الصندوق الابيض...
لم يكن للجرح أخر..
تتوالى السنين بعدما كانت بدايته المؤلمة فى حياتها..
الحياة تريد من يتمنها باحوالها وتقلباتها..
كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــانت البسمة عنواناً لصاحبها..
كلماته..اوراقة..ذكرياته..حروفه..نغماته..غزله..غيرت ه..غضبه..وقودها فى كل دقة قلب..ورمشه عين.
مرت تلك السنين الموحشه..
تحتفل فى ذلك اليوم كاحتفال الاطفال بدمية صغيرة..اسدل الستار على شمس الاصيل..وارخت خيوطها الذهبية للاسترخاء..
وابتدا ليل المتاعب..ليل العاشقين..وبزغ بودن استذان نور القمر بين احضان النخيل وتفتحت القلوب شوقاً ..ومشاعراً.
وبدات الحكاية..
كانت تزداد شوقاَ..تنتظر رجوعه من الغربة..
كانت الذكريات..والامال وقودها فى غيوم الحزن..ودهاليز الحياة..وتنظر الرجوع..
واى رجوع..
كان قلبها المسكين يتلهف..يعتذر..يبرر كيفما شاء..مرت سنتين ونصف وكانهما مائة من دهر الزمن..وبرغم هذا كانت تنتظر رجوعه بقوة..
هى ما زالت على زعدها..سوف تنتظره الى الابد..مازالت تتلذذ حرارة اللقاء..
الدهر الاول ونقصد السنة الاولي..مرت بآلامها..وطعونها..وبقى دهرً آخر..
قابلته بكبرياء..بقوة..وكانها شجرة نخيل تقاوم عافة مدوية..
فى حلم..فى صدق..فى حقيقة..فى فرحة..
بقى من الرحلة اسبوع واحد فقط..
كل العالم بنظرها سعيد لسعادتها..كل الطيور والاشجار باشاكلها وانواعها تغنى لشوقها..وتللك السعادة المنتظرة لم تكن تنتظر الهدايا انواعاً او اشكالاً ..لا لم تكن تريد..
تريد فقط ان تكون فى احضانه طوال عمرها المتبقى..بعدما عانت من غربته وكانها صحراء قاحلة لا ماء..ولا شجر..ولا ظلال..
غـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ داً يصل حبيبها..
كانت فى غيبوبة فرح لم تفق الا فى صباح ذلك اليوم الذى سيحضر حبيبها..
ذهب الجميع لا ستقباله وكانت فى صحبتهم واعلن المنادى بوصول الرحلة القادمة من الغربة..هبط المسافرون جميعاً الا حبيبها...
انقبض قلبها..قلب اهله..ازدحم الناس..يتعانقون..كانت تريد ان تذهب الى الطائرة..وتنتظره عند السلم..
تنتظره..وتنظر لماذا تاخر..
حاولت ان تذهب الى الظائرة مرات ومرات ولكن لن تستطيع..
وماهى الا لحظات حتى خرج من الجهة السفلى من الطائرة..صندوق ابيض يحمل اسم حبيبها...
لم تصدق ..اصيبت بحاله هستيرية..حطمت كل شي حولها..وكانها بركان ثائر..
نظرت ما بداخل ذلك التابوت..فاذا به ..
من حملته آمالها فى هذة الحياة...
انه حبيبها..
انهارت اعصابها..اغشى عليها حتى فارقت الحياة..ودفن جثماناهما تحت التراب...
وبكى الناس..
بكت الطيور..حزنت الاشجار..
وغاب..
غاب..
غاب..القمر