المشكلة في عالمنا العربي ليست في عدم معرفة الحق، وقد لا تنقصنا المعرفة، وإنما مشكلتنا تكمن في عدم الإلتزام بأخلاق هده المعرفة،والإلتزام بنتائجها، والتضليل الدي يمارس علينا صباح مساء،وكأننا مصرون على الإحتفاظ بالهزيمة وتهيئة الظروف للإبقاء عليها، فالمآسي التي نعيشها، ويتلظى بنارها يوميا أبناء الأرض المحتلة أصبحت بالنسبة لكثير منا مادة للإعلام ? وموسما للإحتفالات وصناعة المؤتمرات والتنقل بالطائرات ونزول الفنادق، وفرصة لبناء الزعمات ? ولو أن ما أنفق على المؤتمرات والأسفار والإحتفالات احتجز بعضه للإعداد للجهاد، أو وضع في سبيل تربية الجيل على الإحساس بقضيته والإعداد لها وتبصيره بأبعادها حقيقة لتغيرا لحال،كن قد تكون مشكلة الأمة وجماهيرها المسلمة في بعض من يتقدمون لمعالجة القضية، دلك أنناأصبحنا اليوم نسمع خطبا، ونقرأ كلاما،ونطلع على مشاريع للحلول تجاوزت كل عقل ودين ووطنية ومطق، وهيتسير بنا من سيء إلى أسوأ،وهكدا فالعد التنازلي، مستمر والراجع متسارع، وتسويغ الهزيمة جارعلى قدم وساق ?وما كان قبل سنوات يعتبر من الخيانة العظمى أصبح طرحه اليوم ومناقشته أمرا طبيعيا
والمطلوب منا كجماهير أن نروض على ذلك، حيث لا يكتفى بحالة العجز والمحاصرة التي فرضت علينا،بل لابد لنا أن نغير عقولنا، ونبدل قناعاتنا، فنكتب للمنكر ونصفق له، ونروج على أنه معروف ? إنه الإصرار على تسويغ الواقع وفلسفة الهزيمة ? وقلب القيم ? والقراءة الخاطئة التي يراد أن نعلمها للأجيال لقادمة لتتوارث العجز، وتدمن الدل والهزيمةن وتنمو فيها حواس الهوان والإنكسار، وقبول التضليل السياسي، وهنا مكمن الخطر