الشفقة يا عرب
الطفل غــرق , والكافرُ عليه أشفق
وبائع الأقلام , ملحدٌ له تبرع
والجرحى يعالجهــم صليب
وعلى دين المسيح أبن مريمِ لا زلنا نتفــــرج
والمسلم بين هذا وذاك تشتت
فيهم السفاح
وفيهم قاطع الرؤوس , ومن قلبه تقطــع
وجماعة تمثل بالجثث
وفيهم القتيل
واللآجئ
والمشرد
والحرائر باعوا أجسادهن للجيف
وأخرياتٌ تلاقفهن الرجال من كل بلد
والعرب والفرس يطحنون بعض
والترك والكرد يدمرون بعض
بينما العدو يتفرج
واسرائيل تضحك
وعلى أسلامه لـم يبقى أحد
يتغنون بالحرية وهم أبعد
وبالسلام وهم دعاة حرب
فالشيعي يخشى القتل فهـــــرب
والسني على أخيه أنقلب
والمقابر الجماعية أمتلئت بالعرب
والأيتام يعيشون الذل ويقهـــرون ,(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)
والضائعون يسألون ويُنهـــرون ,( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ)
والبحر خجل من الضحايا وأرجعهم للبشر
والنهــر أصبح لونه دم
وحدود الــروم باتوا كلهم عرب
- فأين هم العرب ؟
وأســلاماه يا عرب
القلوب لــم تعد تشفق على أحد
والعواطف على التفاهات جياشة
والأنسانية فوق أرض العرب أختفت
والشفقة تحت الرمال دُفنت
وجثث الأبرياء على الشاطئ رُميت
أشعلوا حرب طائفية لـــم تتوقف
ليتهم خرسوا
ليت الكل سكت
ليتهم نظروا في المرآة وحلوا المشكلة !
بشار
وصدام
ومعمـــر القذافي
ومحمد حسني مبارك
هؤلاء حكام العرب
لا يختلفون عن بعض
عقيدتهم واحدة
والكرسي الذي يجلسون عليه يظنونه عـــرش
وفي داخلهم يهمسون للشعب : (يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي)
فرعون قالــــها قبلهم : (أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى)
والحمقى صدقوه وآمنوا به إلهً
حتى أحاديثهم أستفتحوها به ,(وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)
الشعوب بين الشمال والجنوب ضاعوا
والمبدعون فــروا
والمعارضون في بلاد الغرب سكنوا
والحالمون يريدون بيت
وجميلات العرب ينتظرن الفرج , وينتظرن فارس الحلم الذي أفقدهن الأمل
وكثيرٌ من العرب في الجنس يفكرون فقط
حتى الجنة ربطوا دخولــها بالجنس وحوريات العين التي تنتظرهم
وهناك من يتفجــر طاقات بالعصبية
وهناك من يتفجــر جسده بحزام ناسف
وهناك حمارٌ يقتل الأطفال ليختصر طريق الجنة
- أي جنة مزعومة تلك ؟
فلو دخل إبليس الجنة يا بني , فلا أظنك فيهـــا
الأعلام
والمواقع
والمنتديات
وكل برامج التواصل وشبكات الأنترنت
كثيرون .. وكثيرون جدا من يصبون على النار زيت لتستمر الحرب
فلا يفكرون في القتلى
ولا في الأيتــــام
ولــم يسمعوا صراخ الثكلى
ولـم يقــرأوا تعاليم الدين
ولــم تردعهم سقر ومن سيُصلى فيها
(سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ)
- كيف سينتهي كل هذا ؟
- كيف نشفق على بعض ؟
لا أدري , في الحقيقة لا أدري
فنحن أمة معقدة
أمة تختلف عن بقية الأمم , صدقوني
كل شيئا لدينا بالعكــس
فالأمين لــص
والقاتل مجاهد
والأمــي يفتي للجميع
والمرأة يكرهونها ويدفعون لأجلهـا ما في الجيوب
والقاضي لا يفقه شيئا في القانون
ومن يريد الأصلاح في السجن
والكُتاب يجهلون أبسط قواعد اللغة
والممثل مُتصنع
وأبن العم على حق وأن كان مخطئ
وحقوق الشعب مسلوبة
والأمة لا تزال تعيش ماضيهــا ولا تريد بناء المستقبل
فُقدت كل الصفات الحميدة ولــم تظل صفاتٌ تُذكر
- أين الكرم , يا قوم ؟
- أين حسن الضيافة , يا أولي الألباب ؟
- أين الشرف , يا من تملكون شرف ؟
- أين العُـــرف , يا أهل العرف ؟
- أين الشهــم الذي يساعد ؟
- أين الذين يشفقون على بعضهم البعض ؟
- أين الأسلام , يا من لا تقوى لكــم ؟
كلها صفات ذهبت مع طلقة مسدس
أنهـــا القسوة يا عرب
أنه البُعدُ عن الدين يا أمة محمـــد
(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ)
قلم مضطرب