الحب ...يا عيني
الحب أعمى ..نعم..
عندما أحببتها، أحببت فيها كل شيئ. وجهها الأبيض ليس كالوجوه، بل أجمل. عيونها الصغيرة أجمل من عيون الأخريات الكبيرة. أراقب شعرها المسترسل بشغف. ربما مرّرت نظري في خصلات شعرها أكثر من مرور النسمات. خدودها الوردية لا تشبه أحداً. قامتها تزيّن ما حولها. تمشي كالأميرات. يداها الصغيرتان تباركان كل ما تلمس. كانت حبيبتي ماهرة في اختيار الأثواب، فكل ما تلبس جميل. لا أدري إن كانت تضع العطور، لكن عطرها لا يفارقني. في حضورها تنعدم أسباب الغضب والحزن والملل واليأس. صوتها له نغمة خاصة ولا تحتاج لأي موسيقى مرافقة لأشعر بالطرب. ضحكتها صوت المطر.و كم أحب المطر.
لأنها تسكن شمالاً، أحببت الشمال. وأحببت رياح الشمال وأفق الشمال وأغنية فيروز ليالي الشمال الحزينة.
حروف اسمها السبعة جميلة. ما أجمل الرقم سبعة. لقد زادته قدسيةً.
كنت أعتقد أن أول حرف من اسمها K، أحببت هذا الحرف أيضاً، وأحببت كل شيء اسمه يبدأ بهذا الحرف، حتى البوتاسيوم.
الشوارع التي تمشي فيها تختلف عن كل الشوارع. لا تسألوني لماذا..فأنا لا أعرف.
أحببت أباها وأمها وأخوتها. أحببت كل آل (......) من أجلها. أخوالها وعمومتها وجيرانها.
وأحببت كل ما تحب هي. حتى جورج وسوف أحببته من أجلها وهو يترنح بأغاني أم كلثوم.
في حبها كتبت أولى أشعاري أو ما يشبه الشعر.
نعم كان هذا الحب أعمى، وأطرش أيضاً، لأني لم أكن أصغي للعقل.
الآن أتساءل كيف يكون الحب إذا لم يكن كذلك؟؟. فأنا الآن أنظر بتمعّن وأصغي للعقول وأفكر في كل خطوة ألف مرة. وفي كل التفاصيل آلاف المرات. فهل سأعيش ذلك الحب مرة أخرى؟؟؟؟ الجواب ...لا.
إذاً أهلاً بالحب مهما كان أعمى أو أطرش. ولكن حذار أن يكون أخرس. فعندما تحب، قل ذلك ببساطة
أسطـــــــــــــــــــورة زمانــــــــــــــــــــــــــي