وعلى الجانب الآخر من هذه الصورة: هناك فنادق الـ 5 نجوم في القاهرة وأفراحها من نوع آخر. والأمر لا يتعلق بارتفاع تكلفة إقامة الحفل حيث تصل تكلفته إلى أكثر من 10 آلاف دولار، فيحضره الفنانون والمطربون، وتصوره أكثر من كاميرا فيديو، وتصل طوابق تورتة العروس فيه إلى 17 طابقا، وترتدي فيه العروس وأهلها ملابس تكفي أسعارها لزواج مائة عروس… لكن الأمر يتعلق بالمطالب الغريبة التي يطلبها أهل العروسين، أو العروسان أنفسهما، هذا غير أجرة مطرب مثل عمرو دياب الذي يتقاضى 50 ألف جنيه (الدولار بحوالي 5 جنيهات)، ومحمد فؤاد الذي يتقاضى 20 ألفا، وهشام مصطفى "15 ألفا"، وخالد عجاج وإيهاب توفيق ومحمد الحلو "12 ألفا".
ومن هذه المطالب الغريبة التي ترضي غرور أصحاب الملايين من أبناء المجتمع المصري أن تكون تورتة العرس على شكل قلب أو أي شكل يختارونه من الكتالوج الخاص بإحدى مجلات الأفراح الأجنبية الشهيرة، وطريقة عرض بالليزر، حيث تنطفئ أنوار القاعة كلها، ويتم تسليط الضوء على التورتة متخذة أشكالا وألوانا جميلة مصحوبة بالموسيقى الصاخبة والدخان الأبيض الذي يصاحب دخول التورتة، ثم يقوم العروسان بتقطيعها، ويطعم كل منهما الآخر قطعة في فمه.
أما تزيين الكوشة بالورود الطبيعية فيتراوح ما بين 15-25 ألف جنيه، وتصل أحيانا إلى 100 ألف جنيه غير تكاليف باقي الفرح. والبعض يفضلون الاستغناء عن الكوشة التقليدية والجلوس على منضدة شرقية وسط الأهل والأصدقاء، وهناك من يطلبون تجميل قاعة الفرح بالبوص والعصافير، وهناك من يتشرفون أن يكون طابع الفرح أو الحفل طابعا بدويا أو طابعا فرعونيا، فتدخل العروس القاعة يحملها أناس يرتدون الزي الفرعوني أو تدخل العروس على ظهر جمل، أو بسيارة العروسين.
وهناك موضة أخرى في هذه النوعية من حفلات الزواج: حيث يقوم العروسان بعرض صورهما على شاشة كبيرة داخل القاعة كل على حدة، وتحتوي الصور على تفاصيل حياة كل منهما منذ ولادته وحتى يوم الخطوبة.
هذه بعض أجزاء من صور لأفراح تكشف خبايا المجتمع المصري، نقف عندها لأنها تحتاج منا إلى قليل من التفكير.
العرض العادي
