبدنا الكون في الأسفل
ولم ندري بأننا تائهون
ولم ندري بأننا تافهون
لم ندري أن عدونا معنا
فالشر ألبسناه ثوباً من حرير
وغذين العداوة بين عقلين
وبين نوعين و لونين
دخلنا بكل أنواع الضلال
وعشنا كلّ أنوع العذاب
ولم نعد ندري
بأن الحب يعطينا الصداقة والحنين
من السنين إلى السنين
ليعود كلّ الكون في وطن أمين
العرض المتطور
