هذه الكلمات ليست لصوتك.. ولا لعينيك.. ولا لقلبك..
و لا حتى.. لأجلك..
إنها لبوحك..
بوحك الذي آلمني..
ليلة اغتصبنا معاً بعضَ اللحظات.. لنسفح دماء الكآبة ..
... ... ...
لحظات.. آلمتني.. و سلمتني للكآبة..
شاشة هاتفي اغتسلت بدموعي مع رياء الضحكات التي كنت اغتصبها لأجلك ..
و استقبلتُ بالبكاء وجه الفجر..
و برغم كل هذا.. فإني لم أهتم لأي شيء.. حسبي أن تكون قد حررت نفسك قليلا.. وليكن ألمي قرباناً لابتسامتك.. فهل ابتسمت؟؟
بوحك.. تجليك.. ألمك.. بعضي.
لا أخاف على نفسي.. بقدر خوفي عليك..
أخرجني الألم الكامن في صوتك من فراغات الكلام الذي لا يقول شيئاً.. و أخذني لنغتسل معاً من تراكمات الزمان الرديء.. تحت زخات الصمت الذي يحمل كل آه.. و يقول كل شيء..
آلمْتـَنـِي.. بالقدر الذي تمنيت فيه أن أقف أمامك.. أصد عنك الصفعات.. أتلقاها بدلاً عنك.. أتلقاها حتى وإن كنتُ لن احتملها..
أتلقاها لأنك لا تستحق هذا الألم و إن كنت أقدر مني على احتماله....
روحك طـُهر.. و حولك عالم دنيء..
أشفقت عليك.. حتى من نفسك.. حين نبشتَ بمعاول ِ الكلام أعماق روحك.. وجثث ماضيك.. أشفقت عليك من بوحك..
ليتني أحول بينك.. وبين أي متاعب تحملها نفسك إليك..
أعماقك فجر.. اغتاله الزمن الرديء...
و لو كان بيدي أن أرتب بيدي حياتك.. لتقاسمت معك الفرح الشحيح..
أبكي معك..
و أبكي عنك..
و أبكي لك..
و لا يهم.. أن أبكي منك.. فقط.. لتبتسم.. فأنت أطهر من هذا الزمان الرديء.. و أنت أكثر براءة من عمرك.. ومن كل السنين..
لكن..
ليس بيدي إلا أن أسمعك..
لا تحرمني..
.. .. .. .. .. .. .. .. ..
.
.
.
.
.
و لأن الليل مظلم.. فقد تآمر مع الوقت الرديء.. واعتدى على لذة البوح..
انقطع الاتصال..
سلمت نفسي للبكاء.. و بقيت أسأل نفسي..
هل ابتسم؟؟
تحيتي ..
اختكم ..
حــبــي جــرحـــنــــي