أعلنت مصادر إعلامية فلسطينية أن قذيفة أطلقتها قوات العدو الصهيوني ، ليلة الأربعاء ، حولت الجزء العلوي من جسد طفل إلى أشلاء تناثرت في غرفة نومه، في منزله المتواضع شمال حي الأمل.
ويقول محمد شقيق الشهيد إنه في لحظة سقوط القذيفة التي أطلقها جنود الاحتلال المتمركزون في موقع الغورية العسكري على محيط مستوطنة 'جاني طال' لم يكن في المنزل سواه مع الشهيد وشقيقه الأكبر عبد الوهاب، بينما كان أشقاؤه الآخرون عند أحد الأقارب ينتظرون مكالمة هاتفية من والديهم، اللذين يتواجدان في مصر بقصد العلاج منذ ثلاثة أسابيع.
وقال محمد، إنه وشقيقه ذهبا إلى المسجد، حيث أديا صلاة العشاء، ثم تركه لزيارة أحد أصدقائه، ليعود بعد ساعة إلى المنزل، حيث تناولا طعام العشاء، ثم انصرف محمد لمتابعة دروسه، فيما ذهب الشهيد إلى الصالة لينام.
وأضاف محمد أنه وفي تمام الساعة الحادية عشرة من قبل منتصف الليلة الماضية، استيقظ على صوت إطلاق نار من الموقع الذي يبعد أقل من 100 متر من الناحية الغربية لمنزلهم، وبعدها بلحظات دوى صوت انفجار، بدا لشدته وكأنه داخل المنزل، فسارع إلى الصالة، حيث يرقد الشهيد جواد، فوجده مليئاً بالغبار، وعندما اقترب من الشهيد رآه ملقى على الأرض في الزاوية الغربية الشمالية من الصالون وتغطيه بعض الكتل الأسمنتية وشظايا القذيفة التي اخترقت سقف الصالون والأسبست، وعلى الفور سارع محمد مع شقيقه الأكبر عبد الوهاب لرفع الحجارة عن جواد، فوجداه غارقاً في بركة من الدماء.
وأشار إلى أن الجيران الذين توافدوا على منزلهم أعانوهم على حمل الشهيد وهو ينزف بغزارة جراء إصابته بشكل مباشر بشظايا في البطن واليدين، إلى أن وصلت سيارة الإسعاف مخترقة إطلاق النار الذي كان يتطاير في كل مكان، منوهاً إلى أن الشهيد دخل في حالة غيبوبة، وبعد ربع ساعة من نقله الى مستشفى ناصر أعلن عن استشهاده.
ويؤكد محمد، أن تلقيه نبأ استشهاد شقيقه كان بمثابة الصاعقة خاصة في ظل غياب والديه وهم يعلمون خطورة المنطقة التي يقع فيها منزلهم، مشيراً إلى أنهما كانا يتصلان بهم يومياً للاطمئنان على أبنائهما، وبالاسم، وكأنهما يعرفان أنه سيحدث لنا مكروه.
الدمار الذي خلفه الاحتلال بالمنزل الذي سقطت فيه القذيفة والمنازل المجاورة، يؤكد نوايا الاحتلال المبيتة لارتكاب المزيد من المجازر بحق المواطنين العزل، وهذا ما أكده سكان المنطقة، الذين وصفوا ما شهدته المنطقة بأنه أشبه بحالة حرب جراء كثافة النيران والقذائف التي كانت تطلق من كافة المواقع العسكرية المحيطة بمستوطنتي 'نفيه دكاليم' و'جاني طال' رغم الهدوء الذي كان يسود المنطقة. ولا نقول إلا ما يرضي الرب: 'إنا لله وإنا إليه راجعون'.