أحياناً في لحظات الصفاء،
حينما تجلسان تحت شجرة المساء،
والهواء عليل والنجوم تبرق في السماء،
وأصابع يديه تعبث بخصلات شعرك الملساء،
وعينيه تنظر إليك بشوق وتتلالأ لعينيك بالضياء،
ووجهك مسترخ يكسوه الحياء،
وعندما ترين حبه وأهتمامه،
تندفعين وتتحدثين في أمور كثيرة لا شأن له بها،
قد تتحدثين عن مشاكل بيت أهلك، أو مساوء والدك،
أو ماضي أخوك، أو عيوب أختك،
أو قد تتحدثين عن ماضيك، البريء الذي لا يفهمه الزوج
أو عن مغامراتك العاطفية التي سترها الله عليك،
أو عن ما تعتقدينه عن نفسك من نظرات أستنقاص
أو عن رأي الأخرين بك والذي يسيء إلى مشاعرك
أحذري لحظات الصفو،
فعندما يغازلك، ركزي في الإستمتاع بالمغازلة،
وليس بالفضفضة،
إنه يغازلك ليستمتع معك بالرومانسية أوالمداعبة أو الجماع،
فلا تغتري كثيراً بالوضع، ولا تخدعي بالأجواء الحميمة،
وتعتقدين إنه قد حان الوقت
لتفضفضي،
فتهمين بكل ثقة في نفض الغبار عن ذكرياتك الأليمة
وأحزانك العقيمة،
وأسرارك القديمة،
وتخرجين كل ما كان في عليتك من سقط أفكار،
وتبدئين في وضع رأسك الثقيلة على كتفه،
وجر أنفاس الماضي النتن من شدة قدمه وقدمه،
والألم الميت الذي رم ورمرم،
والذي لا زلت تذكرينه وتحيينه
كلما سمعت صوت أغنية تقول ( كلي جروح)
ثم تنحبين وتشهقين، وتجترين الحزن والمآسي
التي تتشبثين بها
.......
كأنها أنت روحك وعقلك وحياتك،
وكأنت بلا تلك الجروح لن تكوني انت،
كأنك ستموتي، لو تركتها ترحل بسلام...!!!!
كأنك تقولين له : هذا أنا مجموعة جروح وأحزان،
لست سوى موميا خلفتها دهرية الفراعنة،
أنظر كيف حنطوني وقيدوني،
وزرعوا الكافور واليأس في جروحي
لتبقى حية أبد الأبدين...
أاهي أهي أهي،...!!!
.......
وكأنه بعد أن تفضفضي
سيرأف بك ويأخذك في أحضانه
كأم رؤوم حنون
لن يفعل، وإن فعل، فلأجل الواجب،
يعني إنك لن تعودي في موضع الحبيبة،
في تلك اللحظة، فقد افسدت الأمر،
وبكل ما تحمل الكلمة من معنى
كنت نكدددددددددية،
نكدت على الرجل
وأفسدت مزاجه
وخربت على نفسك لحظات حب ثمينة،
حسدت نفسك بنفسك يــحلوة...
أستخسرت الفرحة على نفسك.......!!!!
هل أنت ممن يكرهون الخير لأنفسهم،...؟؟
ويستكثرون الفرح على ذواتهم، ...؟؟
أم إنك تخشين الغزل وتتهربين منه لإعتقادك إنك لا تستحقينه، لسبب ما،
أم إنك لا تعرفين كيف تواجهين الحب واللحظات الجميلة
( يعني ما عندك ثقة بنفسك)
من أنت لتفعلي بنفسك ذلك.......!!!!
لعلك كنت تنتظرين كل هذه الأعوام، الشخص الذي
سينتشلك من ضيم السنين، وواقعك الحزين،
فما أن وجدته، حتى بدات في سرد قصة حياتك الأليمة،
إني أحذرك
ستكون هذه الخطوة، مباشرة وجيده
في إضافة جرح جديد إلى جراحك،
ووجع آخر إلى أوجاعك،
فقد يهرب سريعاً،
فلا أحد يريد أن يتزوج أبو الهول
الذي صفعته الرياح على مر الزمن
وطافت به شتى البلاوي والمحن.
كوني زوجة عاقلة،
وإمرأة ناضجة،
وفتاة جميلة بشوشة باسمة.
فالرجل مهما بدأ قاسياً
يحب المرأة الحنون المتسامحة،
التي ترى الدينا بقلب من ماس،
لا يحمل أي غبار،
لأنه يعتقد بالفطرة أن الحنان والتسامح إمرأة.
حتى حينما يكون شريراً شرسا، ...!!!
إن كان الماضي قد حطمك، دمرك،
......أو عبث بجمال حياتك،
وأستهلك أجمل سنوات عمرك،
إن كان قد فعل فعلته التي فعل،
يكفيه ما فعله بك يكفيه،...
فكفيه عنك اليوم كفيه...
وأبعديه بعيدا هناك....
ثم اتركيه،....
يموت بمن معه ومن فيه،
لا تسمحي للماضي بأغتيال حاضرك
ومستقبلك تباعا،
أوقفيه عند حده، وأقتليه،
وبتفاؤل أنظري لهذا الرجل أمامك،
ذلك الزوج الذي يهبك لحيظات من الحب الخالص
قد لا تدوم طويلاً ، فإستفيدي منها الآن،....
وأهتمي بها لعلها تدوم،
عامليها كجنين يحتاج الحب لينموا،
كماسة تحتاج الصقل لتبرق
كأهم ما تملكين،
فليس من ملك لك في هذه الدنيا سوى لحظتك هذه...
فإرشفي ما فيها، وأستمتعي بها،
عيشي لحظاتك، بحلوها، قبل أن تتجرعي مرها.</b>