بين أخصائي التغذية مستشفى الملك خالد الجامعي الأستاذ إبراهيم محمد أبا الحسن أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) وجه
إلى ترغيب الأطفال في صيام شهر رمضان المبارك أو بعضة
تمهيداً لهم للقيام بهذا الركن العظيم مستقبلاً وسنتعرض هنا إلى العديد من التوجيهات
والنصائح الخاصة بصيام الأطفال والأخطاء التي قد تقع فيها الأسر
عند رغبتها في تعويد الطفل على الصيام، فمنذ البداية على الأسرة أن تبدأ في تدريب الأطفال على الصيام بعد دخول الطفل للمدرسة برفق ولين وتشجيع، على أن تكون البداية الحقيقية الجادة للصيام في الصفوف العليا للمرحلة الابتدائية وهي السنة الرابعة والخامسة والسادسة الابتدائية حيث يكون قد تجاوز سن العاشرة، مع مراعاة التدرج في الصيام بحيث يصوم الطفل أولاً إلى منتصف النهار ثم يبدأ في زيادة ساعات الصيام بشكل تدريجي وفقاً لقدرة الطفل وحالته الصحية وبنيته، وربما صام عن الأكل دون الشراب أو صام إلى نصف النهار ثم تناول ما يكفي ليكمل الصيام إلى الليل وهكذا بحيث نتجنب إرهاق الطفل أو إصابته بأي أثار جانبيه للصيام مثل الإغماء والجفاف والتعب الشديد خاصة عند الأطفال ضعيفي البنية أو ممن يعانون من أي مشاكل أو ظواهر مرضية.
وأود هنا بسط القول والإشارة إلى العديد من الملاحظات والأخطاء التي يجب أخذها في الحسبان عند الرغبة في تعويد الأطفال على الصيام:
التدرج في تكليف الطفل بالصوم كما ذكرنا سابقاً بحيث نصل في نهاية المطاف إلى تعويد الطفل على صيام اليوم كاملاً، وهذا الأمر قد يطول ويتطلب فترة زمنية طويلة بحيث تنجز المهمة خلال عدة سنوات وليس سنه واحدة. يراعى عدم إجبار الطفل أو ضربه أو معاداته أو الزعل عليه عند عدم مقدرته على إكمال الصيام أو ملاحظة تهاونه فيه ويجب أن تكون الدافعية والرغبة نابعة منه في ظل تشجيع من الوالدين والأخوان مع اختلاق الأعذار للطفل عند إفطاره قبل الموعد والثناء على الفترة التي قضاها بالصيام.
تجنب كل ما يقود إلى إفطار الطفل سراً.. أمنع إدخال الحلويات والشوكلاته والمشروبات المغرية خلال النهار، أشعر الطفل أن الكثير من الأطفال لا يستطيعون إكمال الصيام إلى الليل.
ابتعد عن مقارنة الطفل بالأطفال الآخرين خاصة عند وجود بعض القصور في أدائه وحاول إهمال ذلك التقصير والتركيز على جوانب القوة والجوانب الإيجابية لديه.
يمكن للطفل أن يقضي جزءاً من النهار في النوم (إلى الظهر مثلاًّ) خاصة عند عدم وجود المدارس في الإجازات حيث يستيقظ الطفل للصلاة وقد مضى ما يزيد على نصف النهار مما يشجعه ويدفعه لإكمال الصيام.
أوقف ممارسة الطفل لكرة القدم أو الانشطة الرياضية المجهدة أثناء النهار ويمكن للطفل ممارسة السباحة والمشي والأنشطة الرياضية الخفيفة والذهنية وهو صائم وتأجيل الرياضة المستهلكة للطاقة إلى الليل.
يجب إشغال الطفل وصرفه عن التفكير في الإفطار، يمكن إلحاقه بحلقة تحفيظ القرآن أو تشجيعه على الحفظ داخل المنزل، حاول تكليفه ببعض الأعمال المنزلية البسيطة وشجعه على متابعة البرامج التلفزيونية المفيدة ومتابعة برامج الأطفال حتى يحين موعد أذان المغرب، قد يتطلب الأمر بعض الاشرطة والألعاب الإلكترونية لقطع الوقت.
يمنع صيام الطفل المريض بفقر الدم أو الهزال أو السكري أو أمراض الكلى وما شابهها، وعند التفكير في تكليف هذا الطفل بالصيام فيجب أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيب.. إياك أن تتهاون في هذا الأمر ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
يراعى أن تحتوي وجبة الطفل على كافة العناصر الغذائية المفيدة والمتوازنة بحيث تشمل المجموعات الغذائية الأربع، أحذر أن يصوم الطفل ثم يفطر على وجبة خاوية لا تلبي احتياجات الجسم من العناصر الغذائية، تأكد أن لدى الطفل قائمته من الحلويات والتي جمعها أثناء النهار لتناولها عند الإفطار.
يمكن للطفل تناول ذلك وعدم حرمانه ولكن بعد تناول الوجبة الرئيسية.
العرض العادي
