آآآآآآآآهـــ وللعيــــــــد شجن

[ضحية صمت]

يالله .. ما أجمل طيف الخيال الحالم .. وما أبهى ليل الشتاء الساجي ..

يوم أن يجتر الفؤاد حديثا من الذكرى .. أو حنينا من الماضي .. ويزداد الفؤاد الصادق ولوعا بحديث الأشواق .. يوم تحلو مؤانسة الأحباء .. ولقاء البعداء القرباء .. بعد نأي وفراق .. وبكاء واحتراق .. اكتوى بلهبه القلب .. وحكى عن حبه الحب ..

كيف لا ؟؟ والاعياد قد أشرعت أبوابها .. والقلوب قد سامرت أحبابها .. عندئذ قفز الى خاطري المكدود .. ما سطره مالئ الدنيا و شاغل الناس .. يوم أن قال .. وأغنى عن كل مقال ما قال ..

عيد بأية حال عدت ياعـــيد .. فيما مضى أم بأمر فيه تجديد ..

أما الأحبة فالبيداء دونهم .. فليت دونك بيدا دونها بــيد ..

إنها مشاعر الوجد المحرقة .. وحروف الوفاء المعبر .. وتباريح الرحيل الأليم .. وعبرة البكاء الخانقة ..

عجبا لك ياأيها العيد ..

نقف أمامك بشموخ .. ونحن نشعر بذل خانق .. ونملأ وقتك بالإبتسامات .. لكنها لا تخلو من مرارة .. وتعلو ضحكات جميلات .. من قلوب تطفح بالحزن والأسى ..

أيها العيد ..

بساط السنوات الممتد .. نقطعه في لحظات .. وحبل الذكريات الحافل .. يصرم بدمعات .. ورنة وفاء قد يهمس بها الفؤاد الى اللسان .. فتموت على شفاهنا .. ولما ننل منها المراد ..

أيها العيد ..

هل أحدثك حديث السعداء .. ؟ وبهاء الأغنياء .. ؟ أم أحكي لك دمعة من عين فقير جرت ..؟ أو يتيم ترقرقت ..؟ أو نسيم جر من ذكرى راحل أريجا .. ؟ ومن حديث مسن عبيرا ..؟

أيها العيد السعيد ..

من سعيد ؟ من تريد ؟ من قديم أو جديد ؟ من يا ترى .. ؟ هل يا ترى .. ؟ كم يا ترى .. ؟

أيها العيد ..

من لغة العشاق .. عشقنا كلمة الحب .. ومن حديث الذكرى .. تاهت بنا الأطياف .. ومن زهورالوداع .. جنينا رحيق اللقاء ..

فماذا عنك أيها العيد .. ؟ والله لا أدري بما تعود ...

أيها العيد ..

هذه حروف عزفت من فؤاد واله حزين .. يعشق الصمت .. ويحب العشق .. له في الترحال باع .. ومع الأشواق صراع .. إن نأى حنّّ .. وان استقر جن ..

أيها العيد ..

بيني وبينك عهد ود لا ينقطع .. وسيل عتاب لا ينتهي .. ولكن عذرا .. لئن كنت بهجة .. فذاك إليك .. شرفك الله وأعطاك .. ورزقك وأعلاك ..

أيها العيد السعيد البعيد ...

يقول شاعرنا العربي الأبي .. ( المتنبي ) :

يقضى على الـمرء في أيام محنته .. حتى يرى حســـنا ما ليس بالــــحسن ..

أيها العيد ..

عذرا على جفوة العاشقين .. وأنين المكلومين .. ودموع المفجوعين ..

فلما هل الهــلال .. وتاه الجمــــال .. ســامرني هــلالك .. وخاطبني جمــالك ..

مهلا يا أسير الأحزان ..

فما أنا الا بسمة مرسومة على شفتيك .. تبعث بها الأمل .. وتشحذ بها الهمم .. وتحكي معنى الثبات .. مستنشقا عبير التفاؤل الفواح .. عند الصباح .. فاشدد عزيمتك .. وقو شكيمتك .. فالكل ينظر اليك .. ويتباهى لناظريك ..

عندئذ .. وقف اليراع عن المسير .. معارضا رغبة الأمير .. ذلك الفؤاد الأسير .. فعجبا لتقلب الأيام .. وتفاوت الآلآم ..

ولم العجب .. والحلم قد غاب .. وأصبح كالسراب .. وعادت المواجع .. سائرة جيوشها .. فازينت عروشها .. وانقضى الحلم الجميل .. مع بزوغ شمس الأصيل .. عازفا لحن الوفاء .. راسما معنى البهاء ..

وكل عاااااااام ... وأنتم بخير ...