شرع الله الزواج نعمة منه وفضل لحفظ النفس ولتحقيق
الاستقرار الاسري والنفسي ولسكن الارواح والاجساد،فهو رباط وميثاق مقدس بين الرجل والمرأة.
فالزوج يصبح لزوجته الراعي والمسؤول عنها وعن أمنها النفسي والجسدي ومن يؤنس وحشتها
والزوجة كذلك فتنشأ بينهما علاقة تكاملية وتوزع بينهما المسؤليات والمهام ولكلٌ منهما أدوارمنوطه به
ولحياة زوجية ناجحة وآمنة ينبغي تحقق المودة و الرحمة والمحبة ،فلعلاقة مترابطة ومتينة لابد من
مُراعاة المحبةوالوفاق العاطفي وتفعيل "وسائل التعبير" الكتابي واللفظي والحسي للتعبير عن
المشاعر وتفعيل العاطفة با ستمراربين الزوجين ،فإذا فُقد التواصل العاطفي بين الزوجين حل "الطلاق
العاطفي" بسبب الجفاء في التعامل او عدم مبالاةأحدهما بالجانب العاطفي وتغليب الجانب
على العاطفي،اوكتمان العاطفه لمفاهيم أجتماعية خاطئة مترسبة بسبب التنشئة بأن الزوجة لاتفضي
بمشاعرها لزوجها وكذلك الزوج لكي لايرخص من قيمتها وبأن الزوج إذا سمع من زوجته كلمة الحب
أعرض عنها!!بالطبع الاعتدال في إفضاء المشاعر امر مطلوب لكي لاتصبح كلمات الحب ممجوجة
ولكن على الزوجة وكذلك الزوج إستخدام الوسائل المختلفة للتعبير عن المشاعربإعتدال،وهناك نقطة
مهمة وهي قديعبراحد الزوجين عن مشاعرة ولكن لمفاهيم مترسبة قد يتحفظ أحدهما من مبادلة تلك
المشاعر او قد يسخر منها وهذايسبب شرخ عميق في نفسية من سُخر منه،فبالصبر شيئاًً فشيئاًً على
الزوجين كسر أية قيود قد تحول بينهما وبين تفعيل التواصل العاطفي ، وقد يحدث الطلاق العاطفي عندما
ينظر كلا الطرفين للعلاقة الزوجية بأنها "تنافسية" ومن منهما سيرفع "الرايه"ويفرض سلطته الزوجية
على الآخر فتغيب "لغة الاحترام"، فتفقد الحياة الزوجية بهجتها ورونقهاوتبدأ المشاكل بالظهور،وأذكر
قصة لإمرأة متزوجه منذ 12 سنه وتشتكي من زوجها وتطلب أستشارة( وقالت لي :ياليت تدرسين حالته
وتصفين العلاج فنصائحكِ فعالة!!أبتسمت وقلت لها: ليس دائماًً فأحياناًً أُخطئ!! فسألتها خلال 12سنة كم
رسالة تُعبرين بهاعن حبك وأشتياقكِ وحنانك ومشاعرك أو تثنين عليه بها أرسلتيها له؟! سواء كانت رسائل
عن طريق الموبايل"نصية،وسائط"وكم هديه اهديتيه،وهل حاولت أضفاء الكثير من الأثارة
والتجديدبعلاقتك معه،وكم مرة غيرتي "باللوك الخارجي"وهل أهتممتِ بمظهرك لأجله ؟!،وقارني بينه
وبين قريباتك او صديقاتك وأنظري من أكثر من نال نصيب الاسد من إهتمامك؟،قالت: بصراحه قريباتي
وصديقاتي أرسل لهم وأهديهم أكثر ولم اعد اهتم"باللوك" كالسابق ....، وبعدين هو المفروض أنه
يهديني هو الرجل!!! فقلت لها :وتتسائلين لما تشعرين بالرتابه والجفاء وشبه إنعدام للتواصل
العاطفي؟!!وبأن حياتك آلية كئيبة فتصرفاته إنعكاس لتصرفاتك وردة فعل على الفعل!! ،فهو رجل له بناؤه
النفسي والجسدي المُختلف ولكنه إنسان يشعر بمثل ماتشعرين به فهذا الرجل الطويل الضخم يحمل
بين حناياه قلب طفل سرعان ما يخفق طرباًً وتتهلل أساريره فرحاًً لكلمة مديح او حنان او لهدية تقدمينها
له،وتومض عيناه عندما يراكِ جميلة متألقة، أليس هو من وفر لكِ سبل الحياة الكريمة: بلى،قلت :فلما
تبخلين عليه بالمشاعروالهدايا وأضفاءالتجديد والاثارة والاهتمام بمظهرك لأجله ألا يستحق ذلك" لنبله
ومروءته وحسن تعامله " قبل ماله، ألايستحق أن تعطيه برستيجه ) كما يرغب وسيمنحك كل ما يملك
سرًا وعلناًً،فالبعض للأسف ينظر للزواج على أنه دفترحسابات وهذا بحد ذاته بداية للطلاق العاطفي
وحدوث شرخ في العلاقة الزوجية،فتحول الزواج لدفتر حسابات بين الزوجين وكلاًً منهما يحسب على
الآخر المشاعرو الاحاسيس والهدايا،عندها ستصبح الحياة الزوجية كدفتر حسابات لاروح فيها.
"دُمتم بخير"
العرض الشجري
