ذات يوم كانت الأم منشغلة في الأعداد لمناسبة ستقيمها ، وكانت تلك الطفلة ذات الأعوام الأربع تستعد لبدء يوم جديد وهي مليئة بالنشاط والحيوية . كان لديها طاقة يجب إفراغها كمثل كل من هو في سنها . أفرغت جزء منها في غرفتها ثم توجهت إلى أمها في المطبخ وبدأت بمشاغبتها . الأم ليس لديها لا من الأعصاب ولا الوقت ما يجعلها تسمح لطفلتها بتلك المشاغبات الطفولية .
قالت لها عدة مرات : ( يا حبيبتي .. يا قرة عيني .. أذهبي لغرفتكِ والعبي كما تشائين .. الضيوف سيصلون ولم أنتهي بعد من إعداد الطعام .. اذهبي قبل أن أغضب منكِ .. سأحضر العصا وأضربكِ .. أين أنت يا والدها تأخذها من هنا .. أوف .. وبعدين .. ) ولكن دون جدوى فالطفلة مصرة على إفراغ طاقتها . وصل الحنق بالأم حده . أخذت طفلتها إلى غرفة أخرى وقامت بتقييد يديها الصغيرتين ببعض بحبل من الألياف الصناعية . وذهبت تستكمل عملها قبل وصول الضيوف بعد أن أقفلت باب الغرفة على الطفلة .
بعد مضي ما يقرب من ساعتين كانت الأم قد انتهت من إعداد كل شيء وارتدت ملابسها استعداداً لاستقبال الضيوف المتوقع وصولهم خلال دقائق ، ذهبت لتفقد طفلتها وعندما فتحت الباب فإذ هي ترى ما جعلها تشعر بأن الكون تبدل وأسود ، تماماً كما حدث ليدي الطفلة الصغيرتين وقد تبدل بياضهم سواد ، بعد أن منع الحبل الدم من التدفق بها .. هرعت إليها كالمجنونة تحملها بإحدى يديها وتفك وثاقها باليد الأخرى وهي تجري بها إلى أقرب مركز طبي . لكن الوقت قد فات ولا يمكن إعادة الحياة إلى تلك اليدين الصغيرتين . قرر الأطباء بتر كفي الطفلة خوفاً على حياتها وتم أجراء العملية .
عندما نهضت الطفلة وزال عنها مفعول المخدر ، نظرت إلى ذراعيها ولم تجد أصابعها .. أين ذهبوا ؟؟ أين اختفوا ؟؟ هل فعلها القط وسرقهم وأكلهم كما كانت تهدد أمي دائماً أم ماذا ؟؟ رفعت الطفلة رأسها فإذ بأمها تجلس قرب رأسها و تضع يدها على جبين الطفلة والدمع يفيض من عينيها والحسرة تقطع قلبها . نظرت الطفلة إلى أمها نظرة توسل واستعطاف وقالت ( بكل ما تعنيه براءة الطفولة من معنى ) : ( أمي .. أرجوكِ .. أعيدي لي يدي .. والله لن أعيدها مرة أخرى )
(منقووووووووووووول لتعم الفائده )