يقولون...إن علاقة الشاعر بالليل,هي علاقة لقاء
المبدع بالإبداع..فالشاعر الحقيقي يستقبل دجى الليل
بابتسامة وينتظر منه أن يمده ـــ أي الليل ــــ بالإلهام
الذي يحرك الشاعر الذي بداخله في فضاء السكون,
وعالم اللامكان...
والذي لا علاقة له بالقصيد,قد تظهرعلى وجهه
ملامح الدهشة, وقد يتساءل: كيف يرتبط الشاعر
بالليل الذي يلفه الظلام والوحشة والقسوة..؟!
هنا أجيب : كيف لايرتبط الشاعر بالليل,وهويسدل
ستائره على الكون, ليعم الهدوء والسكون..؟ وكيف لا
يرتبط الشاعر بالليل, وهو يحلق بالشاعر في دنيا
الخيال الخصب,والرمانسية العذراء..؟
إن هذه العلاقة الوطيدة والأدبية بين الشاعر والليل,
هي التي تنسج خيوط القصيدة,وتغزل منها أبياتاًًً
تسكن قلوب متذقي الشعر..فالشاعر يرى في ظلام
الليل نور الإلهام,ويرى في قسوته الحنين والشوق والهيام..
فكم قصيدة ولدت على ضفاف الليل, وكم شاعر خرج
من سكونه بأشعار لا تموت.......