الليل عندما ياتي..
عندما ياتي الليل..
تفتح دفترها الاحمر الصغير..وتدون به اسم اليوم..والتاريخ..والساعة..
وتكتب بالدمع جملة...
حتى هذا اليوم مازالت احبه بجنون..
وتغمض عينها..
تحلم بيوم تفتح به دفترها الاحمر الصغير وتدون اسم اليوم والتاريخ والساعة وتكتب بالحبر جملة..
اليوم نسيته..فما عدت احبه بجنون..
عندما ياتي الليل..
تقف امام المراة..تتفقد وجهها الشاحب..الحزين..وتبحر فى عينها..تسافر الى البعيد اليه..الى ذلك اليوم الذى قال لها فيه..
ان عينها المرهفتين تبوحان له بسر سهرها كل ليلة با نتظار صوته..فاذا استقيظيت الدنيا ..نامت هي..
عندما ياتي الليل..
تدير الكاسيت..فياتيها صوت"لمني بشوق وحضني..بعادك عني بعثرني"..
فتنهض من سريرها متكاسله..وتحاول جمع ما بعثره منها فراقه..فتكتشف ان كلها لفراقة مبعثرة..فتتساقط فوق ارض ذكرياتها معه كاوراق الخريف الجافة..ويصعب عليها برغم المحاولات المستميته جمع الشتات المبعثرة مرة اخرى..
عندما ياتي الليل..
تسال القمر..ايراك الان من اهوى يا قمر..؟
فيخبرها القمر ان حبيبها لم يرفع راسه لروية القمر منذ ان اصبح له فى الارض اكثر من قمر..
عندما ياتي الليل..
تبحث عن بقايا صوته فى اذنيها..فربما مازال فى تلك الاذن من ذاك الصوت اثر..
وتبحث عن بقايا صورته فى عينها..فربما مازال فى تلك العين من تلك الصورة اثر..
وتبحث عن بقايا عطره فى اوراق رسائله..فربما مازال فى تلك الرسائل من تلك الرائحة اثر..
لكنها لن تيأس ..فتتراجع لتعلن افلاس اذنيها من صوته..وافلاس عينها من صورته..وعجز الرسائل عن الاحتفاظ بعطره..
عندما ياتي الليل..
تناديه ..فلا يسمع صوتها سواها..
وتحدثه فلا يسمع حديثها له سواها..
وتبكيه قدر استطاعتها فلا يلمح دموعها سواها..
وتحن اليه فلا يدرك عمق الحنين اليه سواها..
وتسرد عن نسيانه اغرب الحكايات..
فيصدقها الجميع..ولا يكذبها سواها..
عندما ياتي الليل..
تتخذ قرار نسيانه..فتهمس لنفسها واعدة..
اليوم لن اذكره..
اليوم لن اقف امام المراه..
اليوم لن ادير الكاسيت..
اليوم لن ابحث عن بقاياه بين الاوراق..
اليوم لن امد يدى الى الهاتف..
اليوم لن اناديه..
اليوم لن اسأل القمر..
اليوم..لن..
اليوم..لن..ولن..
زتشرق عليها شمس يوم جديد..وهى لا تزال تتفنن فى وضع خطة محكمةلنسانه..فتنام وتوجل النسيان الى ليله اخرى..
ترى ..
مازال حب المعجزات موجود فى عالمنا..؟