سأطرق إليك كل باب ، وسآتيك من كل طريق
وسأبتكر من أجلك الوسيلة تلو الوسيلة على قدر الطاقة
سأحرص على أن أبقى عالقاً في ذهنك ، تتذكرني مع إطلالة الفجر
وعيناك لا تزالان مملوءتين بالنوم
ومع إشراقة كل صباح وأنت تهتز في نشوة قبل أن تركب سيارتك وتتجه إلى عملك
سأجعلك تتذكرني مع زحف الضحى وهو يبتسم في كبد السماء
ورؤية الطيور في الصباح وهي مسافرة تبتغي طلب الرزق تطلب ما عند الله
وعندما تقع عيناك على خضرة الشجر ، وألوان الزهر
وحين يصل إلى أنفك عبق الورد ، وحين ترى زرقة البحر ، وصفاء السماء
وألوان البشر واختلاف لغاتهم
سأحاول أن أجعلك تتذكرني في فرحك ، وروحك تهتز نشوى
وفي حزنك وقلبك يعتصر ألماً ، وفي أعيادك وأنت تتهلل بلون قوس المطر
وفي مآتمك وأنت تتخضب بلون عتمة الليل ، وفي كل حال تكون عليه وفيه
ستجدني قريباً منك ، أشاركك فرحك وأتهلل معك
وآخذ بيدك إلى الوجهة الصحيحة التي تجعلك من الشاكرين على الحقيقة
كما ستجدني في حزنك ، أكاد أبكي لبكائك ، غير أني سآخذ بيدك
حتى لا تفلت منك كلمة سخط ، وتشرد منك لفظة كفر
أو يبدو منك سلوك غير مرضي
لا مانع عندي أن أستجديك بعض لحظات من وقتك الثمين لتصغي إليّ
لعل الله يبارك في كلمة أقولها لك في حب ، فتنقدح بها شرارة الحياة في قلبك
لعل الله يقذف في كلمة تقرأها ، شوارق الأنوار في أغوار روحك المتعبة
ولا مانع عندي كذلك أن أعيد على مسامعك الحديث ألف مرة ومرة
بألف صورة وصورة ، وسأحرص _ قدر طاقتي _ على أن لا أكرر نفسي
لن تجدني أمل من الحديث إليك ، ولا الجلوس معك
فلقد وطنت نفسي أني ( موظف )من أجلك أنت ، لا عمل لي إلا أن اسعي وراءك
وسأتجرع لأجلك في هذا الطريق مرارة الحنظل ، وعلقم الصبر
وأنا أراك تعرض متغطرساً ، وتنصرف عني لاهياً
لذا سأعيد على مسامعك أسطوانتي المشروخة _كما تسميها أنت
أما أنا فإني أصر على أنك لم تصغ إليها جيداً ، وإلا لأحالتك نوراً ونارا بإذن
الله
ومن يدري لعل دورة هذه الأسطوانة للمرة العشرين بعد المئة توافق منك
أذن صاغية ، ولحظة إفاقة ، فيحدث التفاعل المطلوب ، وتنقدح الشرارة
فتبرق روحك وتشف وترف ، وتذوب جبال الجليد التي كانت تحول بيني وبينك
ويتبخر الضباب الكثيف الذي كان يمنع عنك الرؤية الصحيحة للأمور
ومن ثم يغدو الطريق أمام عينيك كبساط الكف يتلألأ في جلاء
فإذا أنت كمن كان ميتاً فأحياه الله ، وجعل له نوراً يمشي به في الناس
كنت نكرة من نكرات الحياة ، فأصبحت تصنع للناس الحياة من حولك..!؟
لذا ستجدني أحرص ما أكون عليك ، وأخلص ما أكون لك
سأبعث إليك كلماتي كالفراشات الجميلة المنسابة لعلها تجد منفذاً
عبر أسوارك العالية لتطبع قبلاتها على وجه قلبك الطيب
حتى يحمر حياء من طول الإعراض ، وبلاهة الغفلة ، وسماجة السلوك ..!؟
سأحرص على أن أبعث إليك تحياتي معطرة بعبق التاريخ وأريجه
وفيوضات السماء وبركاتها
ومع كل تحية ستلمس نفحة روحي المذبوحة من أجلك
أعني لأجل النهوض بك ، والارتقاء بقلبك
لن تجدني أسفل بك مرة واحدة ، حاشا لله .. كيف أسفل بك ، وأنا أريد أن اصلك بالسماء
ولا أزال أصر على أن أرتفع بك إلى سماء السماء ، وأشدك إلى آفاق الكون لتراها بعين
مؤمنة صافية ،
لترى في كل شيء آية تدل على أنه الواحد سبحانه ، وأنه أقرب إليك مما تتصور
وأنه أحب إلى قلبك من الماء االبارد على الظمأ الشديد
فتتعلق به سبحانه وحده ، وتلهج بذكره في كل حال ، وتلتذ بطاعته
وتسعد بقربه ، وتأنس بمناجاته ..وتسمو وأنت تركع وتسجد بين يديه
وتجدد طاقتك وأنت تغتسل بدموع التضرع على أعتابه
على هذا النحو ستجدني أضع النقاط على حروفها
لعلي أعيد المياه إلى مجاريها بينك وبين ربك جل جلاله
وسأدفع إليك بالرسالة تلو الرسالة ، والآهة تتبعها الآهة
وسأسوق إليك باقة النور من وراءها باقة
هكذا سأمضي معك، فإما أن تفيق وتقرر الالتفات إلى حيث أشير عليك
وإما أن أموت وأنا أحمل المصباح ألوح لك به من بعيد
وأكون بذلك قد أديت بعض حق أخوتي لك
وحين يجمعني وإياك المحشر ، ستعلم يومها كم كنت أحبك وأحب لك الخير ..!؟
هل تسمعني أم أنه لا يزال في أذنيك وقر.. !؟
ولعلك الآن تسأل : كل هذا في سبيل ماذا ؟ ولماذا ؟
أقول : كل هذا وغيره في سبيل أن أحظى منك بدعوة صادقة خالصة نقية
لعل الله ينفعني بها ، ويبارك لي فيها ، وينير قلبي بها
ثم ألم تعلم ايها العزيز الغالي
أن هداية إنسان واحد أغلى عند الله من كنوز الأرض مجتمعة !؟
أليس في هذا كفاية للمكتفي !؟
بلى والله ولكن أكثر الناس لا يعلمون
يا حسرة على العباد .. نسأل الله أن ينير قلوبنا بنور معرفته ونور محبته سبحانه
...وسلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا
هذه هي رسالتي ككاتب لك انت ايها القارىء العزيز مهما بعدت
العرض العادي
