بسم الله الرحمن الرحيم
فخرجت من غرفتي استطلع الامر فإذا بي اصدم حيث ارى امي ممدوده على الارض وبدون حراك فشعرت بخوف شديد وتحشرجت الغصه في حلقي وجفت حنجرتي وشعرت بانتفاضه الجمت لساني فكنت انظر الى ما يحدث في فزع ودون إدراك مني حقيقتاً لم استطع تذكر التفاصيل جيداً فكنت انظر الى امي في ذهول ودهشه وكل تلك الحركات التي قام بها زوج خالتي وطلب الاسعاف وشتمه وقذفه بالسباب في وجهي وقولهم اني شؤوم عليهم وتحرك الاخرين من حولي وصراخهم المستمر ودوي الاسعاف ومحاولة انعاش القلب واخذهم لامي ونظرات اقاربي التي تقول اني انا السبب بما اصاب امي ووصفهم لي بالتعيسه المحبطه 0 كل ذلك لم اشعر به حتى اني لم اشعر اني لم اكن موجوده أنذاك فكانت الدموع تسيل على وجهي في صمت وقلبي يدق بقوه تصم الاذان 0 ولم اشعر بنفسي الا وتلك الصرخه تخرج من فمي 0 فكنت ارى امي تُحمل وتنقل الى الخارج 0 فركضت لاهثه اصرخ امي 000 امي 000 لا تذهبي ابقي بجانبي ، ابقي بجانبي يا أُماه 0 فكانت الكلمات بعيده عن لساني والدموع قريبه من عيني فوقفت ذاهله اسمع دوي الاسعاف يبتعد فجثوت على ركبتي انتحب ولم اشعر باي شيء بعدها 0 وكأن حزني على فراق امي افقدني الوعي فكنت استيقظ وانتحب ومن ثم اعود للنوم مرة أُخرى فأنتزعت مني المراره كل احساس لي بالحياة وتوقفت دموعي كأن لم يتبقى دموع في عيني فكنت اسمع للاخرين في ذهول ما يواسونني به واشفاقهم علي ولا افهم 0 ومع مرور الايام اصبحت انا نفسي لا اعرف وفي ليلة بارده معتمه دخل زوج خالتي عليّ في موجه عارمه من الغضب والسخط وابتدا الكلام بشتمي وبإشمئزاز 0 فلم يكن مني الا ان اسئله ماذا يريد الآن لماذا تفعل بي كل هذا 0 فرد علي بصوته المتملل كصاعقة البرق بأنه لايردون ان اعيش معهم وان لم ارغب بذلك فسوف يجبرني على ترك المنزل وانه لايريد لقطاء في منزله وخرج كما دخل كالصاعقه مغلق الباب ورآه بقوة تحركت لها كل تلك المشاعر وكل ذلك الحزن المكبوت وتجلت الدنيا في عيني فظهرت سوداء قاتمه وفاضت عيناي بالدموع وانا اشعر بغربه اشد من تلك التي كنت اشعر بها اصلاً 0 ولم اجدني الا وانا ارفع سماعة الهاتف واطلب الرقم الذي احفظه جيداً فأجاب (نعم) ولم اتحدث بكلمه واحده ولكن بكائي ونحيببي هما من كان يعبران عني واخذ يستمع في صمت حتى انتهت موجة البكاء التي المت بي فقلت بصوت مخنوق وحزين تشوبه العبرات 0 لقد ماتت ، ماتت من كانت اماً لي ، ماتت من كانت تشعرني بوجودي ، من كانت تحنو علي ، من كانت ترفق لحالي ومن كانت ترأف بي وتشفق علي 0 لقد رحلت وأخذت معها كل تلك الزهور الجميله التي كنت اراها في هذه الدنيا ذهبت وتركتني اجتر آلامي ذهبت وتركتني مع احزاني رحلت دون عوده 0 من يحنو علي الأن من سيضمني بين ذراعيه ومن سيحل لي ضفيرتي ، من سأُقبل يديه امتناً ومعروفا الأن ، من سوف يواسني في حزني ومن سوف يداويني في وجعي ومن يؤنس وحدتي ، لقد جف ينبوع الحنان قبل اونه من سيرشدني الأن ومن سيدافع عني ، من سيقف في وجهه الحياة ويُعينني عليها ومن سيعاونني ضد تقلبات الزمن 0 تركتني هكذا خالية الوفاض لا يوجد من يرد الظلم عني ولا من يحملني بين ذراعيه في حنان ، اشعر اني شريده خاليه من أي سلاح ضد الظروف واكملت بصوت مخنوق غير مفهوم تقطعه التنهدات 0
رحلت من كنت ارى من خلال عينيها واتنفس من خلال رئتيها واحس من بين يديها ، رحلت من كانت ردائي الدافي في الشتاء ومن كانت دوائي عند البلاء ذهبت من كانت تسهر على راحتي ومن يصبر على حالتي ومن كانت ملاذي ومأوي 0
من سيقص علي القصص الحلوه التي احبها ، من سيخبرني اني اصبحت اجمل ألأن ، من سيقول لي أنني لن اكون وحيده بعد الأن ومن سيقف ضد ظلم اقاربي ومن سينتشلني من البؤس والشقاء الذي انا فيه الأن 0
فسمعت صوته العذب يقول : يا طفلتي الصغيره هوني عليكي ، ويا اختي العزيزه اصبري ، ويابنيتي الجميله أصمدي ، وكان يلقبني بكل انواع القرابه والصله التي كنت بحاجه اليها الأن 0 فقلت له: يا أبي اتعلم انه من كانت امي وابي قد رحلت الأن وأيضا ياخي أن من كنت ارى فيها اخواتي وعائلتي ذهبت وتركتني ، وتعلم اني يتيمه الوالدان الأن اتعلم ما هو هذا الأحساس الذي احسه نعم انا اعرفه الأن لقد تذوقته بعد موت امي 0 فهو صبر مر علقم لا طعم له غير المراره ولونه اسود كعتمة الليل الذي بداخلي 0 نعم اني يتيمه الأن على الرغم من وجود والداي ربما يعتقد البعض ان اليتيم هو من توفى احد والديه او كلاهما ولكن انا اقول ياسيدي ان اليتيم من ترى له اما تخلت واباً مشغولا ، وتعلم يا سيدي ان زوج خالتي ينعتني باللقيطه فما ابشع ما قاله وما اقربه الى الحقيقه ، فهو الأن لا يريد رؤتي ويريدني ترك منزله واظنني لا أريد العيش الأن 0
فيا ,صديقي جد لي وسيلة ايهم أفضل لكي أنهي حياتي واقتل نفسي ؟ أ أموت خنقاً فذلك مفزع لأنه بطيء ؟ او أموت حرقاً وهذا أيضا مؤلم لأنه فظيع او اموت غرقاً فهذا مريع أو اموت من فوق هوه عاليه ربما ذلك هو الأنسب لأني كنت اتمنى الطيران على غير ارض فتحدث الرجل أخيراً وقال : أأنتهيتي من جنونكي يا بنتي أو قلتي كل ما لديكي مت تفاهات عن الموت ( اسمعيني الان جيداً حتى انتهي انا ايضاً 0 ليس كل من حلت عليه مصيبه ينتحر وليس كل من لم يجد مؤى له يجن ويقرر الموت وليس كل من يجد نفسه ضائعا وشريد يُنهي حياته 0 اعلم ان مصابكي اليم وان فاجعتكي مريعه وأن وجعكي لا يطاق ولكن الحياة ليس فقط للذين يُردون العيش بها بل ايضاً للذين لا يردون العيش فيها 0 هي لنا لنحيا فيها وليس لكي نسخط عليها 0
اصبري واقول اصبري وانا اعني بقولي هذا الصبر العظيم لأنه ليس من السهل على المرء ان يفقد والديه مرتين بُنيتي ويا طفلتي اصبري ويا حبيبتي تجلدي ، ويا صغيرتي هوني عليكي ، لأن الموت ليس الخلاص الوحيد ابحثي عن خلاص آخر حاولي ان تكوني قويه يُضرب بها المثل ، حاولي أن تكوني عظيمه يتمنى الغير أن يكونوا مثلها ، حاولي ان تكوني شجاعه فيحسدها الأخرين 0
ابنتي تحملي واصمدي أرجوكي لا ترتكبي حماقه لا يكون الخاسر فيها إلا انتي 0 فقد كانت لي ابنه في مثل عمركي تقريبا وفقدتها أخذها المرض مني ، فتركني وذكرياتي اعاني فأنا الأن قاضياً يعدل مع الجميع ولا يعدل مع نفسه فلا تكوني مثلي وانظري الى نفسكي فربما انتي جميله فعلاً فمن يملك روحا مثل روحكي سيكون جميلاً ومن يتحمل مثلما تحملتي فهو قدير ومن تأتيه من البلايا والمصائب ما جائكي ويصبر كما تصبرين سيكون عظيماً فلا تبعثري الأشياء الجميله التي أنتي عليها الأن في لحظه طيش ويأس 0 او تفقدي القوة التي تحملينها انتي في لحظة غضب 0
واذا احببتي انتصبي غدا امام القضاء وقاضي من كان يظلمكي ، قاضي الأيام إن احببتي قاضي والديكي اللذان تخليا عنكي او قاضي اقاربكي او زوج خالتيكي او امكي التي ربتكي قاضي من تظنين انه ظلمكي من اعتدى على راحتكي من سلبكي برأتكي 0 قاضي كل ذلك وانا اقف واعدل بين من تقاضين 0
والأن ايها القاضي انت طلبت مني المثول امام القضاء ، فهل انت قادر على انصافي ؟ سيدي ان كنت تريد انصافي بلغ رسالتي لكل من عليه مسؤليه ولا يتحملها لكل زوجين بينهما اطفال يركضون 0
اقول : لا تظلمونا بحيث تنجبونا وتتركونا ، واقول ايضاً لا تدعونا على قارعة الطريق وتقولون انهم سوف ينمون ويكبرون ويتعلمون وحدهم ، ولا تتركونا نهيم على وجوهنا في طرقات هذه الحياة وتقولون ان الحياة خير معلم وخير مدرسه ، فلن نتعلم ما لم تعلمونا ولن نفهم اذا لم تحاولو إرشادنا، ولن نقف إلا إذا امسكتم بأيدينا 0 ارجوكم انظروا الينا فنحن نكبر وننضج ونريد من يوعينا اتوسل اليكم مدوا أيديكم فيداي ممدوتان ومدت يدها تستجدي عطف الأخرين وحبهم ، مدة يدها في حياء و الألم يملاء وجهها وحين لم ترى يداً تأخذ بيدها او عيناً تنظر بعينها طأطأة راسها وولت هاربه تهيم في طرقات المدينه 0
بااااااي بطه اللذيذه :( :( :( :(