تمر الأيام وتدور عابرة السنين .. وترجع آلام الماضي ذاكرة أهلها بما فعلوا بذلك الزمان .. فسبحان الله .. فكل صغير يكبر .. وكل إنسان يحلم .. وكل حلم يتحقق باجتهاد صاحبة .. فأحلامي أتى اليوم لتحقيقها ...
فبعد طول أمل ..واجتهاد وتعب .. أصبحت طيبه للأمراض النفسية وأدعى نوره وقد توظفت في إحدى المستشفيات وكانت لي صديقة تدعى منى فقد كانت طبيبة معروفة بتخصصها أنها ماهرة " أمراض القلب " وهي تعمل في هذه المستشفى من عدة سنين وإنها كانت تعمل في إحدى المستشفيات الخاصة ما أول أخذت الدكتوراه في تخصصها وأصبحنا صديقتين حميمتين ...
وذات يوم ونحن جالسين نتحدث ذكرت لي قصة حدثت لها منذ عشرة سنين أي منذ كانت في المستشفى الخاصة .. تقول بان كانت هناك فتاة تدعى ندى .. كانت مغزتها تزداد في قلبي .. وكانت مصابة بمرض في القلب .. وكان في العاشرة من عمرها .. وكانت حالتها تسوء يوما بعد يوم .. وفي حين محادثتي لوالدها بأن أبنته تحتاج لعملية بأسرع وقت كان يجيبني بان ابنته لا تحتاج إلى هذه العملية .. وأنها صغيرة .. ومن هذا القبيل ...
حتى أتى اليوم الذي قدمت إلينا ندى مع الخادمة وهي في أسوء حال منذ عرفتها .. وكان لا بد من أن نجري العملية لها واستشرت أحد كبار الأطباء الذين كانوا هناك وكان يدعى أحمد .. وأشار إلى بان يجب أن نجري العملية بأسرع وقت ممكن .. وفعلا جهزت غرفة العمليات وأدخلت ندى وحينما توكلنا على الله وسمينا للبدء إذ بجهاز التخطيط يعلن لنا بأن ندى قد فارقت الحياة ....
سكتت منى وذهبت إلى عالم آخر .. فنظرت إليها إذ بدمعاتها قد سقطت من عينيها .. قلت لها لما تبكين كل إنسان سيفارق الحياة في نهاية عمرة .. وهذا قدرها ومكتوب عليها .. وليس لك شأن بهذا .. هذا بيد الله سبحانه وتعالى .. حتى ولو كنت قد أحببتها .. فالإنسان سيواجه قدره مهما حدث .. فقالت لي وصوتها كان مملوء بالحزن بأن كلامي صحيح .. ولكن حتى أباها لم يتقبل الصدمة فحينما هاتفنا ليأتي ويأخذ حتى يأخذ الجثة ثار علينا وقال من الذي أتى بها فحين قولنا بأن الخادمة هي التي أتت بها قال أنتم تكذبون علي أكيد الخادمة أتت إليكم وقالت لكم اتصلوا علي وأخبروني بهذا الخبر أليس كذلك ؟ طبعا كانت الخادمة إذا لم خطئت أو أسأت لابنتي كنت أغضب عليها لذلك كرهت ابنتي وهاليوم أتى لتنتقم .. وكان يقول كلمات غريبة كتلك ...
فأخذ الأطباء الموجودين هناك بتهدئته .. ولما هدأ ذهب واشتكاني للإدارة بأني لم أخذ راية في العملية حتى أحالت إلى التحقيق ولكن كان الدكتور أحمد شاهدا معي على كل شئ وقال أنه هو الذي أمر بتحضير الغرفة وبقيت في المستشفى حتى انتقلت إلى هنا .. ومن ثم تزوجت بأحمد ولي الآن أبنه تدعى ندى ...
مرت الأيام وقد أنستني تلك هذه الحادثة وقررت أن أكمل دراستي .. وفعلا أكملتها وأخذت الدكتوراه .. وأصبح لي عيادة خارجية ...
وذات يوم قدم لي رجل إلى العيادة وكانت حالته سيئه حكمت علية من مظهره الخارجي طرق الباب وطلب الدخول أذنت له فدخل ثم جلس على الكرسي سألته ما أسمك قال لي مقتول .. سكت بره ثم قلت كم عمرك أجابني عمري الآلام والأحزان تفا جئت مما قاله .. قلت له ما هي مهنتك قال البحث والانتقام ....
سكت وأنا أنظر إلية بتعجب .. ما هذا الرجل عن ماذا يبحث ولمن ينتقم .. تحدثت قائلة لو سمحت أيمكنك أن تجلس على الأريكة ..وأشرت إلى مكانها فقام بهدوء ولم يتحدث أي كلمة فحينما جلس على الأريكة قلت ما معنى الكلمات الذي قلتها قبل قليل .. قال الحقيقة المرة .. قلت فأنت تقول عليها مرة أي معترف بأن الانتقام شئ مر .. أليس كذلك ؟
أخذ ينظر إلي ثم أنهار فحينها طلبت من الممرضة إعطائه إبرة مهدئه .. اتصلت بالمستشفى لنقل هذا الرجل إلى المستشفى .. وتم نقلة ....
في اليوم التالي ذهبت إلى غرفته فدخلت عليه بعد طرق على الباب دام وقت طويل ولم يجبني وجدته جالس على الكرسي دون أي حركة وعندما راني لم يبالي بوجودي وكانت ملامحه مرسوم عليها الحزن ...
أرت محادثته فقلت له يا ناصر .. يا ناصر .. ولم يجبني .. يا ناصر .. وأخير رفع وجهه علي ثم قال ما أدراك باسمي .. قلت له أليس عندك هويه .. سكتنا بعد ذلك لبعض لحظات ثم قلت أيمكنني الجلوس فأشار لي بالجلوس وجلست...
قلت ما حان الوقت أن تقول لي ما بك .. أجابني قائلا لا لم يحن .. بعد أن تفوه بكلماته قلت أي وقت تريد أن تحادثني أخبر الممرضة وهي ستتصل بي .. ومن ثم استأذنته للخروج وخرجت ...
ذهبت إلى عيادتي وأنا حائرة لحال ناصر وجلست في العيادة أفكر بما في ناصر .. وبعد لحظات عدة طرق علي الباب فلم أنتبه في بداية الأمر .. فقد كانت الطارقة هي منى .. فأول ما رأتني قالت نوره أكيد مثل العادة جالسه وتفكر بمرضاها .. حرام ارحمي نفسك المرضى ليسوا كل شئ .. قالت نوره دعينا من المرضى ومشاكلهم أنا عندي مفاجئة لك .. ففتحت الباب وقالت أدخلي .. فإذ هي بفتاة صغيره تدخل العيادة وتلقي السلام ...
قلت يا منى من هذه .. قالت ألم تعرفيها أنها ندى .. وقفت واتجهت إليها ومددت يدي للسلام .. ثم قلت منى عندك فتاه كهذه الآن ولا تأتي بها إلا الآن .. لما لم تأتي بها من قبل .. ألتفت إلى ندى وقلت لها كيف حالك ..قالت بخير والحمد الله .. ثم قلت كم عمرك الآن قالت عشر سنوات ..
جلسنا بدء الحديث .. ونحن نتحدث رن جوال منى طالبيها لوجود مريض فسألتني أن أجعل ندى عندي ريثما تنتهي من عملها .. فوافقت وخرجت منى وبقيت أنا وندى .. سألتها عن دراستها وعن حلمها الذي تريد تحقيقه إذا كبرت .. وحينما سألتها عن حلما أجابتني قائله بأنها تريد أن تصبح طبيبه ...
سكت قليلا ثم قلت بما أنك تريدين أن تصبحي طبيبه فهيا بنا نمر على المرضى لكي تكوني طبيبه من الآن .. وافقت ندى على الفور .. وذهبنا إلى قسمي ولكن الذين كانوا متماثلين للشفاء .. وكانت فرحة المرضى كبيرة وكانت ندى حينها مسرورة لان جميع المرضى ينادونها بالدكتورة ندى .. مررنا بغرفة ناصر وأرادت الدخول حاولت أن أمنعها ولكنها أصرت وحاولت الدخول قبلي أمسكت بها وقلت سأنظر إلى هذا الرجل أيريد زوار أم لا .. فإذا أشرت إليك تعالي .. ودخلت إلى غرفته وألقيت السلام وقلت يا ناصر هنا طبيبه صغيرة تريد رؤيتك فهل أدخلها أم لا .. وافق ناصر بأن أدخلها وأشرت إليها بدخول وأتت ندى وألقت السلام فحينما رائها ناصر قام من مكانه وأتجه إليها وقال ندى .. قلت أتعرفها من قبل يا ناصر .. فقال كيف يكون أب أبا بدون أن يعرف أبنائه .. ثم قال أين كنت بحثت كثيرا ولم أجدك .. أين كنت طول تلك الفترة .. عشر سنين وأنا أبحث عنك .. أمسكت ندى بي خائفة وقالت أرجعيني إلى أمي فقال ناصر أمك قد توفت منذ أن ولدتك .. سبحان الله من يوم فقدت حتى اليوم لم تتغير .. أشرت لندى بالخروج فخرجت وهي خائفة ثم قال أين تذهب لم أكمل كلامي .. قلت له كيف تقول أنها لم تتغير .. أجابني قائلا أليس عمرها الآن عشر سنوات .. قلت نعم .. فقال فأنا من يوم اختفت كان عمرها عشر سنوات .. الآن أريد أن أراها أين ذهبت قلت له ذهبت للمنزل .. فقام علي وقال أريدها .. أريد ندى .. أتوا بها الآن خرجت من الغرفة وطلبت من الممرضة أن تعطيه أبره مهدئه ومن ثم بحثت عن ندى حتى وجدتها في أحد الأركان تبكي .. أسرعت إليها وقلت لها لما تبكين قالت هذا الرجل أخافني أريد الرجوع إلى أمي .. فقلت يا ندى كيف تريدين أن تكوني طبيبه وأنتي تخافين بسرعة يجب عليك أن لا تخافي فأنتي قويه أليس كذلك .. فقالت نعم أنا قويه .. ولكن الآن أريد أن أذهب إلى أمي .. قلت هيا بنا ...
وحين رجوعنا إلى العيادة قابلتنا منى وقالت ما بها ندى .. لما تبكي .. ماذا جرى لها ؟ حينها ركضت ندى إلى أمها وقالت ما بها يا نوره سكت ولم أخبرها عن أي شئ لأني كنت أفكر بناصر وما فعله .. ولم أهتمم بل أجابه انحنت منى إلى أبنتها وسألتها فأخبرتها ندى بما حصل .. فغضبت منى غضبا شديدا وقالت لما تجعلين ابنتي تزور مرضاك .. فأنتي مجنونة كمرضاك .. وذهبت وأخذت ندى معها وكنت أنظر إلى ندى فوجدتها تودعني فودعتها ...
ثم اتجهت إلى عيادتي وأنا حائرة بما فعله ناصر من قبل قليل ..
مرت اللحظات تابعتا معها الدقائق والساعات .. وانتهى عمل في المستشفى .. وغادرت إلى المنزل ولم أذهب إلى العيادة كعادتي كل يوم .. دخلت المنزل وسلمت على والدي ومن ثم ذهبت إلى مكتبي أقرأ كتاب تارة .. وأفكر بما حدث اليوم تارة أخرى .. وأنا على هذا الحال فإذ بجرس الهاتف يرن .. أجبت عليه كانت الممرضة التي تعمل في المستشفى تخبرني بأن هناك مريض يريد رؤيتي حالا وأن رقم غرفته 106 .. أغلقت الهاتف من الممرضة واتصلت بل سائق وحين قدومه طلبت منه أيسرع إلى المستشفى وأنا أحاول أن أتذكر من هو صاحب تلك الغرفة .. وحين وصولي إلى المستشفى تذكرت أن ناصر هو صاحب تلك الغرفة .. يا ترى ماذا يريد ناصر .. لماذا طلبني في هذا الوقت .. وحينما وصلت إلى غرفة ناصر وجدته يصرخ بقوله أريد الدكتورة نوره .. اجعلوها تأتي بسرعة .. قربت منه فعندما راني قال لي يا دكتورة أين ابنتي .. أريد أن أراها الآن .. قلت من هي أبنتك .. وأين أجدها يا ناصر .. قال ندى .. الفتاة التي كانت معكِ ظهيرة هذا اليوم .. ندى تذكرت .. عموما يا ناصر سأتصل على ندى وسأقول لها أنك تريد رؤيتها الآن .. أهدأ الآن ..وما رأيك أن تأتي إلى عيادتي لتخبرني عن كل شئ يجول في خاطرك .. قال حسننا سأخبرك عن كل شئ .. خرجت من الغرفة وطلبت من الممرضة أن تأتي ومعها ناصر .. وذهبت إلى العيادة ...
انتظرت قليلا ثم طرق الباب فإذا هو ناصر .. دخل ثم قلت له بأن يجلس على الأريكة .. وفعلا جلس .. فحين رأيته قد هدأ قلت أتذكر كلماتك التي أخبرتني عنها في عيادتي الخارجية .. سكت قليلا ثم قال نعم أتذكرها .. قلت إذا أخبرني ما معناها وما الذي دفعك لقولها .. قال كنت متزوجا وبعد سنين عديدة أتت لي بفتاة وأسميتها ندى .. ولكن حين ولادتها توفيت والدتها .. فأصبحت ندى هي كل حياتي وحاولت أن أعوض وحدتها بأن أكون لها أب وأم وأخ وأخت .. وكبرت وبلغت التاسعة من عمرها وأصيبت بمرض في قلبها .. وقالوا لي أنها تحتاج إلى عمليه بأسرع وقت .. كنت أخاف عليها من نسمة الهواء فكيف كانوا يريدوني أن أوافق على أجراء تلك العملية ..كنت أقول لهم بأنها صغيرة تارة .. وتارة أخرى أقول لهم بأنها لا تحتاج إلى عمليه لأني أراها الآن في أحسن حال .. ومن هذا القبيل من الحجج .. ومرت الايام على هذا الحال ...
حتى أتى اليوم الذي اتصلوا علي في العمل وأخبروني بأن ابنتي قد توفت .. لم أصدق ما قالوه .. ذهبت لهم وسألتهم عن الذي أتى بندى إلى هنا فأخبروني أنها الخادمة .. قلت في نفسي أن الخادمة اتفقت مع المستشفى ليقولوا لي هذا .. وأن ندى لم تمت بل جعلتها في مكان بعيد وحدها لكي تنتقم مني .. ومن ذاك اليوم وأنا أبحث عنها .. والآن وجدتها .. صحيح أين ندى الآن .. ألم تقولي أنك ستتصلين على ندى وتطلبين منها القدوم .. أجبته قائله نعم ..فقد اتصلت على ندى ووجدتها نائمة ولا يستطيعون إيقاظها فلذلك لن تأتي اليوم وستأتي غدا بأذن الله .. والآن يا ناصر ألم تتعب .. ألا تريد أن تنام لترى ندى غدا .. قال تعبت عشر سنين والآن في هذه اللحظات كل تعبي قد أخفى .. ولكن الآن سأذهب إلى غرفتي وأنم لكي تراني ندى في أحسن حال .. ثم أستأذن بالخروج وخرج ...
جلست أفكر بما قاله وقد كانتُ أعتقد بأن هذه القصة قد مرت علي ولكن أين لا أذكر .. حاولت أن أتذكر حتى نمت ...
وفي الصباح دخلت منى و أيقظتني من النوم ثم قالت صباح الخير يا نوره أنا أسفه ولكن أنتي تعرفين خوفي على ندى .. قلت ندى أبنتك أليس كذلك .. قالت نعم ماذا جرى لكِ يا نوره .. قلت إذا هي .. أمسكت بمنى ثم قلت لها يا منى أريد منك أن تساعديني .. قالت إذا كنت أستطيع ساعدتك وما تأخرت .. قلت هيا بنا .. قالت إلى أين .. قلت الآن تعرفين .. وذهبنا إلى غرفة ناصر ووقفت بالقرب من هناك .. ثم أشرت إلى الباب وقلت أترين هذه الغرفة قالت ما بها قلت أدخلي وتظاهري بأنك تريدين أن تأخذي شئ وانظري إلى الرجل الذي في الغرفة أتعرفينه أو لا .. ودخلت منى الغرفة وبعد عدة دقائق خرجت ثم قالت هذا أبو ندى الذي حدثتك عنها من فترة طويلة ...
الآن عرفت ماذا سأعمل معه .. قالت منى ولما هو هنا قلت يا منى لنذهب إلى عيادتي وسأخبرك ماذا أريد منك .. ذهبنا إلى العيادة ومن ثم قلت لها أتريدين أن يشفى أبو ندى قالت بالطبع .. قلت إذا أريد منك أن تأتي بندى كل يوم إليه وتجلسين معه حتى أقول لكي بأن تقطعي زياراتك له .. وافقت منى وقالت من متى أبدأ قلت لها إذا أتت ندى اليوم أدخلي عليه وأجلسي معه ...
وأصبحت كلا من منى وندى يذهبان إليه كل يوم .. واستمرت في ذلك لمده 3 أسابيع .. وفي إحدى الأيام من ذاك الأسبوع دخلت عليهم وهم جالسين و طلبت من ندى أن تخرج وخرجت وجلسنا أنا ومنى وناصر .. قلت يا ناصر أترضى هذا الحال .. قال وما الحال الذي تتحدثين عنه .. قلت قدوم ندى كل يوم لك .. قال وما بها أليست ابنتي قلت لا .. سكت قليلا ثم قال كيف لا تكون ابنتي .. قلت أتذكر حينما حدثتني عما جرى لأبنتك وأنك لم تصدقهم .. ذهبت وسألت وأعطوني هذه الورقة وهي شهادة الوفاة ابنتك .. قال وندى تلك .. قلت أنها أبنت الدكتورة منى .. وليست أبنتك .. سكت من بعد ذلك ولم يتكلم بأي حرف كان .. أشرت إلى منى بالخروج .. وخرجنا ثارت منى على غاضبه لما فعلتي ذلك .. قلت أو ما تريدين أن يشفى .. أتريدين أن يبقى أبو ندى مريض .. ألا تريدين أن توقظيه مما هو فيه .. وأنا أرى أنها أحسن طريقه لشفائه .. ولو سمحتي يا منى لا تأتي أنتِ وأبنتك مرة أخرى إلى هنا حتى أقول لك ِ ...
تركت منى وندى واتجهت إلى غرفة الدكتورة مرام وهي الدكتورة الثانية للأمراض النفسية وطلبت منها أن تكمل علاج ناصر وأخبرتها عن حالته .. وطلبتُ منها أن تخبرني عن حالته يوما بيوم .. وافقت وأصبحت هي المسئولة أمام ناصر عن حالته ..
مرت الأيام حتى أكمل الأسبوعين من محادثتي له .. وفي إحدى زيارات الدكتورة مرام له سألها قائلا لما لا تأتي الدكتورة نوره أليست هي المشرفة على حالتي .. قالت كانت المشرفة على حالتك ولكن الآن أنا التي أشرف على حالتك وذلك لطلبها مني هذا...
أخبرتني مرام على ما حدث بينهما من حوار .. وبعد أيام من هذا وأنا جالسة أقرأ بعض ما دون عن حالت ناصر .. طرق علي الباب .. فأذنت بدخول فإذا هو بناصر يدخل .. لم أتوقع وقتها أن يكون هو .. ألقى السلام .. وأجبته ثم قلت ماذا قدم بك إلى هنا فالمشرفة على حالتك الدكتورة مرام ولست أنا .. فإذا كنت تريد أن تتحدث إليها فأن عيادتها بالقرب من هنا .. قال لم أتي لأحادث الدكتورة مرام .. أتيت لأحادثك .. والآن أيمكنِ أن أجلس .. قلت بالطبع يمكنك ذلك .. سكت ولم يتكلم وبعد دقائق قال وأنا قدمت لك لذلك .. لما جعلتِ الدكتورة مرام تحل محلك .. قلت أنا التي طلبت منها هذا .. قال أني أعلم بأنك أنت التي طلبت هذا ولذا أريد منك جوابا مقنعا لذلك .. قلت لقد رأيت أن من الأفضل إكمال علاجك معها وليس معي لأني واجهتك بالحقيقة التي كنت لا تريد أن تصدقها لعشر سنوات وأتيت أنا وواجهتك بها .. قال نعم كنت محتاج إلى أحد يواجهني بهذه الحقيقة المرة .. كانت ذكرى الأيام الصعبة التي لم أكن أريد تصديقها .. كانت ذكرى مؤلمة ولكن كان لابد من أن أوقنها يوما من الأيام مهما طالت تلك الأيام .. لقد أيقظتني من نوم دام سنين طويلة فشكرا لك وعلى كل شئ فعلته لي .. فحينما سمعت تلك الكلمات كانت الفرحة تعم قلبي لأنه استجاب لي .. قلت له عموما ليس معنا أنك شفيت لن تزور ندى ولن تراها .. أليس كذلك .. قال وهل يمكنني أن أراها .. قلت بالطبع يمكنك ذلك فكلما أردت أن تراها أتصل علينا حتى نأتي بها إلى هنا وتراها هنا .. ثم قلت الآن ستبقى عندنا عدة أيام أخرى ثم تغادرنا ألا تلاحظ أن زيارتك لنا قد أصبحت طويلة ألم تشتق إلى منزلك وعملك .. قال نعم أريد أن أخرج في أقرب وقت ...
ومن بعد أيام خرج ناصر ولم تنقطع علاقته بندى فكان يتصل بها ويراها .. وأصبحت كابنته التي فقدت منذ أعوام طويلة ...
تم بحمد الله إنهائها .....