في دراسة طبية جديدة، أكد باحثون أميركيون أن الإجهاد والانفعال في العمل يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب.
وأفادت الدراسة التي نشرتها مجلة "الطب النفسي الجسماني" الأميركية أن خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم الشرياني الذي يعتبر أحد عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب أعلى لدى الأشخاص الذين يعملون في وظائف انفعالية لا تتيح لهم حرية الاختيار الكاملة أو اتخاذ القرار مقارنة بالعاملين الذين لا يضطرون للعمل في مثل هذه الوظائف.
وللتأكيد من هذه النتائج، تابع الباحثون الحالة الصحية وضغط الدم لدى 287 رجلا من مدينة نيويورك ممن تتطلب أعمالهم أو وظائفهم مهارات مختلفة أو لا تتطلب، حيث ملأوا استبيانات تقيم مدى الحرية التي يتمتعون بها في اتخاذ القرارات التي تتعلق بأعمالهم ومستوى الطلب والضغط الذي تضعه الوظيفة على كاهلهم مع تسجيل قراءات ضغط الدم على فترات مدة كل منها 15 دقيقة لمدة 24 ساعة من خلال جهاز خاص يتم ارتداؤه لهذا الغرض، كما تم قياس قيم الضغط لـ 195 رجلا منهم بعد 3 سنوات من بدء الدراسة.
واكتشف الباحثون في كلا التقييمين، أن قراءات ضغط الدم كانت أعلى بشكل ملحوظ في الرجال الذين تعرضوا للإجهاد والانفعال في البيت والعمل مقارنة بنظرائهم الذين لم يتعرضوا لهذه الحالات.
وأكد هؤلاء أن الرجال الذين بدأوا بالعمل في وظائف مجهدة أولا ثم انتقلوا إلى أعمال أقل جهاد شهودا انخفاضا ملحوظا في ضغط دمائهم. وكان عدد من الدراسات السابقة أظهر أن الأشخاص الذين لا يستطيعون ضبط أعصابهم وغضبهم يواجهون خطرا أعلى للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
وفي المقابل فان الفعاليات الفيزيائية في العمل مفيدة وجيدة لصحة الأوعية الدموية عند العمال ما لم يكن هناك توتر وشدة كبيران الأمر الذي سيلغي هذه الفعاليات.
وتقول الباحثة تشيريل نوردستروم من جمعية أمراض القلب الأميركية: إذا كنت تقوم بعمل فيزيائي في جو نفسي مرهق فلن تصلك منافع هذه الفعالية الفيزيائية، فإن الشدة النفسية ستبطل منافعها. ويعتبر أحد الخبراء هذه النتيجة مثيرة ولكنها غير مثبتة حتى الآن.
وقد قامت نوردستروم ومساعدوها بمتابعة 447 من عمال الخدمة تراوحت أعمارهم بين 40 و 60 سنة. ولم يكن أي من العاملين في بداية الدراسة لديه أي تصلب عصيدي ولكن على مدى ثلاث سنوات قام العلماء باستخدام الأمواج فوق الصوتية لقياس أي تسمك في الشريان السباتي الذي يحمل الدم إلى الدماغ، ويدل تسمك هذا الشريان الموجود في الرقبة على حدوث ترسبات سادة للشرايين في أماكن أخرى من الجسم بما في ذلك القلب.
ويمكن للشدة والتوتر أو الأزمات النفسية، أن تزيد من عوامل التخثر في الدم، وتحث على انطلاق الدهون إلى الدم مما يؤدي لانسداد الشرايين.
في حين أن الفعاليات الفيزيائية والتمارين تنقص من مستوى الأحماض الدهنية في الدم. لكن كانت دهشة العلماء كبيرة عندما وجدوا أن الذين لديهم أكبر قدر من الفعالية الفيزيائية في العمل كان لديهم أكبر قدر من التسمك في الشرايين أيضا، والشيء المنطقي هو أن زيادة الفعالية الفيزيائية والنشاط تحسن صحة القلب والأوعية، وفي جزء منفصل من هذه الدراسة كانت النتائج تدعم هذه الحكمة المنطقية، حيث وجد العلماء أن الأشخاص الأكثر فعالية خارج العمل كان تطور التصلب العصيدي لديهم أقل ما يمكن.
وللحد من هذه التأثيرات ينصح بتجنب العوامل المؤهبة للتوتر النفسي والإجهاد أثناء العمل وذلك من طريق وضع خطة عمل قابلة للتطبيق، وأخذ فترات قصيرة للراحة بين الحين والآخر، وأثناء العمل ينبغي الحرص على التنفس بشكل سليم وعميق من أجل تجديد التهوية الرئوية وتنشيط الدورة الدموية
|