[c] [/c]
تعبتُ ...
من جسد قاربت عليه اصوات الطفولة ،
ولت هاربة من بقاياه ،
حاولت ان تزرع بداخله نبتة خضراء ،
انبتت اللون الاسود ،
وابقت القاتم على كل خطوة يخطوها ،
.
.
تعبتُ...
كلما اسير على جسر ،
اخاف ان اقفز منه الى نهر لا يحمل الماء الابيض ،
كلما اقترب من احدا اطرافه ،
اتخيل خرير المياه ،
يداعب جبيني ،
ويدفء انظاري الدامعة ،
وعند الاستيقاظ ،
اجده فارغا ،
كظل شجرة عارية ،
خُرت من تعب السنين ،
ولبست ثوبا جديدا آخرا ،
هرولت منها اعشاش العصافير ،
بحثا عن اخرى..
.
.
تعبتُ ...
من خطوة تلو الاخرى ،
كلما نظرت امامي اجد آثارها ،
لكن عجبا ، خطواتي ليس لها تاريخا ،
قدمت من المدائن المنسية ،
من عصر يعترف بحقوق الابتسامة ،
آتية الى عصور لا تعرف حروف الهجاء ،
.
.
تعبتُ ...
من عبارات تخنق دروبي ،
تقتل صمتي ،
تحجز حروفي على باب يحمل قفلا ،
.
.
(اذكر هناك ،
طفلة ، تمارس الطقوس فوق احجار تجمعها ،
ترسم عليها الوجوه ، وتضعها في حجرها ،
وتقفز ، تقفز عاليا ، محاولة ان تصل الى السماء ،
وما ان تقع ،
تنهض مجددا ، وتقفز عاليا عاليا عاليا)
.
.
(اذكر هناك ،
طفلةٌ ، تكتب على اوراقها البيضاء ،
قوس قزح ، حين رأيته بعد هطول المطر ،
ادركت انه سحرا ، اعجبها ،
وما انتهت من حلمها ، علقته فوق سريرها ،
قالوا لها: سيظهر في حلمك الليلة)
.
.
(اذكر هناك ،
طفلةٌ ، تداعب القطة ، تركض ورائها ،
كالمجنونة ، تريد امساكها ، واحتضانها ،
كما تفعل امها معها..)
.
.
(اذكر هناك ،
طفلةٌ ، استيقظت من سباتها)
.
.
تعبتُ ...
.
.
زخات المطر
وبقايا سحاب