هاهيَ شمسهُ أصيليةُ المرأى, ونجومهُ إلى الأفولِ تترى, وسماؤُهُ تغادرها الكواكب, وصباحهُ مغربيُّ الملامح,
هاهو شهرُ الله يودعُ أحبابه, وهاهم أحبابهُ في سحائبِ الوجد هائمون ومن لوعة الفراق سامدون ومن فقدان الأنس مستوحشون... ومن لذة المناجاة و التسبيح فاقدون..... هاهم يصطرخون ومن إعراض جلالِ وجه ربهم قلقون....
{اللهم أجعلنا من المرحومين ولا تجعلنا من المحرومين}
ويزدادُ بهم الوجل فيدعون بلا كللٍٍ ولا ملل
(الهي لم أعصكَ حين عصيتُك وأنا بربوبيتك جاحد ولا بأمرك مُستَخِّف ولا لعفوبتك متعرض ولا لوعدك متهاون ولكن خطيئة عرضت وسولت لي نفسي وغلبني هواي وأعانني عليها شقوتي و غرَّني سترُك المرخى عليً فقد عصيتك وخالفتك بجهدي فالآن من عذابك من سينقذني ومن ايدي الخصماء غداَ من يُخلِّصُني وبحبلِ من أتصل إن أنت قطعت حبلك عني)....
وبعد ما يتناجون مع المعشوق الأعلى, يودعون شهره بدموعٍ نزفت باشتعال التودد وأسى يكادُ ينزعُ أرواحاَ من أجساد ذابت كمدا...
(السلام عليك يا شهرَ الله الأكبر ويا عيدَ أوليائه الأعظم... السلامُ عليك يا أكرمَ مصحوبٍِ من الأوقات ويا خيرَ شهرٍ في الأيام والساعات... السلامُ عليك من شهرٍ قرُبتْ فيه الآمال ونُشرت فيه الأعمال...) .