بعض الأزواج يعيشون تحت سقف واحد، ولكن كل واحد منهما يعيش حياته منفصلاً عن الآخر.. حياة صعبة، يصعب وصفها بأنها زواج؛ لانعدام مقوماتها وهي التراحم والتعاطف، كما لا يمكن وصفها بأنها طلاق لأنه يوجد ارتباط شكلي، مجرد خداع اجتماعي، حقيقة جوهرها زوجان لا تجمع بينهما عاطفة مشتركة، ولا يشارك أحدهما الآخر آماله وآلامه، وتكاد تعتمد حياتهما على مجرد الوجود المادي وهو تواجد قد تنعدم فيه المشاركة، حتى في مجرد اللقاء العادي العابر بينهما. وقد يصل هذا الحال إلى الطلاق الرسمي، ترى ماذا وراء هذا الجمود العاطفي؟ ولماذا يحدث الطلاق في مثل هذه السن؟
"نادية. أ" امرأة مطلقة عمرها 55 عامًا لم تنجب أطفالاً، قالت: إنها تعيش حياة صعبة بعد طلاقها من زوجها حيث تشعر بأن الجميع تخلى عنها، كما أنها لم تعد تثق بالرجال بعد طلاقها حيث إنها وهبت زوجها مالها لأنها كانت تثق به إلا أنه غدر بها واكتشفت أنه تزوجها فقط لمالها.
وتضيف قائلة: "إن نظرة الناس إلى المرأة المطلقة لا توجد فيها رحمة حتى لو كانت مظلومة حيث إنها محاسبة على جميع تصرفاتها، وتُعامل وكأنها متهمة رغم أنه لا ذنب لها في طلاقها من زوجها"، مشيرة إلى أن المرأة المطلقة في مثل سنها تحتاج إلى الرعاية والحنان غير أن الناس لا يتفهمون تلك المشاعر، والمرأة في عمرها هذا تجد صعوبة كبيرة إذا حاولت أن تبحث عن عمل يُدرّ عليها دخلاً تعيش منه خاصة بعدما أخذ زوجها مالها حيث ينظر لها أصحاب العمل بأنها امرأة غير منتجة.
وقالت "هدى. ع" وهي امرأة مطلقة عمرها 52 عامًا ولديها أولاد: إنه بعد طلاقها تم صرف نفقة لأولادها غير أنها لا تكفي لمصاريف أولادها في المدارس والجامعات، فحاولت اللجوء لأقاربها غير أنهم يعاملونها باحتقار لأنها مطلقة، مشيرة إلى أنه حتى أحد أبنائها تأثر تأثرا بالغا من طلاقها؛ لأنه عندما أراد أن يتزوج تعرض للاستجواب من قِبَل والد الفتاة التي كان ينوي الزواج بها عن سبب طلاق والدته، علمًا بأن زوجها طلقها لأنه أراد فقط أن يتزوج بامرأة أخرى فَرضت عليه ألا يكون مرتبطًا بامرأة غيرها.