بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم :
للأسف الشديد نحن شعوب مليئة بالتناقضات، في تصرفاتنا، فنحن نطالب بشئ ونفعل عكسه،ولكننا دائما نجدلأننفسنا الأعذار، ولاأعلم اذا كان ذلك بسبب خجلنا ،أم مجردأمل بسيط للتغيبرنحو ألافضل...فنحن نتعامل بسذاجةمع أطفالنا نطالبهم بأشياء ونفعل عكسها، وننسى أن طفل اليوم ذكي ، يعلم كل مايدور من حوله اذلم يعدذلك المخلوق الصغير الذي نزوده بما نريد فقط، لأنه منفتح على العالم يتابع الأحداث ، ويلتقط، الأحاديث عن طريق أجهزة الاتصالات المختلفه، مايوسع ادراكه وينمي وعيه ...
وغالبآ مانطالب أبناءنا بأن يكونوامتفوقين وناجحين ، ويحصلوا على أعلى الدرجات، فندخلهم أحسن المدارس ونشركهم في النشاطات الرياضية ونساعدهم في دروسهم ، ونشرح مايصعب عليهم منها بل قد نؤمن لهم مدرسين خصوصيين ، لتحقيق ذلك النجاح.
وفي الوفت نفسه نهدم كل ما نحاول أن نفعله من ناحية أخرى، فعندما نتصفح أي جريدة أو مجلة، نجد أنها تمتلئ بأخبار شخصيات ليست ذات شأن ، ثقافيآ أوعلميآ أو اجتماعيآ،ولكنها دخلت دائرة الضوء عن طريق التمثيل أو الغناء أو ألاعلانات أوعروض الأزيا الخ..على الرغم من عدم امتلاكهما المؤهلات اللازمة لتتبوأ صفحات المجلات والجرائد، اللهم الامسحة من جمال زائل، أو دعم شركة ترويجية كبرى تصطاد بوساطتهم الشباب لترويج أعمالهما الهابطة..وتصبح هذه الشخصيات مار أحاديثنا أمام أولادنا، ما يدفعهم ، ربما، الى الاقتداء بها على الرغم من ضحالتها الفكرية، ودورها، السلبي في المجتمع.
أما الناجحون الذين يملكون المواهب الحقيقية الرياضية أو الفنية أو غيرها
والمصقولة بالعلم والثقافة، والآخلاق الحميدة، فلا نذكرهم الا مصادفة، ولانسمع
عنهم الاالقليل، وفي كثير من الآحيان بعد موتهم ، لنعلم بعدها أنهم ماتوا فقرء بعد أن عانوا من الوحدة والاهمال..وقد نتحمس ونكرمهم بعد وفاتهم؟
واذا سألت أي شخص، وأولهم أنا، ماذا تريد لأبنانك؟ ستكون الاجابة: العلم والاخلاق والمال والشهرة والذكرى الحسنة. ولكن كيف؟ ونحن في واد ومن حولنافي واد آخر، حيث نحاول أن نبني من دون أدوات أو عناصر بناء صحيحة
فيجب أولا أن نغير من سلوكنا، فنتوقف عن تمجيد وتعظيم السفهاء، ونعلي من شأن الكادحين الناجحين، وأصحاب الفضائل..اذ من الواجب علينا أن نقدم لأطفالنا القدوة الحسنة، والمثل الأعلى، ونبعدهم عن التشتت وحيبات الأمل.
مع تحيات اخوكم (الموال)