في شارع الآلام أعيش...
في كل ليلة إلى شرفتي اخرج..
امعن النظر في الشارع الذي أمسيت احفظ تفاصيله..
فهناك مقهى الأحزان...
على تلك الطاولة الواقعة على الرصيف يجلس...
يجلس بأوراقه و قلمه و ينهمك بالكتابة....
ودونما أن ينتبه إلى نفسه يكون قد شرب ..
العشرات من فناجين القهوة و السجائر..
يلملم أوراقه يترك حسابه على الطاولة..
و ينسحب بكل هدوء كما دخل..
و اسأل نفسي ألا يمل ذلك؟
و انقل نظري إلى ذلك الساقي ..
يتنقل بين الطاولات ..
هذا يطلب شاي.. قهوة.. عصير.. شطائر..
ينظف ما خلفه ذلك الكاتب من أعقاب السجائر ..
و أكواب خاليه..
يخلع مئزره و يقفل المقهى و ينطلق إلى منزله..
و اسأل نفسي ألا يمل ذلك؟
و هناك إلى البعيد قليلا ..
تقف هي في محطة النسيان بانتظاره..
تحمل مظله تقيها المطر الذي بللها إلى مستوى الركب..
تمعن النظر بكل من يترجل الحافلة عله هو ..
و تعود خائبة من حيث أتت ..
اسأل نفسي ألا تمل ذلك؟
و هنا أسفل شرفتي يلتقيان ..
بعد أن نام الضوء في حضن المصابيح..
تمسك يده تهمس له اشتقت لك..
و أنا أيضا اشتقت لك..
لقد مللت انتظار الليل لكي ألقاك..
و تعتقدين أني احتمل عد الدقائق لأراك..
انه صعب على كما هو صعب عليك..
اصبري فلابد أن نجد حلا لذلك ..
فلتذهبي ما هي إلا دقائق و يستيقظ الضوء..
سأنتظرك غدا..
حسنا غدا..
و يغادر كلاهما في طريقه..
و اسأل ألا يملان ذلك كل ليله؟
و تأتي هي إلى خارج شرفتي..
تنظر إلى و تقول أما مللت انتظاري كل ليله؟
و كيف لي أن أمل انتظارك..
ابعد أن مل الصبر عن صبري أمل انتظارك..
انظر إلى سكان مدينتي فهم لا يملون ما يفعلونه ..
يوميا فكيف لي أن املك...