زوجي كئيب
حالة الاكتئاب التي يعانيها بعض الأفراد مرتبطة بكيفية تنشئتهم وما يحيط بهم من ظروف وأجواء أسرية غالباً ما تتصف بالمشاجرة والخلافات .
وبالنسبة للزوج فلربما يعاني من علاقات أسرية غير حميمة أو تتسم بعدم الرضا ، وهنا يبرز دور الزوجة في إضفاء جو مفعم بالمودة والمحبة لزوجها ، ولكن موقف الزوجة الإيجابي هذا مرتبط بشخصية الزوج وسلوكه .
فهناك أشخاص جبلوا على الغضب وسرعة التقلب وعدم الثبات ، والميل إلى التذمر والشعور بعدم الرضا والقناعة والسرور ، بالإضافة إلى حالة التخوف والشك من الآخرين .. وبالتالي يُبقى الأسرة حبيسة أجوائه النكدية .
وإذا كانت هذه بعض التشخيصات والأعراض للأزواج النكديين والمكتئبين ، فإن البحث عن الأسباب يعتبر مفتاح الحل ، وغالباً ما يكون المفتاح لدى الزوجة .
فالزوجة لا يمكن إعفاؤها وتبرئتها كلية مما يعانيه الزوج ، كما أن عدم قدرتها على خلق جو من البهجة أو محاولة التنفيس عن أزمة الزوج وما يترسب في أعماقه من الإحساس بالألم والضغط قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة بينها وبين زوجها ، ويزداد الأمر سوءاً بين الزوجين إذا كانت الاضطرابات الأسرية تعود إلى سلوكيات الزوجة ، وذلك لأن الأبناء أكثر تأثراً بوالدتهن ، وهذا التأثر يبدأ في مراحل مبكرة من العمر ويظل ملازماً للأطفال عندما يصبحون كباراً وأزواجاً .
إن الحياة المعقدة وتوتراتها ، ربما تقف وراء الكثير من السلوكيات النكدية سواء لدى الزوج أو الزوجة ، وهذا ينعكس على العلاقة بينهما فيدخل التنافر والخصام بدلاً من المودة والانسجام والوئام ، وقد يكون للأجواء والبيئة التي يعمل بها كل من الزوج والزوجة مهمة تأثيرات تقف وراء حالة التوتر والنكد .
وعليه فإن على الأزواج المزيد من الصبر وتجنب الإثارة والابتعاد عن افتعال الأزمات أو تضخمها قدر المستطاع ، وإن على الزوج مسؤولية أكبر ، لأنه أقدر على التحمل وعلى التخلص من الأزمات
|