إنَّ المنهج الإيجابيَّ للأبوّة هو الطَّريق الوحيد الذي يضمن لكما أن يحصُل أولادكما على الحُبِّ والإرشاد اللذين يحتاجون إليهما. فالاعتِراف بإنجازاتِهم يُعطيهم الثِّقة في ما يُكافِحون للقيام به، وتَصَرُّفًا فكريًّا صحّيًّا يعتمدونه في سنِّ البلوغ.
امضي يومك في مُراقبة والتفكير فى وتقييم تفاعُلك مع أفراد الأسرة وتفاعلهم بعضهم مع بعض في بيئتهم المعيشيّة الخاصَّة بهم كي تدرِك جذور المشاكل التي يواجهونها ظاهريًّا- وحلُّ هذه المشاكل يمكن أن يكون مُعَقَّداً، كالعمل على حلِّ أُحجيَّة صعبة جدًّا، ولكن بمُجَرَّدِ طَيِّ الصفحات الواحدة تلوَ الأُخرى، سوف تكتَشِف القصَّة المُخَبَّأة فيها. فَكَونُكما والِدَين ستقومان برحلة طويلة ومثمرة وسيتتسنّى لكما روية أماكن جميلة على طول الطَّريق، ولكن أحياناً ستصلان إلى طُرُق مسدودة. ولِكَي تَتَجنَبَّا انعِطافات عديدة خاطئة، حاولا البقاء على إيجابيَّتكما.
كَراشِدين، نُعَبِّر عن أنفُسنا بِحُرّيّة، وأحيانًا بِطلاقة، مع الذين نَعرِفهم أفضل معرفة، متوقِّعين منهم أن يَتَمَكَّنوا من قراءة ما بين السطور، إن كان ذلك ضروريًّا. بالنّسبة للأولاد، هذا شيء يتلعمون تنميته فقط عبر الزَّمن. تَعَلُّم الإصغاء هو المهارة الرّئيسيّة التى يجب أن تتقناها! فأولادكم يَنظُرون إلَيكم كَوالِدَين، فتَحَمَّلوا مسؤوليَّة أفعالكم واستَمِرّوا في التَّحَدُّث والإصغاء إليهم. قَد لا يبدو ذلك مَسألة مُهِمَّة بالنِّسبة للأهل، ولكن بالنّسبة للطفل، قد يُشَكِّل كلَّ الفرَق.
قبل ولادة الطّفل، يّملِك مُعظَم النّاس نَطرة مِثاليّة عن نوع الأهل الذي يَوَدّون أن يكونوه. الكل يرغب فى أن يكون الأب المِثالي أو الأم المثالية، فما معنى كلمة مِثالي ؟ إنَّ تربية الأولاد هي القيام بالتِزام شَخصيّ وبالتَّضحيات أحيانًا على طولِ الطَّريق. ولكن لنتأكد من حقيقة أنَّ الأهل كلّهم يَتَعَلَّمون فيما هم يَتَقَدَّمون. حينَ تَتَّخِذ قراراً خاطِئاً، يجب عليكَ أن تتعلَّم من خطئك وأن تأخذ قرارًا أفضَل في المَرَّة المُقبِلة. فأنتَ تَقتَرِف خَطَأً إنِ استَمَرَّيت بتكرار الأمر من دون تغيير النَّتيجة.
إن الخَوف من الفشل والخَوف من السُّخرية هما أحد العَوائق الكُبري التي نرى الأهل يواجِهونَها. الخَوف، ثم الخَوف، ثم الخَوف. إنّه عائق حَقيقيّ، إنّها طاقة سَلبيّة تقود إلى الفشل. وعادة، يأتي الخَوف من عَدَم إدراك ما ستكون نتيجة وَضع ما ومن قَلَّة الثَّقة والشَّجاعة. وِقلّة الدَّعم يمكن أن تزيد الأمر سوءاً، وحين يشعر الأهل بهذا، يَظُنّون أنّه من الأسهَل تَجاهُل المشاكل ويَأملون أن تزول في النهاية. ولكنَّ جلوسكما في فى المِقعَد الخَلفى في حياة عائِلَتِكما يودّي إلى الفوضى.
لا داعى للندم على ما فات فقد خُلِقنا وعينانا في مُقَدِّمة رأسنا وليس في الجهة الخلفيّة منه، حتّى نَتَمكَّن من النَّظَر إلى الأمام وليس إلى الوراء. فلتكونوا أنفُسكم الأمّ المِثاليّة والأب المِثاليّ وتَوَلَّوا زِمام الأمور، وتَحَكَّموا بحياة عائلَتكم.