الأمل
( حبيبتي )..اشتاق اليك في منفاي واضم كلماتك الى صدري.. الى قلبي لاشعر بروحك تسري في كياني نبضة نبضة وخفقة اثر خفقة؛ وكل رسالة منك لقاء جديد عند ميناء الانتظار مع الشوق والحب والعبير والفرح.
واه من منفى جدرانه تضيق بجلاديه ويتسع لحبك.. وتطول الليالي والايام والسنين في مدينتي الثانية وانت بعيده عني وشجى النفس في عذابها وفي الامها وفي وحدتها تزداد عمقا وغورا لانها تحس ان العالم كله فارغا هشا مضاؤه قفص وحريته زنزانة من حديد.
ماذا اكتب اليك يا حبيبتي في هذا الليل الطويل الكئيب والقرى والمدن في وطني تشتعل اشتعالا.. طلقات بنادق وزخات رشاشات وحمم براكين ورعب والم.. ونوافذ تتشرع وتتحطم وبيوت تتهدم. هل اكتب لك عن شعبي.. انهم يحملون الوطن على الاكف والاعناق.. لقد سقطت كل كلماتي الخرساء امام دموع اليتامى والارامل والنازحين.. وامام صرخة طفل ضائع يبحث عن امه بين اكوام الحجارة ورماد المنازل. سأضل أكتب اليك يا حبيبتي حتى يرحل الخوف عن كل البيادر والساحات وعن كل القرى والمدن.. بل عن كل الوطن هل هناك غير الشموع تنير لي مسالك هذه الدروب الوعرة المظلمه بعد أن أطفأوا ا لشمس بحرابهم وبنادقهم ودخان دباباتهم ومدافعهم
في ليلي الحزين أحن اليك والى حبك والى شعرك الطويل المتهادي خصلا كالحرير اشعر بانك ستاتين يوما وتعبرين كل الحدود والجدران والسجون وتشرقين شمسا في وطن بحاجه الى الامل
__________________