العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 28-02-2003, 05:13 PM   رقم المشاركة : 1
Ba6a6es
( ود نشِـط )
 
الصورة الرمزية Ba6a6es
 







Ba6a6es غير متصل

بكاء على الاطلال

ملاءة السرير

بكت طويلاً لأن سيجارته التي غفت بين أصابعه ليلة الأمس أحرقت غطاء
السرير الذي ظلت تدخر ثمنه طيلة العام لكي تهديه إليه هذا الشتاء.

بكت طويلاً لأنه أحرق وردة البنفسج التي تزين الملاءة الصوفية وجرح نبلها
الحزين.

بكت بصمت لأنه سمح لسيجارته ببصيص جمرتها الدءوبة وباستهتاره العبثي
المزمن أن تحوّل كل الدفء الذي ادخرته إلى أطلال وأشلاء سوداء يكسوها رماد
الدهشة المرة!


***************

دفتر الرسائل

بكى دفتر الرسائل بعد أن غلبه الشوق زمناً طويلاً إلى هذيان العشق في
رسائل الغرام.

بكت سطوره الفارغة لأن اليد التي امتدت إليها أخيراً لم يذكها الوجد، ولا
أضناها السهاد؛ بل كانت بوقع كلماتها الخشنة القاسية تملأ امتدادات تلك
السطور الرحبة بالشك والريبة والقطيعة، ثم تطلق أعيرتها النارية بشكل
عشوائي لتدمي بياض الصفحة المسجاة وتقطع أوصالها الأليفة!


*****************

ربطة العنق

بكت ربطة العنق من شدة تململ صاحبها وأنين حزنه المكتوم!

بكت وهي ترهف السمع منذ زمن إلى تهدج حباله الصوتية، واختلاجات نبرته
الجريحة، وغصّة الخيبة التي بدأت ترسم في عنقه ورماً التوائياً خفياً ظلّ يكبر
بصمت يوماً بعد يوم.

بكت ربطة العنق هذا المساء لأن صاحبها - الذي كان يختنق وحيداً - لم يقوَ
على أن يفكّ طوقها المنعقد بأناقة حول عنقه كي يستريح… ولا أن يصرخ حين
كانت تلك الغصّة اللعينة تجهز على آخر ما تبقى له من حب وأمل في هذه
الحياة.


*****************

جدران الطين

بكت جدران البيت العتيق حين كان معول الهدم يستبيح دفء طينها، وحنوّ
ترابها، وذكريات عاشقين سطّرا على ملمسها ضوع الأمنيات في ذلك الزمن
المنسي الذي غفا على نبض سواعدهما.

بكت أطلال البيت القديم وهي ترمق بصمت وألم حجارة الإسمنت التي بدأت
تنتشر كجند الاحتلال، ثم أخذت تعلو دونها، فيما هي تلقي نظرة الوداع الأخيرة
على المكان منتظرة موعد الرحيل على متن سيارة الأنقاض في زمن المنفى.



*******************


إلى أين أذهب؟!

توارى المتسامرون، وانطوى ليل الحالمين والعشاق.

أقفل المقهى أبوابه في وجه زمني الشاحب، ولملمت الريح آثار بكائي على
أطلال الحكايات. لم تعد لي قصيدة أنشدها… ولا قصة أرويها.

لم تعد لي حماسة أذكيها في أخيلة السامعين، ولا مرثية أتوارى خلف أحزانها!

إلى أين أذهب؟!

من سيحتفي بغيابي، من سيقتفي ظلّ روحي حين ترتمي على قارعة
الصمت؟

من سيمسّد خطاي المنسية حين تتعثر بكلّ هذا النشيج وكلّ هذا الأفول؟!







التوقيع :
[c]
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


itsbadtobegood@hotmail.com[/c]

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:10 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية