العودة   منتديات الـــود > +:::::[ أقسام الأسرة والمجتمع ]:::::+ > عالم الأسرة والطفل
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-05-2003, 06:20 PM   رقم المشاركة : 1
ليلة خميس
( ود جديد )
 





ليلة خميس غير متصل

الحب يكون عذاب الانتقام

من اجمل الاشياء وأروعها فى حياتنا وجود الوفاء، انه موقف نفسى وذاتى والزام خلقى نابع من ذات الانسان وليس مفروضا عليه من سلطة خارجة عنه! هكذا وصفه ابن حزم الاندلسى رافعا اياه الى اسمى درجات المحبة التى لا قدرة لنا على تجاوزها او العيش من دونها حتى و ان مالت لنا الدنيا بجيع ملذاتها ورغائبها فالإنسان بطبيعته كائن اجتماعى ومهما استغنى بنفسه واستكفى يظل فى حاجة دوما لمن يقدّم له المحبة وإذا اما افتقد الوفاء افتقدت معه القيمة الحقيقية الخالصة للمحبة واصبحت مشوهة ومغشوشة... فالشك والشكوى وفقدان الثقة كلها نتائج متولدة عن التشاؤم والإحباط والنظرة الحزينة ولن تزول اثارها الا بتوفر المحبة الصادقة والوفاء الذى هو اساس اى علاقة انسانية مهما كان نوعها ولكن ماذا لو تعلق الامر بالوفاء والاخلاص مقابل الخيانة والغدر؟
فى الواقع ان نكن المحبة والودّ لانسان اخلص لنا واحبنا امر عادى ومنطقى ولا يثير فينا دهشة واستغرابا مع انه ليس بقاعدة ولا بواقع حتمى لأنه لاشيء اليوم يظل على حاله وكل لحظة تمر يتعرض فيها الانسان الى التغير والاستحالة والادلة على ذلك كثيرة...
ولكن ان نخلص ونفى لمن آلمنا وغدر بنا ليطعننا من الخلف فهذا امر ليس بالسهل ويتطلب قدرا من الصبر والقوة والارادة ففى مثل هذه الحال تكون مشاعر الكره والحقد والعدوانية اول ما يعصف بقلب المحب المغدور ويجتاحه ليكون الانتقام إما بالفراق والهجر او بردّ الصفعة مرّتين، فالحب كما يصفه والاس فاولى فى كتابه عصر السريالية القوة الوحيدة القادرة على اقتحام حصون اللغة والعقل!! وبقدر عمق الحب يكون عذاب الانتقام...
اذن، الوفاء لمن غدر، اهو ضريبة يدفعها المحب المكبّل مرغما حين لا يجد سبيلا الى الفرار فيعجز عن اتخاذ القرار ويظل مستسلما لطعنات الغدر فى خنوع تام ويداوى جراحه فى صمت رغم كل ما يكابد من قهر وعذابات وآلام؟ ام هو ارادة حرة واعية وايمان صادق بضرورة العفو والسماح لا من باب الضعف والخذلان وانما التزام وايفاء بالمسؤولية ليتم التغاضى عن طيب خاطر عما سلف ممنيين النفس بآمال قد تكون وقد لا تكون!؟
السؤال طرح على اكثر من شخص وجاءت الاجابات بأكثر من رأي: ضدان لا يلتقيان
ج،س: لا يمكننى فى اى حال كان مقابلة الغدر بالوفاء او الغفران انهما ضدان لا يجتمعان ولا خيار سوى النسيان... نعم حين اغدر من طرف شخص اهجره مهما كان صعبا على فراقه الى ان اتمكن من نسيانه ومن انه كان يوما فى مسار حياتى إذ لا مبرر عندى للغدر ولا اجد له عذرا... انه تصرف احمق وغير ناضج ومن يريد ان يثأر بالغدر لا بد وان يفكر مليا ويراجع نفسه كى لا يندم!


:انا ضد الغدر فهو صفة مستهجنة وموقف غير انسانى ولكنى مع ذلك ارفض التخلى عن قصة حبى ببساطة وتناسى سنين من عمرى دون تحرى واستقصاء فقد يكون للغدر اسبابه وخفاياه وعليه فقط تكون ردود فعلى فإما ان اعذر واسامح واما ان انفى العلاقة دونما أسف فعندما يقابل صدق العواطف بالكذب والخيانة تكون النهاية امرا محتوما ، اما حين يكون الغدر مجرد محاولة للتمويه وابعاد الاخر خوفا عليه او منه او لعجز عن اسعاده واعتبار ذلك نوعا من التضحية فلا بد هنا من انتشال مثل هذا الشخص من اوهامه وعقده ومسامحته لمساعدته على التفاعل السوى والسليم ومع ذلك تظل مثل هذه الحالات شاذة تحفظ ولا يقاس عليها لأن الغدر مهما كانت دوافعه يظل قاسيا ومؤلما يعصف بالمشاعر ليغرق سفينة الحب فى بحار القهر ويكسر شراع الثقة الأمان لتتوه فى ظلمات الخديعة وهذا اقسى ما يمكن ان يكون!

الوفاء هنا مذلة وهوان
ـ اى علاقة مهما كان نوعها لا بد وان تبنى على الصدق والاخلاص فالوفاء شريان الحياة والغدر هو الموت... انه بمثابة زلزال تستوى فيه العلاقة مع التراب والبيت اذا تشقق فهو الى زوال!
ان الغدر رصاصة نطلقها فى وجه الانسان وهى اذا لم تقتله تركت فيه عاهة لذا لامجال للتسامح مع الغدر ولامعنى هنا للوفاء لأنه فى رأيى طريق الى المذلة والهوان ففى كسر الخاطر والكرامة والكبرياء كسر للشخصية ومن لا شخصية له لا معنى لوجوده لذا اعترف بأننى فى هذه النقطة بالذات صارم وديكتاتوري!

من يغدر مرّة سيغدر مرّات
:الغدر من أصعب ما يمكن أن تواجهه العلاقات الانسانية مهما كان نوعها فعندما نمنح إحساسنا وحبنا وثقتنا بكلّ الصدق والصفاء فإننا ننتظر تقديرا وإخلاصا أما حين نقابل بالغدر والخيانة فلن يبق هنالك أى مجال للتسامح والوفاء فالغدر آفة ومن كان الغدر فى طبعه لن يتركه لذا فالأولى بنا أن نهجره فما بالطبع لا يتغيّر، ومن يغدر مرّة سيغدر مرّات ومرّات فالغدر انكسار ودمار وأذي، محبة كانت فى يوم صرحا قائما فهوي.لذا لا يمكننى أبدا أن أفى لشخص غدر بى فى ذلك مذلة ومهانة لا ولن أرتضيها لنفسى مهما يكن!

جميعنا لا يخلوا من سيئات والوفاء ليس ضعفا
: جميعنا لايخلوا من صفات ذميمة ومن سيئات وجميعنا يحاول أن يخفيها قدر ما يستطيع لكننا فى الواقع متشابهون فكلنا نكره الغدر كمبدإ ولكننا مضطرون للتعايش معه مرغمون فأنا مثلا لا أنكر بأننى تعرضت للغدر من طرف العديد وكنت فى كلّ مرّة أثور وأحبط وأفقد الثقة فى الآخرين ولكننى أعود لأراجع نفسى وأقول إننا فى أعماقنا متشابهون فأحاول تبسيط الأمر واعتبار ما كان هفوة أو زلّة أو نزوة عابرة كى لا أخسر علاقتى بمن أحبّ فهل الوفاء منا ضعفا؟ لا أظنّ!!
.. ومع أن السؤال يظلّ مطروحا والجدال قائما بين قبول ورفض إلاّ أنّ الشيء الوحيد والأكيد وغير القابل للتشكيك هو أنّ الأمر صعب وليس بالهيّن أبدا مداراته واحتماله فحالات كثيرة لعلاقة الانسان مع نفسه فى امكانها أن تفتح له الطريق لعقد علاقات ناجحة مع الآخرين والعكس صحيح!







التوقيع :
ليلة خميس طرز بها نور القمر ... شط البحر
والليل من فرحه عريس
ليلة خميس

قديم 29-05-2003, 05:15 AM   رقم المشاركة : 2
بقايا جروح
(ود مميز)
 






بقايا جروح غير متصل

ليلة خميس

شكرا على الموضوع

والدنيا فيها الحلو والمر المالح والعذب والحب والكره

وكل شي وضده ...... وسنة الله الكونية فيها هكذا

فكما قلت نحاول ان نكون ممن يحب لامن يكره

تقبل تحياتي







موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:12 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية