أقرأ حروفها ، وأغمس روحي بين كلماتها ، فأحسد القلم الذي يلامس أناملها ، وأتوق إلى مرافقة صفحاتها ، على ساحل فكرها ، ربما تحزن .. فترسم سيكولوجية الألم .. وربما تدمع عيناها .. فأعزف أوتار حزنها على أطراف الزمن ، وخيالات الدهر ، لأرسم الإبتسامة في قلبها ، بد ذلك تأتيني اللهفة للقائها ، فهي ذات المستحيل الأزرق ، فتمضي الأمنيات إليها ، وفي الطريق يهيم بها الزمن في ضيافة الأيام ، ليبعدها في دهاليز متاهات الليل الدامس ، لتشرق الشمس على كيانها ، لتحتضنها آهات النهار ، فتكون ضيفة غالية على ذاك الدهر ، لتتباهى حينها بروعة المناسبة ، وجمال الخيال ، فهي مشرقة بعزيمتها ، ربما تتعبها أمنياتها ، وتنهكها مطالبها ، وترهقها مقاصدها ، لأنها تركب المهالك ، وتعرض قلبها للمخاطرة ، وهذه ضريبة قلبها المتوقد ، والمحلق عاليا هناك .. في سماء النجاح .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تزورها الشمس فتعزف بأناملها أوتار ألامها ، وتنشد ذكريات أيامها ، فأتوق لقراءة أسطر من حياتها ، فأهديها قلمي لتتحفني بباقة ورود من عبير ذكرياتها ، لأنها تعلم أن قلبي ما هو إلا مستودع للجراح ، وعاصمة أبدية للآلام ، وأنا أعلم أن قلبها هو عاصمة للآمال ، فالحياة أمامها ، والجمال عنوانها ، والأمنيات هويتها ـ والنجاح بطاقة كيانها ، فهي حاذقة في معرفة طرق الصدارة ، متعبة نفسها في مباراة التحدي مع القلوب ، وإثبات ذاتها في ميادين الكلمات .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هي .. وأنا .. نحلم باللقاء المنتظر ، ذاك الاجتماع الخالد الذي تحتضننا فيه تلك الشمس ، فكلنا عباقرة في فنون الألم ، وهندسة الذكريات ، لأني أرسم ألمي لأعزف ، وهي تكتب الذكرى لتحلم وتنزف ، فأنا أحترم أحترم ذكرياتها ، وهي معجبة بآلامي ، فأعزف حينها ملحمة ذكرياتها ، وتنشد هي آلامي ، والجائزة هي قلوبنا البعيدة .. والتي ستلتقي يوما على أرض المستحيل الأزرق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هي إنسانة تحمل نفسا جسورة ، وروحا طموحة ، تمتلك في جوانحها نفسا رقيقة ، عندها دموع حارة وغزيرة ، تدّخرها للنكبات ، لسكبها على صفحات الذكريات ، كي تذكر ملجمة الحب ، وأنشودة الفراق لمن تحب ، فأنا أعلم أنها وحيدة الآن في غرفتها ، لها عالمها الخاص الذي تصنعه بأناملها ، ولكنها تخاف أن تلامس قلمها ، خوفا من أن يخدّش ذاك القلم عالمها المثالي ، وما علمت تلك الفتاة الوحيدة أن عالمها يتوق دائما لملامسة فكرها عبر قلمها ، كي يرتقي بكلماتها ، ويحتمي بحروفها ، تحت مظلة خيالها الأدبي الرائع ، والذي ترسمه من محيط قلبها الكبير ، فلا يتهمها الزمن باصطناع البكاء ، وتكلف الدموع ، بل هي براهين شاهدة على ذوبان نفسها ، واحتراق جوانحها ، وهذه هي الجائزة الكبرى التي يهديها إليها تاريخ الوفاء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا .. املك نفسا متوثبة إلى المجد ، ثائرة إلى امتياز التفوق ، لي عالم حالم من الحنين والعواطف واللوعة ، فإذا بكيت يوما .. فأنا أبكي بنفس مكلومة ، وبكبد مفجوعة ، مصابة بسهام الحقد من أعداء الإبداع ، والذين لا يرضون لي النجاح في إبداعي ، ولا التفوق عبر كلماتي ، فكم يرسموا بكلماتهم الحقد الذي يتغلغل في صدورهم تجاه قلمي البسيط ، وهذه هي معاندتهم تجاهي ، ومشاكستهم لكلماتي ، ومطاردتهم لبياني ، وكلهم في نظري ماهم إلا أموات غير أحياء ، قتلهم حقدهم ، وشردهم حسدهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ربما نخوض دائما حرب النجوم في عالم القلوب ، ولكننا نرفض الاستسلام لخصوم الدهر ، وأحباء الكذب ، وأصدقاء المصائب ، وزملاء النكبات ، لأن قلوبنا لم ولن ترضى بغير النجومية في حياتنا ، فقلبي ينبض بالألم ، وقلبها يرفرف برايات الذكريات ، ومع هذا .. فنحن لا نرضى بالأقل ، ولا نقتنع ببعض المجد ، كي أفوز بالمجد بأكمله ، وتفوز هي بالكمال بأجمعه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعلم انه لا يشبهنا احد في هذا الوجود ، لأننا غرباء بأطباعنا ، متميزون بقيمتنا ، ومميزون بحضورنا ، لا نستمع إلى صوت البلداء ، ولا نستمتع بمجالسة الأغبياء ، فقلوبنا نادرة المثال ، لا تتكرر في زماننا ، فلسنا أقل رتبة من غيرنا ، ولا أقصر قامة من حسادنا ، بل نحن اكبر قدرا من أنذال الحياة ، وأشرار الأيام ، فرسالتنا أصفى من قلوبهم ، وإخلاصنا اطهر من شعاراتهم ، لأن شعارنا أشرف من معانيهم ، لأننا لا نرتقي إلا إلى المعالي ، وإنما نعرف الجمال في الخيال ، وروعة التصوير ، لنسكن القلوب في غاية التقدير ، وهذه هي حضارة العشاق ، واحتفالية الكلمات لعيد ميلاد ألألم .. وجمال رومانسية الذكريات .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
نختار الكلمات بدراسة متأنية ، ونرسم الحروف بعناية فائقة ، كي تكون الجملة صارخة في وجه الزمن ، متمردة على سحابة الدهر ، فكأنها خرجت من أكباد تتقطع لوعة من أنين ألألم ، وتتمزق من أشواق الذكريات ، فتكون كلماتنا غاية في الحسن ، آية في المتعة ، فتكون أنشودة على شفاه الرواة ، لتصبح مثلا على ألسنة الحداة ، لنرسل بعد ذلك كلماتنا ، كي تكون أجمل من الهدية ، وأثمن من العطية ، فكل يوم درجة حرارة أمنياتنا ترتفع ، وفكر كلماتنا يرتقي ، لأننا نعرف قيمة الإنسان ، فهو مكرم الكيان ، لا يعرف مقبرة اسمها النسيان .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيح أننا لسنا من عباقرة فن الكلمات ، ولا من أساطين الحروف ، ولكن العالم معترف بسمو قلمنا ، وعبقرية كلماتنا ، وتفرد حروفنا ، على ميادين الصفحات ، لأننا نرسم الجملة الراقية ، فتكون مستقيمة في أبعادها ، سليمة حتى في ابتعادها ، فلنا ذاكرة حية ، وبديهة حاضرة ، فلا نذكر الكلمات السخيفة ، لتكون ثقيلة على الفكر ، باهتة لدى الأعين ، وإنما نرسم الحروف المشرقة بالفصاحة ، لأنها مطلب بياني ، ومقصد شاعري ، وتلك هي ضريبة التولع بالبيان ، وتعلق القلب بالإبداع ، لأننا نعرف سعادة الألفاظ لجمال الكلمات ، في احترام الحروف بنار الوجد ، والتياع الأشواق ، برفقة فخامة الدموع ، تحت تأثير إيقاع بياني مؤثر ، وأنشودة صادقة ، مع سهولة بالجملة ، وحلاوة في اللفظ ، فربما كنت أقطف المقاطع المؤثرة ، من شجرة الكلمات الرائعة ، لأقطف الحكمة النادرة من نافذة الزمن ، وأستلهم الوعي الراشد من عقلاء الدهر ، فربما كنت فيلسوف متأمل ، أستولي على مكان الإعجاب ، فأهيم في الفصاحة ، وتهيم هي كقطعة من الألماس ، في وسط حبات اللؤلؤ ، ليتصفحها الإبداع لتزداد شرفا ولمعانا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( ختــــــاما ))
إن جميع كلماتي هذه ماهي إلا رسالة عبر الزمن ، لإخبار تلك الفتاة المبدعة والتي أعتبرها سفيرة للشمس والتي لا مست الإبداع من أوسع أبوابه ، ،ورافقت النجاح والإبداع بأجمل فكر وأروع خيال ، وهذه الفتاة في كل يوم يزداد إبداعها ، ويشرق حضورها ، وتتولع صفحاتها بها ، فهي تنقل لنا أشعة الشمس بين كلماتها ، وضياءها يلمع مع فخامة حروفها ، وجمال كلماتها ، لأنها أنموذج رائع لنجاح حضارة الإنسان ،فتدرك بفكرها طرق النجاح ،فمرة تبدع في سكب حروفها على قلوبنا ، ومرة تستمتع الكلمات بجمال قلمها وإلهامها ، لتتضارب أسهم الإمتاع ، وتشاركها أقلام الإعجاب ، وتنهال عليها كلمات الإطراء والشكر ، ليرتفع اسمها في خريطة قلوبنا ، فكانت بداية كلماتها على محيط الفكر الراقي الذي لا يرضى إلا بالتفوق ،لتنتهي في الأخير هي وكيانها وكلماتها إلى أنشودة القمة ، بعدما نجحت بالوصول بهمتها إلى غاياتها ، وهذا مكانها الطبيعي ، لتكون رسالتي لها هي حروف تذرف بالإعجاب بها ، لأحرق كلماتي على صفحاتها ، وتكون كل مشاركاتي ماهي إلا إسهامات من أصدقاء النجاح ، وزملاء الإبداع تتويجا لفكرها الراقي ، وماهي إلا علامة مشرقة في تاريخ كل إنسان يسعى للتفوق والإبداع ، لتعلم في الأخير بقائها في حضورها ، وسيدوم بإذن الله ذيوعها ، لأن كلماتها فرضت احترامها على قرائها ، وحروفها فرضت إبداعها على حسادها ، ولكنها مع كل هذا النجاح المبدع ، إلا أنها تعتقد بأنها ليست أشهر من شاعرة ، ولم تحتفل بكلماتها المنابر ، بل هضمت حروفها كل الدفاتر ، فإلى ترحل بكلمتها ، ومن يقرأ حروفها .. أم ستكون صفحاتها بعيدة مرمية على أرفف الصحراء القاحلة ، لتكون بعيدة عن العقول ، مشردة الكلمات بين القلوب ، ولكن الحقيقة أغلى مثال ، وأروع بيان .. فحقيقتها تقول .. لن تموت حروفها ، بل ستبقى كلماتها ، لأن روحها الغالية مغموسة فيها ، ونبض قلبها يعيش داخل كلماتها ، فهي وبعد هذه الرحلة مع الكلمات .. لازالت تداوي جراح الذكريات عبر حضورها ، لذا خاطبتها بكلماتها وكأني أخاطب روحي ، لتكون كلماتي منها وإليها ، فروحها تعرفني ، ولكني للأسف لم أصل إلى شموخها ، وأتشرف بكبريائها ، فأنا وهي نعيش غراك الكلمات ، وربما نلتقي في ميدان الصفحات ، لأن كياننا مرسوم بين سطورها ، فقد عشنا لإبداعنا ، فسيعيش إبداعنا من بعدنا ، لأنها سفيرة الكلمة الرائعة ، فهي مغرمة بجمال الحروف ، وعذاب المعاني ، تحمل بين جوانحها قلب من الصعب جدا أن يتكرر ، وتختلج داخل كيانها فكر متوج وكأنه لؤلؤة لا تعرف إلا القيمة التي تفوق كل عملة في هذا الزمان ، لأنها أثبتت لي وللعالم بأنها شمس يشع ضيائها على صفحات الكلمات ، لتكون هي أنشودة الكلمة الراقية ، فتتوجها هذه الكلمات بلقب سفيرة الكلمة ، لأنها الشمس التي سأزال في كل يوم بانتظار أشعتها ، كي تضيء حياتي بكلماتها ، وجمال حروفها ، وبهاء معانيها ، وروعة كلماتها ، تحت مظلة إلهامها النادر ، والذي يمتلأ جمالا بسحر لغتها الحنونة والتي أبهرت كل القلوب ، وأولهم قلب لورانس .
تحياتي الخالصة إليها ، وإلى كل صفحة ترسم في آخرها توقيعها ، فمكانها الطبيعي هناك .. حيث تكون الشمس .. لتكون قمة على قارعة الطريق .
تحياتي إليكم وإلى سفيرة الشمس المبدعة .
لـورانس