العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 26-07-2006, 04:39 PM   رقم المشاركة : 1
حـــبَـــوب
( ود نشِـط )
 






حـــبَـــوب غير متصل

لا أسرائيل أسد ولا نحن نعاج (أقروها على رواقه وأفهموها)

عن معنى الكرامة

لا إسرائيل أسد ولا نحن نعاج!

هذه الواقعة حكتها لى زوجة دبلوماسى أجنبى تعرفت اليها فى القاهرة.. قالت:
أثناء فترة عمل زوجى فى اسرائيل. كانت شرفة بيتنا فى القدس تطل على حاجز أقامه الجيش الاسرائيلى فى الشارع لتفتيش الفلسطينيين.. وقد لاحظت أن جنديا اسرائيليا من الواقفين على الحاجز.. بعد أن يفحص أوراق الفلسطينيين كان يصوب نحوهم مدفعه الرشاش ثم يلقى اليهم بفوطة ويأمرهم بتلميع حذائه وطبعا لم يكن أمام المواطن الفلسطينى الا أن يذعن.. فبضغطة واحدة على الزناد يستطيع الاسرائيلى أن يمزق رأسه. أو على الأقل يأمر باعتقاله فيقضى فى السجن سنوات طويلة
سألتها:
هل تكرر هذا التصرف..؟
كثيرا.. ولا أستطيع أن أصف لك مدى ألمى وأنا أرى رجالا فلسطينيين ينحنون وفوهة المدفع مصوبة الى رؤوسهم ثم يلتقطون الفوطة ويلمعون حذاء الاسرائيلى.. كانت وجوههم عندئذ تفيض بالمهانة والعجز.. حتى مر على الحاجز ذات مرة شاب فلسطينى لا يتجاوز العشرين من العمر.. فتغير الموقف تماما
ماذا فعل..؟
رفض الشاب أن ينحنى ويلمع الحذاء.. قال للجندى ان اوراقه سليمة وليس من حقه أن يطلب منه ذلك فلما هدده الجندى بالقتل صاح فى وجهه. اقتلنى مائة مرة لكنى لن ألمع حذاءك....
وماذا فعل الجندى..؟
الغريب أن الجندى عندما وجد مقاومة حقيقية من الشاب تراجع عن طلبه الشاذ. تظاهر بأنه تلقى مكالمة مهمة على هاتفه المحمول ثم أشار للشاب أن يعبر الحاجز.
تأملت هذه الواقعة فوجدت طريقتين لفهمها.. هناك منطق يعتبر الشاب الفلسطينى متهورا يرتكب مغامرات غير محسوبة لأنه تحدى جنديا اسرائيليا مدججا بالسلاح وعرض نفسه للموت والاعتقال؟.. بينما كانت الحكمة تقتضى أن ينحنى الشاب ويلمع حذاء الاسرائيلى وبالتالى يفوت عليه الفرصة ولا يعطيه ذريعة لقتله..؟ هذا المنطق يعتبر نجاة الشاب من الموت غاية كبرى يجب تحقيقها بأية وسيلة مهما تكن مهينة.... أما المنطق المقابل الذى تبناه الشاب الشجاع فيتلخص فى كلمة واحدة.. الكرامة.. فالانسان يختلف عن الحيوان فى حقيقة أن احتياجاته الأساسية تتعدى غرائزه.. الحيوان لايحتاج الا للأكل والشرب والجماع. فاذا أشبع غرائزه لم يعد محتاجا الى شيء.. أما الانسان فان احتياجه الى المعانى مثل العدل والحرية والكرامة أهم لديه من الأكل والشرب. الانسان ينتفض دفاعا عن شرفه بغير أن يخشى العواقب. لأنه يفضل الموت بكرامة على العيش الذليل..ويعلمنا التاريخ أن الأمم العظيمة التى كانت مستعدة للموت فى سبيل مبادئها وشرفها وكرامتها هى التى انتصرت دائما. حتى لو كانت أقل عددا وتسليحا.. فقد انتصر المسلمون الأوائل على قريش والفرس والروم. وكانوا دائما الجانب الأضعف بحسابات القوة. و انتصرت فيتنام الصغيرة على أمريكا الجبارة. كما انتصر عدة ألوف من مقاتلى حزب الله على اسرائيل وأجبروها على الانسحاب من جنوب لبنان..ان شجاعة الأمة واصرارها على انتزاع حقها هو ما يصنع النصر. أما العبيد الذين يتخلون عن شرفهم مقابل الاحتفاظ بحياة ذليلة. فان مكانهم دائما مزبلة التاريخ...
هذا المعنى يجب أن يحكم نظرتنا الى العدوان الاسرائيلى الهمجى على أهلنا فى لبنان. فأنصار الحكمة الزائفة. يدعون الى التهدئة بأى ثمن حتى لو أدى ذلك الى تلميع الأحذية وتقبيلها وهم يلومون حزب الله على أنه مارس حقه المشروع فى مقاومة جيش يحتل أراضيه. فقام بأسر بعض جنود الاحتلال ليبادل بهم نساء وأطفالا يعتقلهم العدو الاسرائيلى.. بينما. بالمقابل. يقف حزب الله ومعه ملايين العرب والمسلمين فى صف المعانى الانسانية النبيلة.. فيعتبرون الذل أسوأ من الموت والكرامة أهم من الحياة...ان المحنة التى يتعرض لها أهلنا فى لبنان قد أثبتت عدة حقائق:
1- ليست اسرائيل قوة لا تقهر كما تصور نفسها. فها هى آلة الحرب الاسرائيلية الجبارة بعد أن قتلت مئات الأبرياء فى لبنان. عاجزة فعلا عن هزيمة حزب الله أو حتى اضعافه..ومازالت صواريخ المقاومة تنهمر على المدن الاسرائيلية.. ولأول مرة فى تاريخهم يذوق الاسرائيليون رعب الموت الذى طالما أذاقوه لشعبنا العربى فى فلسطين ولبنان
2- ان الأنظمة العربية بتخاذلها المشين. لم تسقط فقط فى عار التخلى عن لبنان بل وساعدت أيضا فى العدوان عليه.. ولو أنها تمسكت بالحق واجتمعت ارادتها على الضغط من أجل وقف العدوان لكان قد توقف حتما.لكنها. على العكس قامت بادانة المقاومة اللبنانية مما أعطى المزيد من الغطاء الدبلوماسى للعدوان ورفع الحرج عن العواصم الأوروبية التى اندفعت لتأييد اسرائيل بعد ما أيدها حكام عرب. ومن المفارقات أن الخصوم السياسيين التقليديين لحزب الله فى لبنان امتنعوا عن ادانته ووقفوا صفا واحدا للدفاع عن بلادهم بل ان التأييد الرسمى الوحيد للمقاومة اللبنانية جاء من خارج العالم العربى.. من شافيز وأردغان. رئيسى فنزويلا وتركيا...
3- ان تخاذل الحكام العرب لا يرجع الى عيوبهم الشخصية وانما الى طريقة توليهم السلطة. فقد جاءوا جميعا الى الحكم عن طريق الوراثة أو الانقلابات العسكرية. وهم بالتالى لا يعبرون عن مواطنيهم ولا يمثلونهم. و يعلمون جيدا أنهم لولا الدعم الأمريكى لما استمروا فى السلطة يوما واحدا.. ولو أنهم كانوا منتخبين لحرصوا على ارضاء ناخبيهم باتخاذ المواقف المعبرة عنهم. لأن هؤلاء الناخبين الذين أوصلوهم الى السلطة قادرون على اقصائهم عنها عبر صناديق الانتخاب.. ان محنة لبنان. مثل عشرات المحن التى عشناها تؤكد من جديد أن أعداء هذه الأمة ليسوا الا حكامها. لأنهم تسببوا بفسادهم واستبدادهم فى هزيمتنا وتخلفنا. ان حربنا على اسرائيل يجب أن تبدأ من الداخل.. ولو أن لدينا حكاما منتخبين لما استطاعت اسرائيل أن تهزمنا أبدا.. مهما تكن قوتها...
4- لم تخل المحنة على قسوتها من فقرات ساخرة. تنتمى الى مايسمى فى المسرح بالكوميديا السوداء. تلك التى تضحكك وتحزنك فى الوقت نفسه..فقد ظل النظام المصرى غارقا فى صمت عميق وأهلنا يذبحون فى لبنان ثم أعلن ادانته للمقاومة بدلا من اسرائيل التى لم يجرؤ حتى على الاشارة اليها بكلمة واحدة.وأخذ كتبة الحكومة المنافقون يهللون ويكبرون للرئيس مبارك ويؤكدون أنه يبذل جهودا مضنية لحل الأزمة.. وقد تخيلت أن الرئيس مبارك سيدعو الى الى قمة عاجلة لوقف العدوان أو يسافر بنفسه الى لبنان أو يطرد السفير الاسرائيلى أو يستدعيه ليبلغه اعتراضه أو حتى يرسل معونات عاجلة للضحايا.. لكنه لم يفعل شيئا من ذلك وتبين أن جهوده المضنية تتلخص فى اتصالاته المكثفة..ولا يعرف أحد ماجدوى هذه الاتصالات..؟.. ولماذا هى مكثفة وليست متوسطة الكثافة أو مخففة؟!.. ويبدو أن أحدا لا يرد على اتصالات الرئيس مبارك لأنها لم تغير أى شيء ولم تضف جديدا فى أى مجال. وقد كان منظر وزير الخارجية المصرى أحمد ابو الغيط يبعث حقا على الرثاء وقد بدا عليه الاضطراب والفزع. كعادته كلما رأى كونداليزا رايس. التى أعلنت بصفاقة أن وقف العدوان لم يحن وقته بعد.. فلما جاء الدور على أبو الغيط تمتم ببضع كلمات لم يفهمها أحد وحرك يديه الى أعلى ثم هرع بسرعة خارجا من القاعة قبل أن يتورط فيما لا يحمد عقباه أو قبل أن تغضب منه كوندوليزا رايس فتوبخه أمام الناس كما فعلت من قبل...لا أفهم كيف يتوسط الرئيس مبارك لاطلاق سراح جنود اسرائيليين يحتلون أرضا عربية. بينما هو نفسه لم يحرك ساكنا عندما قتلت اسرائيل جنوده المصريين.. ألم تستوقفه هذه المفارقة..؟..ألم يسأل نفسه :لماذا تقيم اسرائيل الدنيا وتقعدها من أجل جندى واحد لديها.. بينما هو لا يفعل شيئا على الاطلاق من أجل مواطنيه الذين يموتون كل يوم برصاص اسرائيل أو من فرط التعذيب على أيدى جلادى الشرطة أو غرقا فى عبارات الفساد والموت..؟.. منذ أيام كتب الأستاذ مجدى مهنا فى جريدة المصرى اليوم.. فحكى أنه خلال اجتماع الرئيس مبارك بمجموعة من الصحفيين المصريين طلبوا منه أن يأخذ موقفا حازما ضد استفزاز اسرائيل المتكرر على الحدود المصرية فاذا به يضحك قائلا: أنتم عاوزينى أحط رأسى فى فم الأسد..؟
هذه الجملة حتى لو كانت دعابة تعكس مأساة حقيقية.. فمعنى ذلك أن الرئيس مبارك يرى أن اسرائيل لا تقهر أبدا وهو بالتالى يبذل كل ما يستطيع لارضائها. ونحن نسأل اذا كانت اسرائيل أسدا مرعبا فى رأى الرئيس فما الذى أحالنا نحن الى نعاج ضعيفة بلاحول ولا قوة..؟ لماذا لم نعد عدتنا لكى نقف فى وجه الأسد المرعب اذا غدر بنا..؟ اليس هو المسئول الأوحد عن ذلك وقد حكم مصر ربع قرن وصلنا فيها الى الحضيض فى كل مجال..؟. ان النظام فى مصر قد انتهت صلاحيته ولم يعد لديه ما يقدمه الا المزيد من التبعية والتخاذل فى الخارج والمزيد من القمع والأكاذيب فى الداخل. الديمقراطية هى الحل.. عندما يصير المصريون مواطنين أحرارا ينتخبون من يحكمهم، سيأتى الى الحكم من لا يعتبر اسرائيل أسدا مرعبا ولايسمح أبدا بأن نكون نعاجا ضعيفة.. عندئذ فقط. سوف نحصل على حقوقنا وكرامتنا المهدرة

د.علاء الأسوانى

د. علاء الأسواني طبيب أسنان و روائي وهو مؤلف : عمارة يعقوبيان







التوقيع :
أنــا مــانــي هــذاك اللــي ألا ضــاقــت عــلــيــه يــعود

أنـا يالـضـيـقـه تـنـسـفـنـي يـأمـا الـضـيـقـه أنـسـفـهـا

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:03 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية