طبعًا! ثمة من يذكرنا من الباحثين أن الأقراص الصلبة لا تنسى شيئـًا، حتى بعد إلقائها في الشارع. النتيجة: على كل مستخدمي الحاسوب التزود بمطرقة ثقيلة
أسوشييتيد بريس
هل قمتم ببيع حاسوب قديم، أم ألقيتم به إلى جانب حاوية النفايات؟ أوتظنون أنكم محوتم جميع الملفات الشخصية من الأقراص الصلبة؟ هل أنتم على يقين من ذلك؟ باحثان من خريجي جامعة "MIT" يقترحان عليكم إعادة التفكير في الأمر.
خلال العامين الأخيرين، قام سمسون غرفينكل وآفي شلط بشراء 158 قرصًا صلبًا مستعملاً عن طريق موقع المزادات العلنية "eBay". هدف التجربة: الفحص إذا كان الناس يكلفون أنفسهم التأكد من أنهم قاموا بمحو كامل للمعلومات الشخصية والمعلومات المتعلقة بالأعمال من الحواسيب التي يهملونها.
وقد قرر غرفينكل إجراء البحث في أعقاب حادث مربك جرى له. فعندما كان يدرس في الثمانينيات في جامعة "MIT"، قام باستعمال الحاسوب الخاص بأبيه. ثم أعاد غرفينكل الحاسوب لأبيه، غير أنه نسي التأكد من أنه محا كليًا الملفات التي أضافها إلى القرص الصلب. ومن ثم، فقد ثار فضول والده، الذي قام بقراءة يومياته الشخصية، التي تم حفظها في الحاسوب.
الذاكرة المحوسبة لا تنسى شيئـًا
لقد استعمل معظم الأقراص المقتناة لغرض التجربة، في الماضي، في أعمال خاصة، في حين استخدم القليل منها في البيوت والمؤسسات العامة. فمن بين الأقراص الـ129 التي كانت لا تزال صالحة، 69 احتوت على ملفات يمكن استعادتها، و49 من بينها احتوت على "معلومات شخصية هامة"، شملت مستندات طبية، رسائل غرامية، صورًا إباحية وأرقام بطاقات اعتماد.
وتم إهمال 150 ألف قرص صلب ورميها في العام الماضي، في الولايات المتحدة وحدها، من قبل مستخدمين خاصين، مؤسسات عامة وشركات تجارية. وبحسب بحث قامت به شركة "غرتنر داتاكويست"، فإن كثيرًا من هذه الحواسيب أنهى حياته في حاوية القمامة، لكن قسمًا منها وجد طريقه ثانية إلى سوق الحواسيب. وعلى مر السنين، تحدث مستخدمون للحواسيب عن أنهم عثروا على معلومات شخصية في الأقراص الصلبة التي يمتلكونها، حيث أثارت هذه الأحاديث تساؤلات حول مدى فهمنا ومعرفتنا بما يتعلق بالذاكرة المحوسبة، التي لا تنسى شيئـًا، إلا إذا أمرناها بذلك بصورة واضحة.
وتبين في ربيع العام الماضي، أن ولاية بنسلفانيا الأمريكية قامت ببيع حواسيب مستعملة تابعة لمؤسسات حكومية، كانت تحوي معلومات عن موظفين حكوميين. وفي نيفادا، اشترت إحدى النساء حاسوبًا مستعملاً، كان يحتوي على معلومات تتعلق بـ2000 من زبائن صيدلية في أريزونا. وذكر غرفينكل وشلط، اللذان أعلنا عن نتائج بحثهما في مقال نشر يوم الجمعة الماضي في مجلة "IEEE - أمان وخصوصية"، أنهما أول باحثين في المجال الأكاديمي، عمليًا، يعالجان هذه المسألة الشائكة، وإن لم يكن بحثهم علميًا تماما.
الحل: مطرقة ثقيلة
في بعض الأحيان، الطريق الوحيدة لمحو مجموعة ملفات بشكل كامل هي "سحقها"، أي إصدار أمر للحاسوب بكتابة ملف جديد فوق الملف القديم، ويفضل تكرار هذه العملية عدة مرات. بالنسبة لمستخدمي "يونيكس"، يكفي أمر واحد لمحو الملف. أما مستخدمو الـ"Windows" الذين يرغبون في التيقن من أن المعلومات التي تم محوها قد أزيلت حقـًا، فإنهم يستعينون ببرمجيات غالية الثمن، مثل "AccessData".
ومع ذلك، ثمة كثير من مستخدمي الحواسيب، الذين يستعينون بوسائل قديمة لكنها مضمونة، بهدف إزالة ملفات ومعلومات. إنهم يقومون، وبكل بساطة، بتحطيم القرص الصلب بواسطة مطرقة جد ثقيلة!