زحفتْ جيوشي غاضبهْ
تطلبُ النصر العظيمْ
دوّى برأسي عندها
صوتٌ حالمْ:
"تقدموا"
عصفتْ بجيشي زوبعهْ
أصختُ بخوفْ
فإذا الصوتُ الحالم:
"تقدموا"
قلتُ لجيشي:
"النصر لنا
"ذلك الخصم أعمى
"لن يصيبنا منه غير صوته الكاذبْ"
تراجع خصمي القهقرى
لمحتُ قطرة ماءٍ ساخنهْ
على جبين القائد العظيمْ
وهمس الصوت في نفسي
"تقدموا"
وفي خضمّ المعركهْ
نادى منادٍ بيننا
"هدنهْ"
لم أنتظر
قلت واثقهْ
"نعم"
في غفلةٍ مني
تناقصتْ أعداد جيشي
فصحتُ في غضب
"خدعهْ"
ولمحتٌ أسناناً لامعهْ
تبرز من فم القائد العظيم
وسمعتُ الصوت الحالم
"تقدموا"
ثمّ دوّتْ في السماءِ طلقات
وسمعتُ القائد العظيم
"قوّتهم صابون
"نحن صنعناها
"فقاقيع مدافعهم
"تذوب في أعينهم فبل الهواء
"طلقاتٌ إسفنجيهْ
"ترتدّ إليهم قبل الإصابهْ"
وصاح الصوت الحالم
"تقدموا"
وتناقصتْ أعداد جيشي
فاشتعل الغضب المرّ في رأسي
لكن لم أَنْبِس
بل نظرتُ في صمت حائر
إلى القائد العظيم
تفطّرتْ أكباد جنودي
فاندفع الجيش المجنون يقاتل
ولمحتُ وميضاً من نصرٍ
فصحتُ في أمل حالم
"تقدموا"
وسمعتُ الصوت يقول:
"كش.. مات الملك"