وقد اعتادت المدينة في كل عام استقبال وفود الحجاج المسيحيين التي تأتي من كل حدب وصوب للاحتفال بأعياد الميلاد في مهد السيد المسيح، وكانت طرقاتها تمتلئ بالسياح ورجال الدين وتزدهر الفنادق والمحلات التجارية والمطاعم، ولكن هذا العام لن يحضر إلى المدينة سوى بعض الحجاج الإيطاليين من رؤساء بلديات وغيرهم، وحتى هذه الزيارة لم تتأكد. وتعيش المدينة حالة اقتصادية سيئة؛ فمعظم الورش التي تصنع الخزف والفخار والتماثيل مغلقة؛ حيث لا يوجد من يشتري، كما لا توجد إمكانية للتصدير؛ لأن الحصار مفروض عليها منذ أكثر من عامين.
وقد تعرضت المدينة في شهر نوفمبر 2002 للاجتياح السادس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال هذا العام، وتم فرض منع التجول الذي ترفعه قوات الاحتلال أحيانًا، ولكنها لا تلبث أن تعيده بعد ساعات قليلة، وستقام في ليلة 24-12-2002 مراسيم قداس منتصف الليل، ومن الممكن أن تقام المراسيم داخل كنيسة المهد بينما تحاصرها من الخارج الدبابات والمصفحات الإسرائيلية حيث لم تعلن قوات الاحتلال من جانبها عن احتمال انسحابها قبل عيد الميلاد.
أما المواطنون فهم في حالة اقتصادية يرثى لها؛ فمعظمهم يعتمد دخله في الأساس على السياحة أو العمل داخل إسرائيل، وهما الآن متوقفان تمامًا. جوزيف إسحاق وهو أحد أصحاب المتاجر يقول: "في الماضي كنا نبيع بالألوف إلى السياح.. اليوم لا يوجد أحد حتى ليدخل متجري، ولولا ما ادخرته في الماضي من أموال لأفلست، في كل يوم أجلس مع أصحاب المتاجر المجاورة للعب طاولة الزهر من الصباح للمساء كأننا عاطلون عن العمل".
العرض الشجري
