إن كان المثقفون يتحدثون عن العولمة الثقافية و الفكرية فإني اريد أن اتحدث عن (عولمة الزنا) بعدما عشنا ورأينا كيف يتفاخر الناس بإرتكاب الفاحشة على المستوى الشخصي و الإعلامي بعدما كانت هذه الجريمة يستتر من يفكر بفعلها .
إن للعولمة وسائلها في نشر (مشروع الزنا) بين الشعوب ، فالفضائيات تعمل بالليل و النهار على إشاعة مفهوم الزنا و التفنن في عرضه حتى اصبح لأشكال الزنا و انواعه قنوات متخصصه ، فالأولى في الشذوذ و الثانية في العلاقات النسائية (السحاق) و الثالية في الجنس مع الأطفال و الرابعة مع الحيوان ، وهكذا و اثر ذلك على شبابنا و بناتنا حتى جاءت النتيجة الخطيرة و التي عرضت في المؤتمر أن دوله عربية ( لا أريد أن اذكر اسمها ) فقدت البنات عذريتيهن بنسبة (70%) ودلة أخرى (لا أريد ان اذكر أسمها كذلك ) نسبة الفقد فيها (50%) فكيف بالشباب الذين مارسوا الفاحشة فيها .
و أذا دخلنا عالم الأنترنت يتبين لنا أن 15% من المرتادين يترددون على واقع جنسيه و(5%) منهم يدمنون تلك المواقع ، وقد اثبتت دراسه أخرى في بريطانيا أن نسبة من يتعرض للتحرش الجنسي من الراشدين الأطفال (1إلى 5 ) من خلال اتصالهم بغرف الدردشة .
و إذا انتقلنا إلى المحطات التلفزيونية وجدنا فيها المسلسلات و الأفلام التي تشيع الخيانة الزوجية و العلاقات الغرامية المشبوهة بين الزوجة و العشيق أو بين المتزوج و الفتاة العزباء بالإضافة إلى القصص والروايات الأدبية و التي تنسج الحب و الغرام بين الجنسين فتؤجج المشاعر وخاصة بين المراهقات بل في الغرب مسرحيات جنسية تخرج الفتاة فيها عارية على خشبى المسرح ويمارس الجنس علانية اثناء تقديم المسرحية و يمجد الإعلام بطلة المسرحية (نيكول)
أما الأفلام العربية فقد انتشرت فيها موجة الداعرات العربيات بعدما كان الانتشار سائدا للداعرات الأجنبيات وهذه مصيبة كبيرة ، بل أحيانا تعلن إحدى المخرجات صراحه بالمجلات العربية وهي (إيناس الدغيدي ) بتخصصها بإخراج الأفلام الاباحية وتقول إن في ذلك رقيا فنيا وتدعو المخرجين إلى انتاج افلام اباحية ، وكان آخر فلم لها بعنوان (.......) وقامت بدور البطولة فيه ( لا اريد أن اذكر اسمها ) و إذا انتقلنا إلى القوانين و التشريعات ففي بعض الدول العربية يمنع التعدد ويسمح بالعشيقة و الخليلة ، كما وتشجع بعض الدول ( السياحة الجنسية ) حتى اصبحت بعض الدول العربية مرقصا ليليا وتحمي كثير من القوانين في بعض الدول العربية الزنا إلا في حالة الأعتداء الجنسي .
فالفضائيات و الأنترنت و المجلات و الأفلام و السينما و المسرح و القصص و الروايات هذه كلها من الوسائل التي تستخدمها عولمة الزنا ، بل الهاتف لم يسلم إذ هناك اينكارا جديدا لهذه المعصية من خلال (المكالمات الممتعة ) وهي عبارة عن ارتكاب الفاحشة من خلال استخدام الخيال عبر الهاتف .
نسال الله تعالى أن يحفظ ابنائنا من (عولمة الزنا) –فقد قال رسو الله صلى الله عليه و سلم -: (( لا تقوم الساعة حتى يتسافد الناس في الطرقات )) ، أي يرتكب الزنا بالشوارع سواء كان حقيقيا أم إعلاميا أو غير ذلك من الوسائل التي تعرض علينا في الليل و النهار.
اما كيفية العلاج هذه الموجة فهناك افكار كثيرة لا يسعنا ذكرها الآن ولكن اهمها إشاعة مفهوم (عولمة العفة و العفاف) من خلال نفس الوسائل المستخدمة في (عولمة الزنا) ، و إن ديننا وثقافتنا مليئه بمثل هذه المفاهيم بل حتى غير المسلمين قد آذتهم (عولمة الزنا) فحتى امريكا خصصت (135) مليون دولار من الموازنة السنوية لتنفق على( مبدأ العفة) في اوساط الناشئة .
فكم نصرف نحن لنحفظ شبابنا وبناتنا ؟! وكم نصرف لنحفظ اجيالنا القادمة ؟1 بل كم نصرف لنشر قصة يوسف _عليه السلام – وعفته في اوساط الناشئة ليكون نموذجا وبطلا لكل مراهق أمام (عولمة الزنا) ؟
مقال للاستاذ جاسم المطوع