بوسطن : تظهر دراستان أن دم الحبل السري الذي عادة ما يلقى عقب الولادة - رغم انه غني بالخلايا التي قد تعيد بناء نظام إنتاج الدم في جسم الإنسان- يفيد في علاج سرطان الدم (اللوكيميا) leukemia لدى البالغين.
وتكشف الدراستان اللتان نشرتا في دورية نيو انجلاند جورنال اوف ميدسن الطبية ان عمليات نقل دم الحبل السري تحدث رغم أن دم الحبل السري لا يعيد في العادة نظام المناعة بالسرعة والفعالية التي يعيده بها نخاع العظم الذي يؤخذ من متبرع متماثل.
وأبلغت ماري هوروويتز الباحثة بكلية ويسكنسون الطبية ورئيسة فريق احدى الدراستين رويترز ان دم الحبل السري يعادل في فعاليته نخاع العظم غير المتماثل بشكل طفيف "والذي يُقبل الآن كأفضل بديل ثان.
"يمكن لهذا إن يزيد إلى المثلين أو ثلاثة أمثال عدد البالغين الذين يحصلون على عمليات نقل دم من أشخاص غير أقرباء."
ودم الحبل السري الذي يجف من سرة الجنين حديث الولادة عقب قطعه وافر وجمعه سهل. أما نخاع العظم فلا يمكن الحصول عليه إلا عبر إجراء عملية جراحية للمتبرع.
وقال كلاد ستيفنز من البرنامج القومي للحبل السري في مركز الدم بنيويورك ان ما يصل إلى 16 ألف مريض باللوكيميا ممن يحتاجون لعمليات زرع نخاع عظم يخفقون في ذلك لفشلهم في العثور على نخاع متماثل إلى حد بعيد.
وأجريت عمليات نقل دم حبل سري إلى ما بين خمسة وستة ألاف شخص في أنحاء العالم غالبيتهم مرضى باللوكيميا. ووفقا لروبرت شتينبروك من دورية نيو انجلاند جورنال فان ثلثهم فقط كانوا من البالغين.
ويعول الأطباء على ما يسمى نظام "اتش.ال.ايه" انتيجن HLA antigen الذي يقيس مدى تماثل أنسجة المتبرع لنظام مناعة المريض. وأفضل تماثل عادة ما يحدث حينما يكون المتبرع أحد الأقرباء. وكلما زادت نسبة عدم التماثل كلما زاد خطر احتمال رفض الجسم.
ودرس فريق هوروويتز 600 حالة ووجد انه من غير المهم إذا كان هناك حالة أو اثنتان غير متماثلين في دم الحبل السري المتبرع به. ويعيد دم الحبل السري غير المتماثل بناء نظام المناعة بنفس فعالية بناء نخاع العظم غير المتماثل بنسبة واحد "اتش.ال.ايه" انتيجن.
وبلغت نسبة النجاح 22 في المئة بين المرضى في هاتين المجموعتين. وحينما كان نخاع العظم في أفضل حالات تماثله كانت نسبة النجاح 33 في المئة.
وقارنت الدراسة الثانية التي أجريت في أوروبا النتائج بالنسبة لعدد 584 حالات زراعة نخاع عظمي متماثلة مع 98 حالة نقل دم الحبل السري كان نظام "اتش.ال.ايه" غير متماثل في 92 منها. وكانت معدلات النجاح بين المجموعتين واحدة تقريبا.
وقالت هوروويتز ان التردد في استخدام دم الحبل السري على العموم سببه هو أن استخدامه يتطلب "وقتا أطول والناس يموتون حينما ينتظرون أو يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى."
وأضافت هوروويتز أن أحد أكبر العقبات في المرضى الذين يتلقون دم الحبل السري هي انه ليس كل وحدة دم حبل سري بها خلايا كافية للبالغين.
وتفسر صعوبة العثور على خلايا كافية سبب شيوع العلاج في الأطفال الذين يحتاجون إلى خلايا أقل لإعادة بناء نظامي الدم والمناعة.
منقوووووووووول