العودة   منتديات الـــود > +:::::[ أقسام الأسرة والمجتمع ]:::::+ > عالم الأسرة والطفل
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-12-2002, 06:45 AM   رقم المشاركة : 1
دامبيش
Band
 
الصورة الرمزية دامبيش
 







دامبيش غير متصل

الطلاق بعد الخمسين

بعض الأزواج يعيشون تحت سقف واحد، ولكن كل واحد منهما يعيش حياته منفصلاً عن الآخر.. حياة صعبة، يصعب وصفها بأنها زواج؛ لانعدام مقوماتها وهي التراحم والتعاطف، كما لا يمكن وصفها بأنها طلاق لأنه يوجد ارتباط شكلي، مجرد خداع اجتماعي، حقيقة جوهرها زوجان لا تجمع بينهما عاطفة مشتركة، ولا يشارك أحدهما الآخر آماله وآلامه، وتكاد تعتمد حياتهما على مجرد الوجود المادي وهو تواجد قد تنعدم فيه المشاركة، حتى في مجرد اللقاء العادي العابر بينهما. وقد يصل هذا الحال إلى الطلاق الرسمي، ترى ماذا وراء هذا الجمود العاطفي؟ ولماذا يحدث الطلاق في مثل هذه السن؟

"نادية. أ" امرأة مطلقة عمرها 55 عامًا لم تنجب أطفالاً، قالت: إنها تعيش حياة صعبة بعد طلاقها من زوجها حيث تشعر بأن الجميع تخلى عنها، كما أنها لم تعد تثق بالرجال بعد طلاقها حيث إنها وهبت زوجها مالها لأنها كانت تثق به إلا أنه غدر بها واكتشفت أنه تزوجها فقط لمالها.

وتضيف قائلة: "إن نظرة الناس إلى المرأة المطلقة لا توجد فيها رحمة حتى لو كانت مظلومة حيث إنها محاسبة على جميع تصرفاتها، وتُعامل وكأنها متهمة رغم أنه لا ذنب لها في طلاقها من زوجها"، مشيرة إلى أن المرأة المطلقة في مثل سنها تحتاج إلى الرعاية والحنان غير أن الناس لا يتفهمون تلك المشاعر، والمرأة في عمرها هذا تجد صعوبة كبيرة إذا حاولت أن تبحث عن عمل يُدرّ عليها دخلاً تعيش منه خاصة بعدما أخذ زوجها مالها حيث ينظر لها أصحاب العمل بأنها امرأة غير منتجة.

وقالت "هدى. ع" وهي امرأة مطلقة عمرها 52 عامًا ولديها أولاد: إنه بعد طلاقها تم صرف نفقة لأولادها غير أنها لا تكفي لمصاريف أولادها في المدارس والجامعات، فحاولت اللجوء لأقاربها غير أنهم يعاملونها باحتقار لأنها مطلقة، مشيرة إلى أنه حتى أحد أبنائها تأثر تأثرا بالغا من طلاقها؛ لأنه عندما أراد أن يتزوج تعرض للاستجواب من قِبَل والد الفتاة التي كان ينوي الزواج بها عن سبب طلاق والدته، علمًا بأن زوجها طلقها لأنه أراد فقط أن يتزوج بامرأة أخرى فَرضت عليه ألا يكون مرتبطًا بامرأة غيرها.

الزوج يتحدث..

"سعيد. م" قرر طلاق زوجته بعد عِشرة 35 عامًا، وهما في خريف العمر، يقول: "تحملتها كل هذه السنين من أجل الأطفال؛ ولأنها أخت زوج أختي وخفت على انشقاق العائلة، فالعيش معها في بيت واحد مستحيل، فكلما أنهيت عملي وأردت الرجوع إلى البيت أتذكر الجحيم الذي ينتظرني فأنغمس في العمل حتى منتصف الليل، وحتى ينام الجميع، وأتسلل إلى فراشي دون مشاجرات، والآن عندما كبرنا ما زالت هي هي، بل تطعنني في رجولتي وتقول للأهل والأسرة إنها صاحبة فضل عليَّ".

"أحمد. م" زوج في الخمسين من عمره يقول: "كان لا بد أن يحدث الطلاق الرسمي في النهاية فالحياة التي عشناها معًا كانت لا تطاق، هي مهتمة بعملها وإعدادها للدكتوراه، وأنا مشغول أيضًا بعملي، لم تكن تجمعنا كلمات غير طلبات الأبناء أو مشاكل البيت المعتادة، وإذا حدث وجمعتنا جلسة منزلية فهي أمام التليفزيون، وأنا مع الجريدة أو الكتاب، ولن أقول إن هذا الفتور جديد، وإنما تسلل إلينا شيئًا فشيئًا دون أن نعطيه اهتمامًا، قد نكون لاحظناه أحيانًا، وأغفلناه أحيانًا أخرى، ولكن لم يمد أحد منا يده لالتقاط دعائم البيت الذي ينهار. وفي جلسة مصارحة اتفقنا على الطلاق".

مكافأة نهاية الخدمة

يقول الدكتور "مصطفى الحاروني" مدرس علم النفس التربوي بجامعة حلوان: "إن مثل هذا الموقف الذي يصدر من الرجل في مثل هذه السن يجعلنا نتذكر أن المواقف وردود الأفعال ما هي إلا رواسب للطفولة، فعندما نجد أن الرجل يتعامل مع زوجته بالنكران والجحود فلا بد أن نعرف أن هذا الرجل قد تعرض خلال تربيته إلى خلل في التنشئة وهو ما أدى إلى مفهوم عكسي، فعندما يعيش الرجل مع زوجته عمرًا وتكون خلال رحلتها معه الزوجة الوفية المؤدية لواجباتها تجاه زوجها على أتم وجه، ويمضي عمرها وهي تبذل كل ما في وسعها حتى تصل أن تهبه ما تملكه ماديًّا، وبالرغم من ذلك تكون المكافأة هي النكران بدلاً من العرفان، أو الطلاق أو عدم الاحترام كل ذلك يجعلنا نبحث عن طفولة ذلك الرجل، ولكن لا نتغافل ذلك، فنحن أمام مشكلة اجتماعية تتطلب منا حلولا، منها الحلول السلمية أو الرسمية الودية، ومن بينها ضرورة تنبيه مثل هذا الزوج المستهتر الغافل إلى أهمية الوفاء لزوجته المخلصة فلا ينكر الفضل ولا المعروف".

الخطأ في البداية..

وتقول الدكتورة "وفاء عبد الجواد" مدرسة علم النفس التربوي بكلية للتربية - جامعة حلون: "إن السبب الرئيسي لما تعانيه بعض الأسر من مشكلة الطلاق النفسي والملل والفتور؛ إنما يرجع أساسًا لخطأ الاختيار من البداية، فالفتاة قد تختار على أساس مادي أو منصب اجتماعي دون النظر للأخلاقيات، وكذلك نفس الشيء الشاب الذي قد يركز على جمال الفتاة أو مركز الأسرة بغض النظر عن التوافق في الطباع والأفكار.

هذا بالإضافة إلى أنه بعد الزواج يحاول كل طرف تغيير الآخر بزواية 180 درجة ليكون صورة طبق الأصل منه وهذا خطأ كبير وأمر مرفوض؛ حيث يجب أن يحترم كل منهما كيان الآخر وأفكاره حتى عندما تحدث حالة الانفصال الفكري والعاطفي نجد أنه نادرًا ما يحاول أي طرف من الزوجين حل هذا الوضع وإنما يتحمل كل منهما الوضع لأسباب أخرى غير الحب وغير المودة والرحمة".

اللازواج واللاطلاق

والذي يجب أن يعرفه الزوجان أن المَلَل والفتور لهما مؤشرات قد يسهل التغلب عليها إذا ما لوحظت قبل استفحال الأمر فيبدأ الملل بالصمت والانطواء وعدم الاستماع للطرف الآخر باهتمام وتقلب المزاج والعصبية وأيضًا عدم اهتمام كل طرف بمظهره أمام الطرف الآخر. وفي النهاية يختار كل شريك طريقًا مخالفًا لطريق الشريك الآخر وهنا يصبح التقارب في حاجة لإنقاذ عاجل.

وتُرجع الدكتورة وفاء استمرار حالة "اللازواج واللاطلاق" لفترة طويلة إلى طول العمر والعامل الاقتصادي، وإلى نظرة المجتمع إلى المرأة المطلقة، وتقول: المجتمع يحترم بل ويساعد الأرامل، أما المرأة المطلقة فهي مدانة في كل الأحوال والكل ينظر إليها على أنها ستخطف الأزواج من زوجاتهم، فنظرة الريبة في عيون المجتمع إلى المرأة المطلقة تدفع المرأة لتحمل حياة الطلاق النفسي، وتخجل من إعلان مشكلتها أمام الآخرين.

تغيير العادات..

وتضيف الدكتورة وفاء قائلة: إننا يجب أن نغير من عاداتنا وأن نغير من أنفسنا فالتغيير والتجديد هو الحل لهذه المشكلة التي تعصف بالكثير من البيوت في هذه الأيام، والزوجة هي التي يجب أن تبدأ بالتغيير حتى ولو كان بسيطًا في شكل أثاث المنزل أو في طريقة تفكيرها، على كل طرف أن يحاور نفسه ويناقشها بصراحة في السبب الذي أدى بحياته إلى هذا الوضع ثم يتخذ القرار بالعلاج السريع والفعال وبرغبة صادقة في استمرار الحياة الزوجية بدافع من الحب وليس بسبب ضغوط خارجة عن إرادة الشخص، ويجب أن نعلم أن الملل فترة طبيعية في حياة الإنسان وإذا كان هناك حب حقيقي وتفاهم مشترك فسيسهل التغلب عليها.

منجم للأمراض!

ويحذر الدكتور "مصطفى الحاروني" من الآثار المدمرة للطلاق النفسي حيث يخلق مشكلات اجتماعية ونفسية كثيرة، منها شعور كل طرف بالإحباط إزاء الطرف الآخر، ونظرة كل شريك إلى شريكه بعين الريبة غير القادرة على الصبر، وتغلغل المعاناة النفسية إلى أعماق الوجدان، ناهيك عن المرارة التي يعيش فيها الأبناء من جراء ملاحظاتهم لوالديهم وهما يعيشان منفصلين فكريًا ووجدانيًّا. وقد أثبتت أحد الدراسات أنه في حالة الانفصال النفسي يتحول الزواج إلى منجم للأمراض سواء النفسية أو العضوية، وأكثر الأمراض شيوعًا هو الإرهاق المزمن، وأمراض القرحة، والقلب، وسقوط الشعر، والأمراض الجلدية. كما قالت الدراسة: إن الانفصال النفسي وعدم المشاركة الجدية بين الزوجين هي في حد ذاتها مرض يتولد عنه مضاعفات كثيرة وهو ما يدفع أحدهما أو كليهما إلى إدمان العقاقير، وخاصة المهدئات بحثًا عن الراحة، وهي نوع سلبي من الحلول يهرب فيه صاحبه من المشكلة بحجة المرض. وتقول الدراسة: إن الحياة الزوجية الفاشلة التي تستمر إجباريًّا بين الطرفين لأي سبب تكون مقبرة للصحة ومنجمًا للأمراض على كل شكل ولون.

وتقدم الدكتورة "سعاد صالح" رئيسة قسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالأزهر، تقدم عدة نصائح للزوجة المسلمة من واقع تعاليم الإسلام والخبرة الشخصية منها:

* المحافظة على الأسرار الزوجية داخل أسوار غرفة النوم، على ألا ينام أحدهما وفي قلبه شيء من الآخر، وليتذكر كل من الزوجين قوله تعالى في تصويره للعلاقة بين الزوجين "هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ" أي أن كلا من الزوجين يمثل للآخر اللباس الذي يستره ويحميه.

* الكلمة الطيبة مطلوبة من المسلم عامة وبين الزوجين بصفة خاصة لأنها كما صورها الله سبحانه وتعالى كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، ووصفها للرسول الكريم بأنها صدقة وهي بين الزوجين تحقق الهدف من الزواج وهو السكن الروحي بين الزوجين.

وراء كل عظيم امرأة، ووراء كل عظيمة رجل؛ لأن الحياة الزوجية حياة تكاملية يكمل فيها كل من الزوجين الآخر، والمرأة مسئولة عن تهيئة السكن الروحي للزوج والتخفيف من أعبائه النفسية ومطالبته بالكسب والعمل للإنفاق على الأسرة.







قديم 18-12-2002, 07:09 AM   رقم المشاركة : 2
طيف حزين
(ود مميز )
 





طيف حزين غير متصل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي الكريم ..

سلمت يداك على هذه المشاركة الهادفة والتي تحمل في طياتها الكثير من النصائح ..

فجزاك الله عنا خير الجزاء واثابك على كلماتك هذه ..

جعلها الله في ميزان حسناتك ورفع بها درجاتك ..

للاسف اصبح الطلاق من افات المجتمع التي تزداد نسبتها وتزداد ضحايها ..

فاللهم ارحمنا برحمتك ..

تقبل فائق شكري وتقديري على مواضيعك الطيبة ,,

ملاحظة صغيرة ..

اخي الكريم دامبيش ..

من قوانين المنتدى ان يشارك العضو بموضوع واحد فقط في اليوم .. في المنتدى ..

فإذا زاد على ذلك فمن حقنا ان نحذف مشاركته الاخرى ..

وذلك حتى نضمن ان لا تتكدس المواضيع وتضيع الاخرى في الصفحات الخلفية ..

وحتى نضمن ان كل موضوع ياخذ حقه من القراءة ..

ولذلك وإن كنت اشكرك بالغ الشكر على مشاركاتك الرائعة والمتميزة ,,,

وعلى إثراء القسم بكل ما هو مفيد وجديد ..

إلا انني ارجو منك ,, الا تدرج اكثر من موضوع في نفس اليوم ..

استميحك عذرا .. في هذه الكلمات .. ولاحظ اني لم احذف مواضيعك لعلمي بتميزها ..

ولظني انك لا تعرف هذا القانون .. فاتمنى منك ان تتفهم الوضع ,,

وتقبل شكري وتقديري ..







التوقيع :
سبحان الله وبحمده ~~ سبحان الله العظيم

سبحانك اللهم نشهد الا اله الا انت نستغفرك ونتوب إليك

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:35 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية