.. سجن الأحزان ..
أستر أحزاني بالأستار .. في سجن خلف القبضبان ..وعلى بابها أقفال .. أسرد فيها سطوري .. واحل فيها جمودي .. وأنثر بها حرقة قلبي .. هناك قيدت معها بقية عمري .. لم تدعني أغادر .. فكيف لي أن أهاجر أدخلت السجن حينما بدئت قصتي .. لأرى العذاب والهوان .. والتعب والشقاء .. بفقدي لمعنى الوفاء .. وأبدلها بالعداء .. كانت بدايتي جميلة .. تحكي للناس كأسطورة .. تحفر على جدران الجبال .. ويذهب إليها الأطفال ..ليداعبوا الحروف .. ويعكسوا الرسوم .. ويمحى كل أثر يستطيع تفسيرها الترجمان .. فكانت مجرد كلمات تجتاح .. ذلك الصخر اللواح .. بعلوه شق السحاب .. ولقوته ضربت الأمثال .. وأسفله بحر كاسح .. يتصادم مع أدناه .. فحطمه ولاشاه .. ومع هذا بقي محافظا على صموده ..فإن قسى الموج عليه .. لهدم الجبل بأكمله .. وبقيت أسيرة في السجن مدى الحياة .. فهذه تهمتي وأسطورتي نقشتها على جدران سجني علّا عندما ينقضي عمري .. تفتح الأبواب المليئة بالأقفال .. ويحملون هامتي .. فيعرفون سبب أيري ..
*3