ها انا اعاني الاهات ..آلام..احزان...من يمسح دموعي؟ من يحتضنني؟
من يحزن لفراقي؟ من ينتظرني عند قدومي؟ من يخاف علي اذا مرضت؟ من سيفقدني اذا مت؟ ومن سيحزن علي ؟ من ..من..من؟؟؟
ها انا لااعرف من انا ؟ ماهو اسم ابي ..امي .. اصلي ..؟؟
ها انا لأزال يحترق قلبي ها انا الى اليوم لا زالت امسح دموعي..
اليوم نعم ابلغ من العمر 40 سنه..
نعم انا منبوذ من المجتمع لقد كرهت كل من اشعرني بفقد ابي وامي..
سوف اسرد قصتي واقول للجميع انا مسلم فلماذا هذا الاجحاف..؟
كنت في المهد كنت ابكي ..ابكي ..ابكي. وضعوني في صندوق من الورق(كرتون) وضعوني على غصن شجره.. من هم؟
ابي وامي.. لماذا؟ خوف من العار..
وجدني احد الرعاة وكان شيخاً كهلاً .. اخذني بالحضن .. لماذا؟
لانه لم يذق طعم الابوه ..
فكر هل يحتفظ فيني ام يذهب بي الى احد الملاجئ ..
في اليوم التالي ذهب بي الى الملاجئ ولكن.. قبل ان يصل اليه..
وهو يفتح باب السياره .. بدأت بالبكاء كثيراً .. اخذت الدموع تذرف من الشيخ .. كأنه فهمني كأنه شعربي كأنني اقول له (انت ابي انت امي انت اهلي لاعرف احد بهذه الدنيا هل ستتركني هنا ..
لاريد ان اتعذب وكيف وانا ابن حرام)..
لم يتمالك الشاب هذه اللحظات فهو يريدني ابن له .. فكل منا نحن الاثنين يحتاج الاخر.
اخذني عوضني الحنان عوضني الابوه ولكن....
بعد ان شعرت بالدنيا قليلاً عندما بلغ عمري السابعه وانا اخرج من المدرسه ابي كان ينتظرني امام المدرسه كماهي عادته ليصطحبني الى البيت ..
ولكن ماذا شاهدت؟
اللتفت على احد الاطفال واذا بامه تاخذه وليس والده..
فقلت لوالدي ومن براءة الاطفال .. اين امي؟ الست مثل هذا الطفل؟
لم يرد ابي بشيء ولكن انتابني شك ان والدي تغير وبدأت تنزل دموعه كالمطر.
ابي هل تبكي؟ جلست في حضنه اخذت منديل بدأت امسح دموعه ..
وانا ابكي مثله لم اتمالك نفسي .. فقال لي يابني لن تبكي بعد هذا اليوم
لاريد ان ارى دموعك .. كانت هذه اللحظه التي ابداً لن انساهااااااا.
بعد بلوغي العشرين ربيعاً تقدمت الى احد الجامعات ..
اتيت الى ابي بسرعه لقد قبلت بكلية الطب.
ولكني تفاجأة شاهدت مجموعة من الناس حول بيت والدي..
دخلت البيت اين ابي؟
شاهدته على السرير يتألم...
نعم لقد وصل ابي الى مرحلة الشيخوخه..
جلست بجانبه .. حتى الفجر .. اخذت اصلي الوتر وادعوا الله ان يطيل بعمره..
في الصباح ..
اخذت اللبن لوالدي .. ابي استيقظ.. ابي استيقظ..
لقد توفي والدي..
لقد رحل قبل ان اخبره باني سأحقق اجمل حلم لي وله..
اخذت ابكي.. اخذت ادعو له بالمغفره..
فكرت ملياً بالامر نعم اظن ان المستقبل سوف ينسيني بعض آلام..
ولكن هل التخصص الذي اخترته سوف استطيع المواصلة فيه
فقلد سمعت انه مكلفاً كثيراً مراجع كتب وغيره..
تخليت عن اجمل حلم في حياتي ..
هل اكون ضابطاً؟ هل ادرس علوم عسكريه؟
ولكن .. ماذا لوسألني مأمور التسجيل ماسم والدك؟ مااصلك؟
لقد قررت نعم ان اكون مدرساً ..
بعد ان انتهت الاربع سنوات ..
عينت معيداً بالجامعه..
الان ابلغ من العمر 26 سنه.. استوقفني احد اصدقائي في الجامعه
فهو صديقي الذي يعرفني جيداً ولكنني اخفيت عنه قصتي..
وانا اتجادل معه بالحديث .. سئلني هل تزوجت؟ قلت لا ..
قال لابد من اكمال نصف دينك ..تزوج.
اخذت افكر هل اتزوج ؟... نعم سأتزوج... ولكن ممن؟
واذا عرفوا من انا.. ماذا اقول لهم..
فكرت ان اكمل دراسات عليا وانسى امر الزواج..
بعد ماخذت الماجستير وبعدها الدكتوراه..
علا اسمي واصبح الجميع يعرفني فأنا اعمل بأكبر وزراه تعليميه..
اجرى معي احد مذيعي التلفزيون بمناسبة المنصب الجديد ..
اخذ المذيع يعلن ارقام الهاتف على الشاشه...
بدأت اسئل سوى من المذيع او المشاهد..
اخت بالارتياح قليلاً ولكن بعد ماقارب البرنامج على الانتهاء
اعلن المذيع بأن هذه اخر متصله .. قال المذيع نعم ياختي ماهو سؤالك؟
قالت لي ماهي بطاقته الشخصيه؟
هذا السؤال لو اعلم ان احداًسوف يسئلنيه لما وافقت على الدعوه...
تلعثمت بالكلام ولكن المذيع اعلن انتهاء البرنامج..
مهما وصلت من درجات العلم ومهما حاولت انسى من انا ...
فلن استطيع.. هل اخبرهم من انا ؟ ماذا لوكان احد منكم في موقفي انا
هل سيخبرهم من هو؟ (انتهت)
العرض العادي
