العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 08-06-2004, 03:23 PM   رقم المشاركة : 1
أوحدي
( ود نشِـط )
 





أوحدي غير متصل

دورة في علم العَـروض " الجزء الأول "

مُقدَّمة عن علم العَـروض

تسبَح موسيقا الشِّعر في فضائين اثـنين :
1-الموسيقا الدَّاخليَّة وهي تعتمد على :
أ- اختيار المفردات، وترتيبها وفق نسق خاص، وما يتبع ذلك من حركات الإعراب ( ــُ ، ــَ ، ــِ ، ــْ )، والمدّ ( ا، و، ي )، والتفخيم( ص، ض، ط، ظ )، وغير ذلك من المسائل المتعلِّقة بعلم التَّجويد، فالموسيقا الدَّاخلية تقترب أكثر من التجويد، أو لنقلْ : من ( علم الأصوات ) .
ب- استعمال الأساليب البلاغيَّة وخاصَّة فنون البديع اللَّفظي المتعدِّدة، كالسَّجْع والجناس والطِّباق والمقابلة والتَّورية.
2- الموسيقا الخارجيَّة وهي تكمن في الوزن والقافية، أي : الشَّكل الخارجي للقصيدة ، وهذا ما سنركِّز عليه في الحلقات القادمة - إن شاء اللَّه - .

العَروض

لماذا هذه التسمية؟ ومن أوَّل مَن نبَّه عليه، ووضعه كعلم مستقلٍّ بذاته ؟
أقرب الأقوال لتسميته بالعروض أنَّ الشِّعر يُعرض على قواعده وموازينه، فيتبيَّن الصَّحيح من الفاسد من حيث الوزن .
والعَرُوض لغةً : هو الناحية، والطريق في عُرْض الجبل في مضيق، والمكان الَّذي يعارضك إذا سرتَ، ومن الكلام فحواه ومعناه، ويأتي أيضاً بمعنى الحاجة .( يُراجع في ذلك القواميس العربيَّة )
واصطلاحاً : هو صناعة يعرف بها صحيح أوزان الشِّعر وفاسدها، ومايعتريها من الزحافات والعلل (الزيادة أوالنقصان في وزن البيت ).
يُلاحظ في التعريف كلمة ( صناعة )، ومعنى ذلك أنَّ هذا العلم لايكفي تعلُّمه فقط، بل لابدَّ من القيام به عمليَّاً، وتطبيقه حدَّ الإتقان والمهارة، سيَّما من هم بحاجة ماسَّة لهذا العلم ، ومع الزمن ستتحوَّل المهارة الشَّكليَّة إلى مهارة سمعيَّة، وهذا هو الأهم في علم العروض.
واضعه : الخليل بن أحمد الفراهيديّ البصريّ المتوفَّى سنة 175 هـ .
ربَّما سيكون لنا موضوعٌ مستقلٌّ للحديث عن عبقريَّة هذا العالم الجليل .
كيف اهتدى الخليل إلى علم العروض ؟
تعدَّدت الرِّوايات حول هذا السُّؤال وسنحاول قدر- الإمكان - اختصارها،
أوَّلها: أنَّ الخليل كان لديه معرفة بعلم الأنغام والإيقاع، وهذا يقترب حدَّ التمازج من موسيقا الشِّعر .
ثانيها: أنَّه مرَّ يوماً بسوق الصَّفَّارين، فسمع دقدقة مطارقهم على الطسوت فأدَّاه ذلك إلى تقطيع أبيات الشِّعر، وفتح الله عليه بعلم العروض .
ثالثها: أنَّه سئل هل للعروض أصلٌ ؟ قال: نعم . مررتُ بالمدينة حاجَّاً فرأيتُ شيخاً يعلِّم غلاماً ويقول له قل :
[poet font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
نعم لا نعم لالا نعم لا نعم لالا= نعم لا نعم لالا نعم لا نعم لالا
[/poet]
قلتُ: ماهذا الَّذي تعلِّمه الصَّبيَّ ؟ فقال: هو علم يتوارثه الخلف عن السَّلف يسمُّونه ( التـنعيم )؛ - لقولهم فيه ( نعم ) - . قال الخليل : فرجعتُ بعد الحجِّ فأحكمتها.
رابعها: أنَّه لمَّا رأى ماقام به الشُّعراء المحدثون في عهده من الجري على أوزان لم تسمع عن العرب هاله ذلك، فاعتزل النَّاس في حجرة له كان يقضي فيها السَّاعات والأيَّام يوقِّع بأصابعه ويحرِّكها، حتَّى حصر أوزان الشِّعر العربي، وضبط أحوال قافيته.
وللتوفيق بين صحَّة الرِّوايات نذهب إلى أنها تعضد بعضها بعضاً، فجميعها سببٌ لإن يتَّجه الخليل إلى تجميع شتات من الأوزان المشهورة والمستعملة بكثرة عند العرب .
ما الفائدة من دراسة هذا العلم ؟
1- تعين الدَّارس والنَّاقد في اكتشاف النشاز ( الاضطراب ) الموسيقيّ .
2- عدم خلط بحور الشِّعر بعضها ببعض، وبالتّاَلي الوقوع في فوضى الوزن .
3- أمن البيت الشِّعريّ من الكسور والتَّغييرات الَّتي تخلُّ به .
4- التَّفريق بين الشِّعر وبين بقيَّة الفنون الكتابيَّة الأخرى، كالسَّجْع والأمثال و..، فكأنَّ الموسيقا الخارجيَّة من الرَّكائز الأساسيَّة في الشِّعر .







 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:29 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية