هيَ النفسُ تُسرجُ خيلَ الهوى
و تركضُ خلف سراب المـُنــى
فيمضي العُصاةُ لما يشتهونَ
و يسعى السُّـعــَـاة ُ لنيل الغـنى
يعبّـونَ خمر الغرور العتيق ِ
فلا يشعرون بغير الظما
و ينسونَ أنّ ختامَ الدّنـان
التي يكرعون كؤوس الرّدى !
***
أشادوا القصورَ ولنْ يسكنوا
كما يزعمون بغير الثرى
وشدوا على المال أقفاله
فلا يُستعانُ ولا يُرتجى
ليأتي الوريث ُ على رسْـلِـه ِ
يُـبددُ منه على ما يشــا
***
وما هي إلا ليال ٍ تمـرُّ
على العالمين كلوث الرّدا
و ينعى النـّـعيُّ حليف الثراء
وحلف القناعة فيمن نعى
و يُـطوَى سجـل ٌّ و يبقى سجل ٌ
من الذكر يُنشرُ بين الورى
فأما الذين أطاعوا الضلال
على الرّشد حتى استحبوا العمَى
فـيُـخـْـبـِـرُ عنهم غراب ٌ يصيح ُ
على حفرة ٍ من رموس البلى
يقولُ : هنا ينتهي يا عبيد الـ
حياة ِ بَريق ُ الحياة ِ , هنـــا !
***
وأما الذين أرادوا الحياة َ
طريقا إلى الله عَـف ّ الخـُـطـى
فساروا إليه ِ وقد خالفوا
هواهم وسدوا عليه الكــُـوى
فقد وصلوا والرضا قبلهم
ينادي بشيرا بمن قد أتى
و حنّتْ إليهم جنان ُ الخلود
حنينَ المَشــُــوق ِ ليوم اللقا
فزُفـــُّــوا إليها زفافَ العروس
كذلك يدخلها من سعى
وناح الرجالُ على فقدهم
بحمر الدموع و مُـرّ الشــّجَـى
وفاحتْ محافلُ ذكر ٍ لهمْ
و حزن ٍ عليهم بعطر الثــّـنـــا