كيف لا اتسائل
و قد اضناني الهجر
و تخطف قلبي اللظى
وكاد يمرق ربيع العمر
وما تزال حياتي
موبوءة بالغياب
كيف لا اتسائل
و ما زلتِ من عرش الغمام
تتكلين على ملح الملام
و تهرقين تراتيل البكاء
لتبقيني على ضفافك
بشص الوعود
كم رتقت ثقوب الامل
و انا اناجي طيفك
بين ثنايا الرؤى
فلم تربو الا مساحات الاسى
و لم يرتد لوجيب المراثي
الا زفيرا هتون الانين
و شهيقا مثخن الجراح
أمَا زِلتِ متحاملة علي
لمًا بُحت اليك بَِلا غيرتي
و قلتُ ان المرأة الشرقية لا يُغار عليها
لانها ببساطة انثى رصينة
لا تتعطر الا للقمر
و لا تضفر خصلاتها الا في السحر
و تزن زغب الهمس على شفتيها
بمكيال ذرات التبر
و ان العشق لديها سر ملتبس
بالكاد ُيطارحه علياء قلبها
مع اخمص قدميها
ها انا اجدد لا غيرتي
و اسمل حدقات ريبتي
فممن اغار عليك
و انت لا تبرحين برجك
تستوطنين مرمرا صلدا
تزين اركانها ازهار منافقة
و جنة فيئها بلا حفيف
على ضفة نهر نفقت فيه الاسماك
لم لا تنيخي ذاك الجمل
و تحرقين الهودج المختال
لتنعم الرملة بملمس مداسك الاسيل
و لتساهمي في كنز اللبنات الحلال
كي نبني مأوانا الجميل
\