حلم عذب وواقع كرب
منذ الصبا وريعان الشباب
رسمت لك صورة في مخيلتي
فكان قلبي بروازها
واحساسي كلماتها
ومشاعري حروفها
وحبي الوانها
كم كانت تلك الصوره جميله
خلابة في مظهرها
متكاملة في رونقها
بديعة في تنسيقها
فوجهه بدر البدور
وجبينه يسطع كالبلور
وعيناه تبرق كالنور
انفه الشامخ كالجبل
وشفاهه يأخذ الورد منها صفاته
وجماله وعذوبته وعبق اريجه
نطقه الدر المكنون
نثره جواهر وفنون
خطوته بالكاد تسمع له حسيس
يقوم كنسمه
ويمشي كمهره
يصبح كزهره
ويمسي كجوهره
ان خطى للامام خطوه
نبض قلبي يناديه
فهي لاترى سواه
فحسها هو هواه
ودمها قد حواه
قد يغفو القلب ويصحو
فلا يجد لهواهو
يعيش قلبا محطم
بورا وقصر مهدم
فلا يعود للاحساس حس
ولا للشعور شعور
ولا للعاطفة عطف
كون الشفاء لحزني
وصدرك موضع رأسي
وبالحنان اشعرني
همي وغمي ازيل
دنياي انساها عندك
لاتسوى ضمة يدك
فهذه حياتي
ذلك كا ن حلمي اما الحقيقة صدمه
فلم يكن الحبيب كتلك الصورة التي رسمها خيالي
صدمت وذهلت
دقات قلبي ترثى لحالي وتقول يامسكينة
كم كنت واهمه وواهمه وواهمه
اوقف حياتك نهرا حزينا
يشرب منه كل بائس
وينتحرفيه كل يائس
اجعلهيا بحرا هائجا
يغرق كل متجبر وغاطس
فليلك اصبح لا نهار له
وقمرك امسى بلا نور
ولا سمار
شرابك السراب
وزادك العذاب
وفرشك الاكتآب
ولحافك التراب
والى ذلك انت تسير
فتلك هي حياتك