وهناك قصة أخرى واقعية حدثت لهرتين شقيقتين بيضاوتي اللون , كانتا قد وضعتا عدد من الجراء الصغيرة في درج خزانة واحد في أول أيار , وكانت كلتا الهرتين تطعمان بغذاء نباتي ممزوج بعشبة القمح , وكان جو الألفة والانسجام يخيم على الدرج الذي تعيش فيه جراء هاتين الهرتين , إذا كانت الجراء الثمانية الصغار ترضع حليبهما الثمين دون تفريق من أي من الهرتين , ولم تكن الجراء تهتم إلا بالحصول على الحليب اللذيذ المغذي , كما لم تكن تعرف أي الهرتين أمها , ومن ثم في الخامس والعشرين من أيار طرأ تغيير على طعام الهرتين استجابة لنشرة تلفزيونية , إذ استبدل الطعام المعتاد باللحم المعلب غير الممزوج بعشب القمح , وبعد هذا بدأ جو الألفة بين الهرتين يتعرض للزوال , وفي الحادي والثلاثين من أيار أخذت الهرتان تتصارعان وتتقلبان على الأرض تخدش أحدهما الاخرى ملطختين فراءهما الأبيض بالدماء.
وفي المساء لم يقدم اللحم المعلب للهرتين واستبدل بطعام الهررة السابق والممزوج بعشب القمح , واستمرت التغذية على هذه الشاكلة , وفي مدة أسبوع فقط عادت الهرتان تتمدان بسلام كل منهما بجانب الأخرى وتتعاونان في تغذية الجراء , وأعيد هذا الاختبار مرة أخرى للتأكد من السبب في تغيير مزاج هاتين الهرتين فكانت النتيجة واحدة.
من هاتين التجربتين واللتين أجريتا على الحيوانات نستنتج دور الغذاء في سلوك الحيوانات , ونفسيتها وما يتبع ذلك من عدوانية أو سكينة او سلام.
ولكن كيف يتم ذلك على المستوى الكيميائي ؟