حذرت مجموعة دولية من الباحثين من أن أقراص منع الحمل قد تزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي للنساء اللائي يحملن جينًا يجعلهن معرضات للإصابة به
والنساء المصابات يحدث لهن تغير بنائي في جين يعرف باسم /بي.آر.سي.إيه 1/ وهو أول جين يرتبط بسرطان الثدي، وهؤلاء النساء معرضات لخطر الإصابة بسرطان الثدي طيلة عمرهن بنسبة من 50 إلى 80 في المائة في مقابل نسبة واحد إلى تسعة في المائة لغيرهن من النساء
وأظهرت دراسة لهؤلاء النساء أن من تناولن أقراص منع الحمل ارتفع في المتوسط احتمال إصابتهن بسرطان الثدي بمقدار الثلث عن الخطر الموروث، كما أن المرض قد يصيبهن في سن مبكرة قبل الأربعين
وقال ستيفن نارود من جامعة تورنتو بكندا الذي قاد الدراسة في بيان: أقترح ألا تتناول النساء ممن تحدث لديهن تحولات بنائية في جين /بي.آر.سي.إيه 1/ أقراص منع الحمل قبل سن الخامسة والعشرين
ويعرف الأطباء بالفعل أن تناول حبوب منع الحمل يزيد قليلا من احتمال الإصابة بسرطان الثدي، وهو أكثر أنواع الأورام السرطانية القاتلة شيوعا في النساء بعد سرطان الرئة، وما لم يكن معلوما هو تأثير تناول تلك الحبوب على النساء اللائي تحدث لديهن تحولات بنائية جينية وراثية مما يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالمرض
وكان نارود ورفاقه قد فحصوا 2600 حالة لنساء لديهن تحولات بنائية في الجينات المسئولة عن الإصابة بالسرطان
وشملت الدراسة حالات من 11 دولة، وقارن العلماء نتائج 1311 امرأة عولجن من سرطان الثدي مع 1311 أخرى لم يصبن بالمرض
وتأكد العلماء أن كل سيدتين تجري المقارنة بينهما تتشابهان من حيث العمر وأسلوب الحياة مثل التدخين، كي يصبح الفارق الوحيد الذي يمكن رصده هو استعمال أقراص منع الحمل
وقال نارود ورفاقه في تقرير منشور في عدد هذا الأسبوع من دورية المعهد القومي الأمريكي للسرطان الثلاثاء إن تناول أقراص منع الحمل أحدث اختلافـًا طفيفًا في حالة النساء اللائي لديهن تحولات بنائية في جين /بي.آر.سي.إيه 2/ وهو الأقل شيوعًا
ولاحظ العلماء تنامي خطر الإصابة بسرطان الثدي حال تعاطي حبوب منع الحمل المصنوعة قبل عام 1975 عندما كانت تحتوي على معدلات عالية من هرمون الأستروجين
وقال جيفري ويتزل من مستشفي سيتي أوف هوب في ديوارت بولاية كاليفورنيا، وأحد المشاركين في الدراسة إن النتائج لم تكن مفاجئة لأن من المعروف أن بمقدور النساء اللائي لديهن تحولات بنائية في جين /بي.آر.سي.إيه 1/ أن يقللن من فرص إصابتهن بسرطان الثدي عن طريق استئصال المبيضين، وهو ما يوقف هرمون الأستروجين
وهناك صلة قوية بين الأستروجين وسرطان الثدي، ويعتقد ويتزل أن تأثير تناول الحبوب أكبر في حالة النساء الأصغر سنًا، لأن التغيرات التي تسبق السرطان تبدأ في الحدوث في ذلك الوقت
وقال الباحثون إن تناول حبوب منع الحمل ربما كان آمنا بالنسبة للنساء الأكبر سنًا، ممن لديهن تحولات بنائية جينية
وكتب الباحثون يقولون: من غير المحتمل أن يؤدي تناول أقراص منع الحمل عن طريق الفم بعد سن الثلاثين إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللائي لديهن تحولات بنائية في /بي.آر.سي.إيه 1/ ويمكن استخدامها بأمان لتقليل خطر الإصابة بسرطان المبيض